السجال يحتدم بين السياسيين والعسكريين فى الكيان الإسرائيلى وتتزايد وتيرته يوما بعد يوم كلما طالت الأيام بالحرب المجنونة التى يشنها الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة منذ تسعة اشهر والتى يتساقط فيها العشرات قتلى وجرحى كل يوم بجانب فقدان العديد من الأسرى الإسرائيليين الموجودين تحت يد المقاومة الفلسطينية داخل الانفاق.
العسكريون ومعهم مجلس الحرب يرون أن الهدف الأساسى للحرب هو تفكيك قدرات حركة حماس للحيلولة دون تكرار ما حدث فى السابع من اكتوبر الماضى من عبور حاجز الخوف لدى الفلسطينيين وتنظيمهم لهجوم عسكرى كبير أدى لمقتل المئات من الجنود وأسر العشرات من الجنود والمجندات ونقلهم إلى غزة لاستخدامهم لاحقا فى تحقيق أهدافها.
السياسيون يرون أن ما حدث بعد ما يقارب من تسعة أشهر من الحرب لا يعد إلا سقوطاً للجيش الاسرائيلى فى مستنقع غزة ولم يحقق أيا من الاهداف التى تم إعلانها منذ اليوم الأول للحرب فقد ما يقارب من 1000 من خيرة جنوده فضلا عن تعرض الآلاف للإعاقات البدنية والنفسية، كما يفقد يوميا قتلى فى العمليات العسكرية على أرض القطاع، بجانب فقدان حوالى مائة من الأسرى انفسهم فى عمليات عسكرية فضلا عن تساقط العشرات يوميا فى القتال الضارى الدائر داخل غزة، وبدأ الكيان الاسرائيلى محاصرا بعزلة دولية بدأت تتسع فى العديد من بلدان العالم.
المقاومة التى درست المجتمع الإسرائيلى وتتفهم تماما كيفية التعامل معه، تطرق بشدة على نفسية ذلك المجتمع وتلقى حممها على قلوب افراده من خلال الفيديوهات التى تصدرها للعالم لمطاردة المقاومين الدبابات فى الشوارع وزرع العبوات التفجيرية من المسافة صفر تؤكد ضعف اسرائيل.
لم تكن غزة لتسبب هذا الحجم من الألم والرعب فى قلوب الإسرائيليين كما تتسبب العمليات التى يتم تنفيذها من المسافة صفر والتى باتت هى الأكثر تداولاً فى وسائل الاعلام الإسرائيلى نفسه.
حتى أن الضفة الغربية باتت النار تشتعل فيها وباتت بؤرة استنزاف بالشكل الذى بات يقلق الأجهزة الأمنية التابعة للكيان الالاسرائيلى الذى يحذر من أن المقاومة ستكون قادرة على إطلاق الصواريخ تجاه الأراضى الفلسطينية المحتلة خلال فترة وجيزة.