بصرف النظر عن السرعة التى تمت بها عملية الانتقام ممن قصفوا موقعهم فى الأردن فإن تلك العملية الانتقامية إنما تكشف عدة حقائق أساسية قد لا يكون لدى الكثيرين منا أى معلومات بشأنها:
أولاً: الموقع فى الأردن يعكس صداقة دائمة بين البلدين يعنى تغيرت النظرة للمواقع العسكرية من بلد لبلد أو من بلدان لبلدان حيث أصبحت علاقات الصداقة هى التى تسود وتسيطر دون أى شبهة من شبهات الاحتلال أو الاستيلاء عنوة على أى ممتلكات ليست من حقها أصلاً.
ثانياً: وجود ميليشيات إيرانية أماكنها معروفة وإمكاناتها معروفة أيضا وذلك فى كلٍ من سوريا والعراق ورغم ذلك لم تحاول أمريكا ضربها أو حتى الهجوم عليها مما يؤكد أن أن هناك علاقات وصلات مشتركة فرضت الصمت وطبعا السرية لكن عندما استشعرت واشنطن أن مصالحها يمكن أن تهدد بادرت على الفور باستخدام القوة التى لم تحاول استخدامها من قبل.
ثالثاً: الدواعش مازالوا موجودين فى المنطقة رغم أن كل تلك القوى التى تغير مواقعها بين آونة وأخرى تعرف كيف يمكن التعامل معهم فى الوقت المناسب وهو ما حدث مؤخراً.
رابعاً: رغم أن الأمم المتحدة قد أعلنت فى نهاية العام الماضى أن تنظيم داعش مازال يضم ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف مقاتل فوقتئذ لم يعر الأمريكان أو البريطانيون أو حتى السوريون للأمر اهتماما وكأن هناك اتفاقية سلام تجمع بين الجميع.
خامساً: لم يبد السوريون أى رد فعل بشأن الضربة الأمريكية على مواقع داخل أراضيها عددها 85 موقعا مكتفية بإصدار بيان عما حدث علما بأن وزير الدفاع الأمريكى قال إنهم لا ينتوون محاربة إيران بل ستكتفى بالعمليات العسكرية.. فماذا تقصد أمريكا بالضبط عندما وقف وزير خارجيتها يتحدث عن الضربات؟!
على الجانب المقابل سادت مشاعر الانزعاج والدهشة على حكام إيران واكتفوا بإصدار البيانات الإنشائية إياها.
سادساً: يبقى العراق المغلوب على أمره بعد أن تمزق جيشه بمعداته ورجاله فضلا عن وجود ما أسموه الاتفاقية الإستراتيجية مع أمريكا التى تنص على الوقوف بجانب أمريكا فى حروبها أو التعهد بذلك.
<<<
فى النهاية تبقى كلمة:
هكذا تبدو الصورة أو الصور واضحة أن الحكاية ليست ضربة وانتهى الأمر بل تحمل فى طياتها الكثير والكثير جدا وسط نيران مشتعلة أو فى طريقها للاشتعال أو الجلوس حتى نتكلم فى كل شيء أو لا نتكلم فى أى شيء.
<<<
و..و..شكراً