أكد السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم بجامعة الدول العربية أن عدد اللاجئين والنازحين والمهجرين من الشعب الفلسطينى يزيد على 9 ملايين، ودمر الاحتلال خلال الأشهر التسعة الماضية 608 مساجد و3 كنائس، وقتلت إسرائيل وجرحت أكثر من 136 ألف مدنى فلسطينى بين شهيد وجريح ومدفونٍ تحت الركام، 70٪ منهم أطفال ونساء.
جاء ذلك خلال كلمته أمس أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين، وأضاف أن شهداءنا ليسوا أرقاماً، بل قصص وأحلام ونكبات، منهم 16 ألف طفل قتلتهم إسرائيل، وأصابت 34 ألف طفل، ومازال 3600 طفل تحت الأنقاض، وفقد 1500 طفل أطرافهم وعيونهم، ويتّمت إسرائيل 17 ألف طفل، وكل هؤلاء الأطفال ليسوا أضراراً جانبية، بل استهدفتهم إسرائيل بإصرار وترصد فى مذبحة أطفال قالت فيها الأونروا إن عدد من قتل من أطفال فلسطين على مدار الأشهر التسعة الماضية، يفوق عدد من قُتل من الأطفال فى كل صراعات العالم على مدار السنوات الأربع الماضية.
قال إنه جوعت إسرائيل 34 طفلاً حتى الموت، ومن تبقى من أطفال غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وكثير منهم معرضون للموت جوعاً أو عطشاً أو مرضاً، بسبب جريمة التجويع والحصار التى تستخدمها إسرائيل كأداة من أدوات جريمة الإبادة الجماعية. وكل أطفال غزة خارج عملية التعليم، وكل مواليد غزة لم يتلقوا التطعيمات الواجبة.
أضاف أن إسرائيل قتلت 10600 إمرأة، وتركت 60 ألف إمرأة حامل عرضة للموت قبل أو أثناء أو بعد الولادة، ودمرت كل طرق الإنجاب الصحية والآمنة، وبذلك منعت إسرائيل عمليات الإنجاب الآمنة، كأداة من أدوات الجريمة.
قال إنه تم نزع السلطات المدنية للحكومة الفلسطينية فى ما يُعرف بالمنطقة «باء»، والتى تبلغ مساحتها 22 ٪ من الضفة الغربية المحتلة، فى إطار خطة إسرائيلية لتحويلها إلى وضع شبيه بالمنطقة «ج» من الضفة الغربية، والتى تبلغ مساحتها 60 ٪ من الضفة الغربية، وتعمل إسرائيل على استيطانها وضمها وحرمان الشعب الفلسطينى من كل مقدراتها وموارده الطبيعية فيها، وبذلك تكون حكومة الاحتلال الإسرائيلى قد سيطرت مباشرة أمنياً ومدنياً على 82 ٪ من مساحة الضفة الغربية المحتلة، والـ 18٪ الباقية والمسماة بالمنطقة «أ» تستبيحها قوات الاحتلال الإسرائيلى كل يوم قتلاً وحرقاً وتدميراً.
أضاف أنه تم تطبيق القانون المدنى الإسرائيلى على المستوطنات الاستعمارية فى الضفة الغربية، ما يعنى ضمها بحكم الأمر الواقع، وإنشاء مستوطنة استعمارية جديدة فى الضفة الغربية المحتلة مع كل اعتراف جديد بدولة فلسطين، وزيادة وتيرة التهويد والسيطرة على مدينة القدس المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، ورعاية وحماية المزيد من اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وهدم منازل المواطنين الفلسطينيين ومقدراتهم وبنيتهم التحتية المدنية بوتيرة أعلي، وفرض عقوبات إضافية على المسئولين الفلسطينيين تشمل الإبعاد ومنع السفر والتنقل.
قال إن هذه الخطوات العدوانية هى عبارة عن خطة أعدها الإرهابى سموتريتش وزير مالية الاحتلال، والتى احتفى بنجاح إقرارها بالقول أننا سنؤسس حقائق على الأرض قبل أن نعلنها بشكل تشريعى ورسمى فى «يهودا والسامرة» الضفة الغربية المحتلة، تجعل منها جزءً لا يتجزأ من إسرائيل.
أوضح أن إسرائيل دمرت كلياً أو جزئياً أكثر من 430 ألف بيت، وأكثر من 70٪ من البنية التحتية المدنية والاقتصادية والثقافية فى قطاع غزة، وأخرجت إسرائيل 33 مستشفى عن الخدمة من أصل 36 فى قطاع غزة، كما أخرجت 55 مركزاً صحياً عن الخدمة، ما يُشكل 84٪ من المستشفيات والمرافق الصحية، وقصفت عمداً 131 سيارة إسعاف، وقتلت 500 شهيد من الطواقم الطبية.. وقد قصدت إسرائيل تدمير المنظومة الصحية فى قطاع غزة، وتُرك 1.5 مليون فلسطين من ذوى الأمراض والفيروسات المعدية التى تفشت بين الناس بسبب النزوح القسري.
قال إن الولايات المتحدة التى أمدت إسرائيل بعشرات آلاف الأطنان من القنابل والأسلحة والمتفجرات، وبمليارات الدولارات من المنح والمساعدات العسكرية، أثناء جريمة الإبادة الجماعية، استطاعت أن تحمى ظهر إسرائيل وهى ترتكب جريمة الإبادة الجماعية، وتعول عليها إسرائيل لتأمين الحماية والحصانة مستقبلاً، كما فعلت بالماضى من خلال الاستخدام غير العادل للفيتو فى مجلس الأمن عشرات المرات، 4 مرات منها فى الأشهر الثمانية الماضية.