إسرائيل مجتمع مكون من مواطنى 120 دولة لكل منهم عاداته وتقاليده وثقافته التى تؤثر فى ممارستهم الدينية ونظرتهم للدولة ذاتها من يعيشون فى إسرائيل هم شتات مجتمعات مختلفة ليس هذا فقط هناك شتات وانما ايضا فى ممارسة الديانة اليهودية ذاتها
فبعد مرور ٩ أشهر على حربها على غزة ظهرت الحاجة إلى مزيد من الجنود وكما قال ايال نافية المتمرد على الجيش اذا لم ينضم يهود الحريديم للجيش والاقتصاد وسوف ينهار المجتمع الإسرائيلى خلال 20 عاما ولن تكون هناك دولة اسمها إسرائيل التى يحتاج جيشه إلى 10 آلاف جندي.
جاء صدور قرار المحكمة العليا فى إسرائيل بالزام الحكومة بتجنيد طلاب المعاهد اليهودية المتشددين دينيا المعروفين بالحريديم مما اثار ضجة وتباينت ردود الافعال بين مرحب بتطبيق قرار المحكمة انطلاقا بأن هؤلاء عبء على المجتمع لتمتعهم بميزات لا يحصل على مثلها اى من مكونات المجتمع فى إسرائيل لانهم متفرغون لدراسة التوراة والتلمود ويتقاضون رواتب ولا يعملون ولا يتم تجنيدهم.
على الجانب الآخر هناك الرافض لتطبيق قرار المجتمع بل ويحاربه ويتظاهر من اجل منع تنفيذه انتصار للحريديم الذين يشكلون ما بين 10 إلى 13 ٪ من المواطنين اليهود فى إسرائيل ونسبتهم فى الكنيست تتجاوزذلك وقوتهم السياسية كذلك ويبلغ عدد ممثليهم فى الكنيست 15 عضوا الا ان تأثيرهم كبير مما يؤدى لحصول الاحزاب الحريدية على اكثر من حصتهم فى المجتمع اليهودى لان لديهم القدرة على حشد الحريديم للتصويت لاحزابهم بنسبة عالية.. والتزام الذين خرجوا من الاحياء التى عاشوا فيها وانفتحوا على الحياة العامة بالتصويت لاحزابهم.. وتوجهة حزب شاس أكثر من حزب يهودوت هتوراه إلى فئات شعبية شرقية فقيرة غير حريدية للتصويت للحزب مقابل تقديم لهم الخدمات من تعليم ومعونات اقتصادية واجتماعية اضافة الى تزايد عدد الحراديم لارتفاع مستوى الانجاب ما بين ٧ إلى ١١ طفلاً للمرأة الواحدة رغم ان معظمهم لا يعمل الا فى المهن الدينية التى لا تلبى حاجاتهم ويعتمدون على التمويل الحكومى لمدارسهم المستقلة عن الدولة ودعم الشباب الذين يدرسون فى الكليات الدينية ولا يخدمون فى الجيش.
يعمل الحريديم على الاحتفاظ بوزارة الداخلية ومحاكم شئون الاسرة لفرض شرائعهم الدينية المتزمتة رغم ان منهم من لا يعترف بالدولة مثل (تطورى كارتا) ولا يعيرون أى اهتمام للقوانين ومعاداة الصهيونية ويعتبروها كارثة على التوراة.
فى العقود الاربعة الاخيرة استطاع ممثلو الحريديم ان يتحولوا لمحور مهم فى موازين القوى السياسية لتشكيل الحكومات فى إسرائيل وإلى مكون اساسى ومؤثر فى تشكيل حكومات نتنياهو فى مواجهة المعسكر اللبرالى العلمانى ولذلك يخشى غضبهم ولا يعارضهم واجل المناقشة الثانية لمشروع قانون تجنيدهم لتظل حالة الاحتقان بين عائلات المجندين ودافعى الضرائب رجال الاقتصاد والمال لتأثرهم بمد مدة خدمة الاحتياط ممايعطل الانتاج إلى متى يتحمل المجتمع الإسرائيلي؟