أكيد القدر لطيف بمصر والمصريين ورحيم بها وبهم خاصة فى الأوقات الصعبة والظروف المعقدة، ومن يتابع التطورات الاقليمية والدولية، وكذلك التطورات الاخيرة فى مصر المحروسة خلال الأسبوع الجاري، يدرك على الفورأن مصر حفظها الله وأنها عظيمة بشعبها وبقائدها ومنجزاتها، وأن الأزمات التى نعانى منها الآن ما هى إلا انعكاس لما يدور فى العالم والشرق الأوسط، فليس ثمة شك فى أن المناظرة التى جمعت بين رئيسى الولايات المتحدة السابق والحالى « ترامب وبايدن»، تؤكد أن أمريكا فى محنة حقيقية وأن السيولة التى يتسم بها النظام العالمى الذى تهيمن عليه، هى نتيجة طبيعية لضعف الإدارة الأمريكية، كما أن الصراعات المتعددة والأزمات الاقتصادية المختلفة ناجمة كلهاعن فشل واشنطن فى قيادة العالم، وتراجع نفوذها فى مناطق عديدة منه.
هذه الحقيقة يجب أن يعرفها «القاصى والداني» فى مصر التى ما إن فرغت من علاج تداعيات أحداث يناير 2011 ومن الحرب ضد الإرهاب ومن تنفيذ جانب كبير من مشروعها التنموى العملاق، إلا وواجهت أزمات من العيار الثقيل وكلها قادمة من صراعات إقليمية أو دولية أو نتيجة وباء عالمى « كورونا»، غير أن المحصلة النهائية هى تأثر المصريين بهذه الأزمات ومحاولة أعداء مصر استغلال الظروف لإشعال الفتنة والعودة بالبلاد إلى أجواء ما قبل ثورة 30 يونيو 2013. وهنا نتوقف عند كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الاحتفال بالذكرى الـ» 11 « للثورة، فقد جاءت هذه الكلمات فى وقتها تماما ولتؤكد إدراك القيادة السياسية لانعكاس الأزمات العالمية والإقليمية على الواقع فى مصر، وإدراكها كذلك بأن المواطن المصرى هو البطل دائما فى تحمل الأزمات التى تواجه الدولة والتحديات التى تجابهها بين الحين والآخر.
الرئيس السيسى قال: «أتوجه بالحديث إلى كل المصريين إلى كل رجل مصرى وسيدة مصرية يتحملون مشاق الحياة وارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة من أجل توفير الحياة الطيبة لأبنائهم.. أتوجه بالحديث إلى المكافحين الشرفاء من أبناء شعب مصر العظيم على اتساع الوطن أقول لهم: «إننى أعلم بشكل كامل حجم المعاناة.. وأؤكد لكم أن شغلى الشاغل والأولوية القصوى للحكومة الجديدة هو تخفيف تلك المعاناة وإيجاد مزيد من فرص العمل وبناء مستقبل أفضل لجميع أبناء مصر الكرام». الرئيس السيسى قال أيضا : « إن مصر – رغم التحديات – تمضى على طريق التنمية والنهضة .. وبإذن الله العلى القدير.. لا رجعة عن هذا المسار.. وعن تحقيق الحلم المصرى فى التقدم.. والحياة الكريمة لجميع المواطنين».
وحقيقة فإن هذا القدر الكبير من الثقة التفاؤل الذى غلف كلمة الرئيس فى ذكرة ثورة 30 يونيو، يكشف إلى حد بعيد أن الدولة المصرية بما تتمتع به من موقع استراتيجى متميز وبما تملكه من قدرات طبيعية وبشرية، وبما نفذته كذلك من مشروعات تنموية عملاقة، هى بهذه الامكانات ستظل قادرة على مواجهة التحديات وستظل جاذبة للإستثمارات الأجنبية، وهو ما لمسناه فى المؤتمر المصرى – الأوروبى للاستثمار الأخير، والذى أسفر عن توقيع اتفاقيات لإقامة مشروعات أوروبية بمصر بقيمة تتجاوز 47 مليار دولار، وهى اتفاقيات تؤكد ثقة العالم فى الأمن والاستقرار وكل ما يشجع على الاستثمار فى مصر.
ونختتم ببعد آخر فى منظومة نجاح القيادة المصرية وتتعلق بما ذكره اللواء اركان حرب ياسر الطودى قائد قوات الدفاع الجوى هذا الأسبوع، اللواء الطودى قال: إن قوات الدفاع الجوى قادرة على حماية سماء مصر، وإن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولى قوات الدفاع الجوى كافة الدعم لضمان التطوير والتحديث المستمر بكافة اسلحة ومعدات الدفاع الجوى لامتلاك القدرة لمجابهة العدائيات الجوية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية كذلك فإن قوات الدفاع الجوى تعمل ليل نهار سلما وحربا لكى تحفظ للأمة وهيبتها ولسماء مصر قدسيتها.
مرة أخرى مصر حماها الله – تقدر وتستطيع – مهما كانت التحديات والظروف فقط علينا أن نحافظ على المنحة الإلهية «شعب واحد على قلب رجل واحد».