الآن.. لم يعد الحديث عن الإبداع والابتكار رفاهية بل مواصفات وأساسيات
ثم.. ثم.. الصراحة مع النفس والجماهير واجبة.. واجبة..
الشارع المصرى هل راضٍ بحق أم أنه لا يستطيع الحكم الآن؟!
الإسراف فى الوعود يضر أكثر مما يفيد
فى النهاية لابد أن تلمس الجماهير أن مستوى معيشتهم يتحسن يوما بعد يوم
من سمات الحياة التطوير والانتقال من مرحلة الاستاتيكية كما يقول علماء الاجتماع والسياسة وتلبية مصالح الجماهير تحت وطأة أى ظرف من الظروف أما الديناميكية فهى أساس التقدم والازدهار.
من هنا.. فالرئيس عبد الفتاح السيسى بحكم مسئولياته تجاه مصر كان لابد أن يعبر بالبلاد من درجة بذل عندها مجموعة من رجال الوطن ما فى وسعهم لأداء واجباتهم ومنهم من أجاد بحق لكن لم توفقه الظروف ومنهم أيضا من كان صادق النوايا لكن استعداده الفسيولوجى والسيكولوجى وقف حائلا دون تحقيق ما يتمناه.
>>>
ولقد اختار الرئيس التوقيت المناسب والظروف الملائمة ليحدث هذا التغيير الذى لابد أن نعرف بأن الشارع المصرى كان ينتظره فى لهفة وشغف.
لكن السؤال.. هل سيحقق هذا التغيير الآمال المعقودة عليه وعلى أبعاده ومغزاه؟
طبعا.. نحن جميعا نأمل أن يتلاءم هذا التغيير مع مطالب الناس لأسباب كثيرة أهمها: أن أى تجديد فى مجال من مجالات الحياة ينبغى أن يقود تلقائيا للأفضل لأن أدوات وعناصر التجديد ينبغى أن تكون على رأس أولوياته إشاعة مناخ الرضا والاطمئنان داخل كل خلية من خلايا المجتمع .. من أول الأسرة حتى نهاية العمر.
لذا.. فأنا أحسب أن الحكومة الجديدة مطالبة بأن تضع فى اعتبارها أن التنسيق بين وزرائها ضرورة حتمية.. أى القضاء قضاء مبرما على سياسة الجزر المنعزلة التى أثبتت كافة التجارب أنها من أهم أسباب المشاكل والأزمات.
ولعل ما حدث من جانب وزارة الكهرباء ووزارة البترول أهم شاهد وأبلغ دليل فأنا أتصور أن ما حدث بالنسبة لأزمة الكهرباء الأخيرة إنما يرجع إلى أن هذه الوزارة فى وادٍ وتلك الوزارة فى وادٍ آخر..
ثم.. ثم.. ما دمنا اتفقنا على أهمية أن تعزف الحكومة سيمفونية واحدة.. يأتى بعد ذلك دور كل وزير الذى يجب أن يؤديه وكأنه يمثل جميع زملائه.
مثلا.. إذا تصادف أن تعطلت ماكينات الرى فى قرية من القرى ولم يكن فى وسع الوزارة المسئولة إنقاذ الموقف بسرعة فى الوقت الذى تملك فيه وزارة الزراعة الأجهزة والمعدات الكفيلة بعدم تفاقم المشكلة فالمفروض ألا يتردد وزيرها لحظة واحدة فى اتخاذ زمام المبادرة دون أدنى حساسية من جانب وزير الرى وكأن تدخل الوزير الزميل تدخل فى اختصاصه بل إنه واجب وضرورى وبالتالى تسير الأمور فى مسارها الصحيح بدلا من اختلاق عقد لا معنى ولا أساس لها وهكذا دواليك..!
>>>
على الجانب المقابل.. فإن السؤال الذى يثور:
هل التغيير-أى تغيير- يستهدف السياسة أم الشخص؟
هنا يجيب علماء الاجتماع والسياسة بأن السياسة والشخص صنوان بمعنى أن السياسة لابد أن تكون واضحة المعالم والشخص المنوط به تطبيقها على نفس المستوى من الإدراك والاستعداد والفهم الواعي.
ودون مجاملة أو تحيز يتميز الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن له رؤية واضحة المعالم قوامها.. إطلاق ملكات ومواهب واستعدادات كل فرد من أفراد المجتمع والانطلاق بهم إلى آفاق رحبة وعدم الانتظار أمام زوايا محددة لا يملك المجتمع فكاكا منها.. وبصراحة لولا ذلك ما أقمنا هذه المشروعات العملاقة فى شتى ربوع الوطن.
إذن إذا لم يكن الشخص مدركا لهذه الرؤية.. أصبح تطبيق بنودها ليس من السهولة بمكان.
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الشواهد الآن تقول إن الحديث عن الإبداع والابتكار وأهميتهما فى حياة الإنسان المصرى فى سلوكياته وفى أفعاله وفى كل خطواته كلها عناصر سوف تتحول إلى خرائط طريق تنفيذية ترضى الناس وتقنعهم بما يمكن أن يشحذ الهمم ويوجد أنواعا من التنافس الإيجابى دون أنانية وبعيدا عن أية نزعات ذاتية لكى يضم المجتمع كله أناسا أسوياء تجمعهم تطلعات مشروعة قائمة على الحق والعدل بلا لبس أو لف أو دوران.
>>>
أيضا.. وأيضا.. أرجو أن يحذر الوزراء-كل الوزراء-من الإسراف فى الوعود النظرية أو الالتزام بتعهدات يتعذر خروجها إلى النور لأن الناس الآن لم يعد ينطلى عليهم أى كلمات منمقة أو بيانات إنشائية لأن العبرة بما هو قائم على الأرض وليست قصورا فى الهواء.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
بعد هذا السرد الذى شمل العديد من التساؤلات والإجابات والأفعال وردودها.. يبقى الهدف الأسمى الذى يظل باقيا فى العقول والقلوب وهو أن يلمس الناس-كل الناس-تحسنا ملموسا وواضحا فى مستوى معيشتهم كأن تنخفض الأسعار وتقل معدلات التضخم وتتراجع مشكلة البطالة فضلا عن الحد من سطوة وسيطرة الدولار..!
عندئذ.. تنفتح الأبواب شاسعة أمام المزيد من الطموحات والأمنيات.. وإن شاء الله سوف يحقق الله سبحانه وتعالى ما نريد.
<<<
و..و..شكرا