تجرى الانتخابات العامة فى بريطانيا غدا الخميس وسط توقعات بحصول حزب العمال على أغلبية كبيرة فى الانتخابات الحالية، ليضع حدا لحكم المحافظين المستمر منذ 14 عاما، الذى شهد بريكست وتقلبات اقتصادية وفضائح سياسية، بحسب «فرانس برس».
ذكرت مصادر أن فوز حزب العمال يعنى أن صوت اليمين المتطرف لن يكون له تأثير قوى داخل البرلمان البريطانى، رغم أنه يعيب على حزب العمال انخراطه بدوره فى خطاب يمينى شعبوى.
أعلنت صحيفة «فاينانشيال تايمز» ومجلّة «ذى إيكونوميست» فى وقت سابق دعمهما حزب العمال البريطانى ذو التوجهات الاجتماعية قبل الانتخابات العامة لتنضمّا بذلك إلى صحيفة «صنداى تايمز».. ويُعدّ ذلك أحدث ضربة لرئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك الذى أظهر حزبه المحافظ اليمينى الحاكم تراجعا كبيرا أمام حزب العمال بزعامة كير ستارمر خلال حملة الانتخابات.
قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» «نفد زخم المحافظين.. يجب منح حزب العمال فرصة للحكم»، مع توجه المحافظين نحو هزيمة من شأنها أن تنهى فترة سوناك بوصفه رئيسا للوزراء بعد أقل من عامين.. وأضافت: «يبدو أن الناخبين قرروا أنه بعد 14 عاما مضطربة فى معظم الأحيان مرّ خلالها 5 رؤساء حكومة، انتهى وقت حزب المحافظين.. لا يمكن أن يكون هناك خلاصة أخرى.
شددت الصحيفة على أنه ليس لديها «ولاء سياسى ثابت»، مشيرة إلى أن إيمانها بـ»الديمقراطية والليبرالية والتجارة الحرة والمؤسسات الخاصة وبريطانيا منفتحة ومتطلّعة إلى الخارج.. غالبا ما يجعلنا أكثر توافقا مع المحافظين البريطانيين.. وتابعت: لكن هذا الجيل من المحافظين أهدر سمعته بوصفه حزبا للأعمال، وتقديمه على أنه الحزب الطبيعى للحكم.
أقرّت الصحيفة بأن حكومات المحافظين المتعاقبة اضطُرت فى السنوات الأخيرة إلى مواجهة أزمة مالية وجائحة «كوفيد – 19» وتضخم متسارع بعد الغزو الروسى لأوكرانيا.
لكنها أشارت إلى أن جزءا كبيرا من الضرر «تسببت به «هذه الحكومات» لنفسها»، مؤكدة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى هو «أذى نفسى اقتصادى جسيم»، ومذكّرة بالميزانية المصغّرة الكارثية فى حكومة ليز تراس خلال عام 2022 أدت إلى تراجع قيمة الجنيه الإسترلينى.. قالت الصحيفة كذلك إن «حزب العمال… فى موقع أفضل اليوم لمنح البلد القيادة التى يحتاج إليها.
كذلك أكّدت مجلّة «ذى إيكونوميست» دعمها حزب العمال فى طبعتها الأخيرة وقالت: لا يوجد حزب يؤيد بشكل كامل الأفكار التى تعتز بها مجلة «ذى إيكونوميست».. لقد تحول الإجماع الاقتصادى فى بريطانيا بعيدا عن القيم الليبرالية والتجارة الحرة والاختيار الفردى وحدود تدخل الدولة».
أضافت: «لكن الانتخابات تدور حول أفضل خيار متاح، وهذا واضح.. لو كان بإمكاننا أن نصوّت فى الرابع من يوليو، لكنّا نحن أيضا اخترنا حزب العمال، لأنه يتمتع بفرصة أكبر لمعالجة أكبر مشكلة تواجهها بريطانيا: النقص المزمن والمنهك فى النمو الاقتصادى.. ونهاية الأسبوع الفائت، أعلنت صحيفة «صنداى تايمز» الأسبوعية دعمها حزب العمال، متخلّية عن دعمها التقليدى للمحافظين.