وصف علماء آثار مصريون ادعاءات «الأفروسينتريك أو المركزية الأفريقية» بأن الحضارة المصرية شيدها الأفارقة ذوو البشرة السمراء وليس أبناء مصر بأنها «تخاريف لا تستحق الرد» وذلك بعد الجدل الذى أثير بسبب زيارة مجموعة منهم للمتحف المصرى بالقاهرة قبل أيام والتى أعادت إلى الاذهان نشأة هذه الحركة فى الولايات المتحدة الأمريكية فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى بزغم أنها رد فعل على العنصرية ضد السود فى أمريكا والاستهانة بثقافتهم وحضارتهم إذ وجدوا ضالتهم المنشودة فى تاريخ مصر للادعاء بأنه نتاج إسهاماتهم فى الحضارة العالمية ودللوا على ذلك بمحاولة نسب ثقافات قديمة لهم خصوصاً الحضارة المصرية وإعادة تقديم شخصيات تاريخية مصرية بممثلين سود كما حدث مع كليوباترا ولذا تسعى الحركة العنصرية لنشر فكرها المنحرف من الدول الغربية خصوصاً أمريكا وبعض الدول الأوروبية التى تتآمر على مصر.
وتقدم الدول الغربية الدعم الدعائى لنشر هذه الافكار الشيطانية التى تسعى لنسب حضارة مصر القديمة لها على اعتبار انها اعظم حضارة على الأرض إذ بدأ النقد يوجه إلى هذه الحركة بعد عرض منصة أمريكية شهيرة قبل فترة مسلسلاً وثائقياً حول «الملكة كليوباترا» أظهرتها سمراء البشرة وزعمت من خلال الفيلم أنها أفريقية وتالياً الحضارة المصرية شيدتها شعوب أفريقية من ذوات البشرة السمراء فيما زعم الفنان كيفن هارت وهو من أصول أفريقية ان أجداده «بنوا الأهرامات» فى مصر ولذا فإن الفيلم الذى اذاعته المنصة فضلاً عن التصريحات المنسوبة للممثل لا تعدو أن تكون مجرد محاولة تزييف للتاريخ وخطف الحضارة المصرية ونسبها إلى شعوب أفريقية سمراء.
ويبدو أن آداء ممثلة سمراء اللون لدور الملكة الفرعونية فى الفيلم دفع العديد من المصريين إلى التساؤل حول السبب خصوصاً ان الفيلم وثائقى وتالياً من الطبيعى ان يستند إلى وقائع علمية تاريخية صحيحة.
وأقول لكم إن زيارة مجموعة من «الأفروسنتريك» للمتحف المصرى بالقاهرة قبل أيام زاد من الجدل بشأن أفكار هذه الحركة واثار الغضب بين علماء الآثار والمواطنين خصوصاً من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى والجهات الشعبية والرسمية فى مصر واصدر عالم الآثار الدكتور زاهى حواس بياناً قال فيه إن أفكار هذه المجموعة حول الأصول الأفريقية السوداء للحضارة المصرية «مجرد تخاريف» مؤيداً ذلك بالادلة والبراهين التاريخية.