تجاوب كثيرون مع حديث أحمد مصطفى زيزو لاعب الزمالك ومنتخب مصر الأخير حول موقفه من النادي، وردوده حول تصنيفه كأفضل لاعب فى مصر ومقارنته ببعض النجوم سواء فى الأهلى أو حتى داخل فريقه.. والحق يقال كان زيزو موفقا فى الردود إلى حد كبير، مما يعكس تمتعه بالثقافة واللباقة والقدرة على تجاوز ومواجهة الأسئلة الصعبة والخاطفة فى أى وقت، وهى من الصفات الواجب توافرها فى لاعب كرة القدم، وخاصة هؤلاء أعضاء الفئة الأولى والأعلى من النجومية.
تحدثت كثيرا عن اختلاف ثقافات اللاعبين وتنوعها، وقدرة المميز منهم على المرور من المواقف الصعبة بحنكة وهدوء شديدين، فى مقابل تعثر أخرين وانجرافهم إلى تصريحات معادية وغريبة من نوعها، أقل ما ينتج عنها هو المشاكل والخلافات والأزمات، وبالتالى المزيد من مشاهد ومظاهر التعصب والتناحر بين الجماهير.
أعلم أن الدرجات التعليمية للنجوم تتباين إلى حد كبير، فمنهم من حصل على مؤهلات عليا وشرع فى الوصول لدرجات علمية أعلي، ومنهم من حالت ظروفه دون استكمال تعليمه، ولكن التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي، ومساعى التصيد والبحث عن التريند والمشاهدات العليا، يتطلب الخبرة والقدرة على التمييز بين الصالح والطالح، وعدم الوقوع ضمن ضحايا الأسئلة الخبيثة والمغرضة التى يأتى بها البعض بين الحين والآخر ..
صار السائد والطبيعى فى أحاديث اللاعبين، أن يتغنى النجم بموهبته وقدراته ومساهماته المختلفة مع الفرق والمنتخبات، ولا يتردد بعضهم فى وصف نفسه بالأفضل والأحسن على الإطلاق، وأنه لا يمكن مقارنته بغيره فى فريقه وفى صفوف المنافسين أيضا، بل ذهب بعضهم للتأكيد على أن حصول الغير على الفرصة كاملة يأتى من باب المجاملة والتمييز، بعيدا عن حسابات الأحقية والجدارة، وهى المسالك التى فطن لها زيزو فى حديثه، وحرص على تمييز غيره وتأكيده على أحقيتهم بلقب الأفضل أكثر منه، حتى وإن خالف الواقع والحقيقة فى ذلك، ولكنه يرى من الأفضل أن يقال عنه ذلك، لا أن يخصص كل وقته وجهده فى التغنى بما يملكه من مهارات وقدرات تفوق الأخرين..
هى نقاط بسيطة وخفيفة، ولكنها تساهم فى بناء شخصية النجم، وتزيد من تعلق وارتباط الناس به، بدلا من مهاجمته ووصفه بالغرور والتكبر.