بعد شهور طويلة من الترقب والانتظار لتغيير الحكومة وما صاحب ذلك من شائعات كثيرة تمددت فى الفراغ، اليوم تولد الحكومة الجديدة كاملة النمو ولا تعانى من حالات ابتسار، حيث استغرق تشكيلها قرابة الشهر وهذا منح رئيس الحكومة المكلف التحرك بحكمة ورؤية ودون عجلة من أمره، لقد استقبل رئيس الحكومة عشرات الشخصيات الوطنية المرموقة واستقر بعد مشاورات عديدة على جميع المستويات إلى التشكيلة النهائية التى ستتحمل المسئولية خلال الفترة القادمة، وهنا لابد وأن نتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع السادة الوزراء الذين خرجوا من التشكيلة الجديدة وباتوا وزراء سابقين، لقد عمل هؤلاء بجد وإخلاص فى ظروف صعبة ومعقدة ونجح الكثيرون منهم فى أداء أعمالهم على أكمل وجه بينما أخفق البعض ولم يحقق المستهدفات المطلوبة، فى كل الأحوال لهم منا الشكر والتقدير على ما بذلوه خلال فترة توليهم المسئولية، أما بالنسبة للوزراء الجدد وكذلك الذين استمروا من الحكومة السابقة فأقول لهم وظنى أنهم يعلمون، لقد راحت السكرة وجاءت الفكرة، انتهى وقت الترقب والانتظار والتوقعات المرئية وغير المرئية، انتهى وقت الكلام وحان وقت العمل، وليعلم كل وزير أنه جاء ليسير على أشواك المسئولية وليس على السجادة الحمراء، فالشوك منثور فى كل مكان ونحتاج التحرك بحذر وقدر كبير من الحكمة والسياسة فى كل القرارات، وعلى مدد الشوك نرى هذا القدر من التحديات غير المسبوقة والتى تحتاج إلى فكر خارج الإطار، نحتاج إبداعاً فى التناول، نحتاج تشاركية وعمل جماعى وتنسيق تام وشامل، والأهم من هذا وذاك هو القدرة على المواجهة، مواجهة الفساد والإهمال والكسل والفهلوة والاتكالية، كذلك حسن التواصل مع الناس، فلا يجب أن تستمر القطيعة مع الناس وتصدير المتحدثين باسمهم ينطلقون دون معلومات ودون سياسة ودون وعى فى كثير من الأحيان، الحكومة الجديدة تضم أسماء معتبرة لها سيرة ذاتية عطرة ومعطرة، كفاءات وطنية وفنية تبشر بالخير، فقط ينقصنا العمل الجماعى المتناغم والتنسيق المسبق والمتابعة الدقيقة وعدم الإغفال عن صوت الجماهير مع التركيز الشديد على توجيهات وكلمات وإشارات الرئيس، الوزراء الجدد لن يجدوا «الأبهة» التى تصاحب معالى الوزير فى الأفلام والدراما، ولن يجدوا السجادة الحمراء محاطة بالورود ولكنهم سيجدون مطبات وعوائق وأزمات ومشاكل وتداخلات وتراكمات وعليهم أن يستعدوا نفسياً ومعنوياً أولاً ثم الاستعانة بأهل الخبرة ويبتعدوا عن أهل الثقة، أدعوا مخلصاً من قلبى للحكومة وكل أعضائها بالنجاح والتوفيق وقلبى معهم وأن أراهم ينطلقون وعلى مدد الشوك يسيرون.