«تطوير البحيرات المصرية هو أحد المشروعات القومية العملاقة لاستكمال مسيرة التنمية الحقيقية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإصدار توجيهات لتطوير وتنمية البحيرات وحل المعوقات والمشكلات التى تواجهها، وعودتها إلى أفضل ما كانت عليه فى السابق، بل وتصبح بحيرات عالمية خاصة أن مصر تمتلك الكثير من البحيرات الطبيعية التى تعتبر ثروة اقتصادية كبيرة، كونها من أخصب البحيرات الطبيعية فى العالم ومن أهم مصادر إنتاج الأسماك حيث يبلغ إنتاجها أكثر من 75٪ من إجمالى الإنتاج فى مصر ولدى مصر 14 بحيرة «مريوط وإدكو والبرلس والمنزلة والبردويل وبحيرة بورفؤاد وقارون وناصر والريان»، ويبلغ إجمالى الإنتاج السمكى من هذه البحيرات حوالى 170 ألفا و334 طنا سنويا، وتحتاج كل بحيرة لما يصل إلى 2 مليار جنيه لرفع كفاءتها وهذا ما تقوم عليه الدولة الآن لتحسين أوضاعها، وأولى الرئيس عبدالفتاح السيسى تلك البحيرات أهمية خاصة من خلال تنفيذ خطة عملية وعلمية طموح لاستثمار كنوزها المائية فى إقامة مشروعات للاستزراع السمكى، علاوة على تنفيذ خطة عاجلة لتطهيرها وتوسعتها وإزالة التعديات سواء كانت صناعية أو زراعية من أباطرة الأراضى خاصة أنها عانت سنوات طويلة تجاوزت 200 عام من الإهمال والتلوث والتعديات وقد أثمرت تلك الخطة عن الكثير من النجاحات غير المسبوقة وعادت البحيرات من جديد كنزاً مائياً للمصريين.
«الجمهورية» من خلال مندوبيها بالمحافظات قامت بجولات ميدانية لرصد الواقع الحالى داخل البحيرات وآمال الصيادين فى المستقبل، وهذه تفاصيل الجولات..»
**
البورسعيدية: الفرحة كبيرة والقنوات الإشعاعية «ردت الروح» فى البحيرة
تطوير المنزلة
.. باب رزق
بورسعيد – ثروت الطحان :
يعد مشروع تطوير بحيرة «المنزلة» من أهم المشروعات التنموية فى نطاق محافظة بورسعيد حيث تضافرت كل الجهود لوقف إلقاء الصرف الصحى بالبحيرة، لتنفيذ أعمال تكريك وزيادة الغاطس وإزالة الرواسب، وذلك باستخدام كراكات عملاقة عالمية من هيئة قناة السويس وكبرى شركات العالم.. ولم يقتصر المشروع فقط على مجرد تنفيذ أعمال تطهير وتكريك بحيرة المنزلة وإزالة التعديات المختلفة على البحيرة، بل جاء مشروع تنفيذ القنوات الإشعاعية، ومشروع محطة معالجة بحر البقر العملاقة لتكلل هذه الجهود وتقضى على كمية كبيرة من الملوثات كانت تقدر بحوالى 650 مليون م3 تلقى بالبحيرة سنويا طريق مصرف بحر البقر ومصرف فاقوس ومصرف بحر جادوس ومصرف رمسيس ومحطات ضخ السرو والمطرية، بالإضافة الصرف الصناعى والزراعى وبقايا المبيدات والاسمده الكيماوية المستخدمه فى الزراعة، وساهم كل ذلك إلى ارتفاع نسب الزئبق والزنك ونفوق الاسماك بالبحيرة التى كان يطلق عليها كنيف مصر .
اللـــواء عـــادل الغضــــبان محافــظ بورســـعيد أشـــاد بقــرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بعودة بحيرة المنزلة الى سابق عهدها مشيراً إلى أنه تم تطهير وتكريك 5 ملايين متر مكعب ببحيرة المنزلة بتكلفة نحو 20 مليار جنيه، وساهم ذلك فى تحسين نوعية المياه والثروة السكمية بالبحيرة، مما يعود بالنفع على العاملين بالصيد .. كما أشاد بجهود رجال الهيئة الهندسية وهيئة قناة السويس والثروة السمكية والأجهزة التنفيذية على ما بذلوه من مجهودات كبيرة فى أعمال التطهير وتأمين بحيرة المنزلة ومنع أى مظاهر للتعديات على البحيرة.
وأضاف ان مشروع معالجة الصرف الصحى والصناعى بقرى بحر البقر ببورسعيد وهو الأكبر من نوعه بالشرق الأوسط، وتعمل المحطة على معالجة مياه مصرف بحر البقر بحوالى 5.6 مليون م3 يوم، بهدف معالجة ملوحة مياه الصرف الزراعى والصناعى والصحى، وزراعة 400 ألف شجرة بسيناء.
وأكد اللواء عادل الغضبان أن هذا المشروع الأضخم على مستوى العالم تم تنفيذه بأيدى وسواعد مهندسى وعمال مصر تحت قيادة وإشراف رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الأكفاء، لافتا إلى أن هذا المشروع يعتبر نموذجا لكل المشروعات التى تشهدها الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية، كما أن هذا المشروع مميز كذلك لأنه تم تنفيذه على أرض سيناء.
وقال أحمد زغلف رئيس حى الجنوب، أن مشروع محطة المعالجة العملاقة شمل تحويل مسار المصرف بدءاً من منطقة «كربة عابد» لضخ 5،5 مليون م3 يوم بمصرف الغزلان ومصرف أم الريش إلى المحطة الجديدة فى الكيلو 30 جنوب بورسعيد، ونقل المياه المعالجة عبر سحارتين بترعة السلام أسفل المجرى الملاحى للقناة، لمنطقة سهل الطينة بمنطقة شرق بورسعيد، لزراعة 400 ألف فدان، ويساهم هذا فى توفير مياه الشرب المستخدم حالياً، بالإضافة لتغير الطبيعة البيولوجية ببحيرة المنزلة من خلال تقليل نسبة المياه الملوثة التى تضخ فى البحيرة.
وأوضح، أن مشروع محطة المعالجة الثلاثية ساهم فى تغير الخريطة الزراعية بمنطقة شرق بورسعيد ووفر الآلاف من فرص العمل للشباب سواء بشكل مباشر فى مجال الزراعة، وبشكل غير مباشر فى الصناعات الغذائية والتحويلة والخدمية بالمنطقة بالكامل يذكر أن مشروع «محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر» افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى سبتمبر من العام الماضى، وتم تنفيذه تحت اشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وتعتبر القنوات الشعاعية التى قامت وزارة الرى بتنفيذها داخل البحر المتوسط، لمنع الاطماء وبوغاز الجميل (1، 2) وساعد على سهولة دخول مياه البحر إلى داخل البحيرة، ودخول أصناف جديدة من أسماك «القاروص» و«الدنيس» و«الكابوريا» و«الجمبرى» وغيرها من الأسماك الفاخرة خلال عملية المد والجزر.. حيث تم إزالة أكثر من 4 آلاف حالة تعد وكميات كبيرة من ورد النيل والبوص من داخل البحيرة.
**
لأول مرة.. مجمع لاستخلاص وإنتاج الأملاح.. وتعزيز الثروة السمكية
قارون
.. تجدد شبابها
الفيوم – جمال قطب:
تشهد بحيرة قارون بالفيوم، تطوراً ملحوظاً وانضمت حديثاً إلى قافلة الإنجازات وعودة الحياة البحرية والثروة السمكية إلى البحيرة، بعد سنوات طوال من تراجعها، حيث تعد بحيرة قارون إحدى أكبر بحيرات مصر، وتبلغ مساحتها 55 ألف فدان، وسبق وتضررت كثيراً بمخلفات الصرف الصحى، والصناعى، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة بمياهها إلى درجة خطيرة جداً، تكاد تكون قد انعدمت فيها الحياة البحرية تماماً، ولم يتبق من إنتاجها السمكى سوى كميات قليلة جداً، بل توقف الإنتاج السمكى بالكامل خلال السنوات الماضية، ومع تفاقم وتضخم المشكلة التى فاقت إمكانيات المحافظة، بدأت محاولات تطهير البحيرة عام 2016 بعمليات تكريك أكثر من 5 كراكات لتطهير المياه الواردة إليها للحد من التلوث، وها هى البحيرة تعود تدريجياً إلى سابق عهدها حيث كانت تتربع على عرش الإنتاج السمكى بمختلف أنواعه، والسياحة الداخلية قرن من الزمان، هواؤها عليل ومياهها صافية، وكانت أحد أهم المصادر لأفخر أنواع الأسماك «البلطى – البورى – القاروص – الجمبرى – الدنيس» وغيرها من أجود أنواع الأسماك.
استقبل أهالى المحافظة، خبر الإعلان عن إنزال زريعة أسماك جديدة ببحيرة قارون، بعد التحسن النسبى الملحوظ للمياه بها، طبقاً للتجارب والتحاليل التى تجرى دورياً على مياه البحيرة، بسعادة غامرة وارتياح واضح لعودة البحيرة لسابق عهدها، وأشادوا بدور القيادة السياسية التى حرصت جاهدة للارتقاء بالبحيرة وعودة الحياة المائية والثروة السمكية إلى البحيرة لسابق عهدها.
الدكتور أحمد الانصارى محافظ الفيوم قال إنه وجه بضرورة سحب عينات من مياه بحيرة قارون.. قبل إنزال الزريعة الجديدة للحصول على أقصى استفادة من الزريعة، مع الحرص على سرعة إنهاء إجراءات سحب عينات من أماكن متعددة من مياه بحيرة قارون وتحليلها معملياً، تبعاً للرؤية العملية وبشكل تكاملى وفى وقت واحد بحضور ممثلى مختلف الجهات، بجانب مسئولى الرى، للوصول إلى نتائج علمية ومعملية دقيقة، والتأكد من التحسن النسبى لمياه بحيرة قارون، وبيان صلاحيتها لإنزال الزريعة خلال الفترة القادمة، بهدف الحصول على أقصى استفادة من الزريعة التى سيتم إنزالها، والحفاظ على الجهود المبذولة من كافة أجهزة الدولة المعنية بتطوير البحيرة.
أضاف أنه تم وضع خطة واضحة لتحديد إجراءات التحاليل اللازمة لقياس معايير جودة مياه بحيرة قارون بصفة دورية، وإفادة مختلف الجهات المعنية بها ببيان موحد من قبل مسئولى الثروة السمكية لتلك التحاليل، والمتابعة المستمرة لنتائجها، بهدف التوسع المرحلى فى المساحات وأنواع الأسماك، التى سيتم إنزال زريعتها للبحيرة خلال المرحلة القادمة، مؤكداً على التأمين الكامل عقب إنزال زريعة الأسماك بالتنسيق بين مختلف الأجهزة التنفيذية من جانب، وشرطة المسطحات المائية من جانب آخر لمنع صيدها، واتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة حيال الصيادين المخالفين.
قال المهندس أيمن محمد محمود مدير عام منطقة وادى النيل للثروة السمكية بالفيوم، إنه يتم العمل على تنمية بحيرة وادى الريان، مؤكداً أهمية تفعيل دور الجمعيات بالتنسيق مع المنطقة لتوعية الصيادين بأهمية استخراج التراخيص، ومنع الصيد فى فترة الغلق، واستخدام طرق الصيد الحديثة، للحفاظ على الثروة السمكية بالبحيرتين، كونهما مصدراً مهماً للدخل لصيادى الفيوم.
أضاف فى تصريحات لـ «الجمهورية» أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات لتحسين جودة المياه ببحيرة قارون بهدف تنميتها والنهوض بها، وعودة الثروة السمكية إليها كسابق عهدها، تبعاً للاشتراطات البيئية كونها محمية طبيعية، موضحاً أن التحاليل التى سيتم إجراؤها بشكل تشاركى وموحد بالتنسيق مع الجهات المعنية – لمياه بحيرة قارون لتنميتها – تشمل تحديد نسب عدد من العناصر منها، الأكسجين الذائب بالبحيرة، والهيدروجين، وقياس الملوحة، ونسب الامونيا، والنيتريت، والعكارة، والعناصر الثقيلة، وقياس درجة حرارة المياه.
قالت الدكتورة نسرين عز الدين الأستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، إن مجموعة العمل الخاصة بإعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون، والفريق البحثى حصل على عينات من مياه البحيرة وكذلك من الأسماك الموجودة بها والرواسب ومختلف القطاعات بالبحيرة، بشكل دورى، للرصد والفحص والتحليل، لمعرفة وضع المياه الحالية فيزيائيا وكيميائيا بما فى ذلك نسب الأمونيا والأكسجين الذائب والمعادن الثقيلة وكذلك استبيان معدلات تواجد طفيل الأيزوبودا، وأكدت نتائج الدراسات التى قامت بها حول طفيل الأيزوبودا، القاتل للأسماك وخطة متابعته منذ ظهوره ببحيرة قارون عام 2014 تراجعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وأن معدلات الملوحة بمياه البحيرة جيدة ووضعها الحالى يصلح للحياة المائية.
أضافت أن اختيار نوع ذريعة الأسماك لإنزاله بالبحيرة جاء نتيجة دراسات علمية مستفيضة لطبيعة هذه الاسماك وقدرتها على التفريخ واختيار نوع الاسماك جاء نتيجة دراسات علمية مستفيضة لطبيعة هذه الاسماك وقدرتها على التفريخ فى ظل تحسن نوعية المياه بالبحيرة، لافته إلى أنه سيتم الانزال بعد التنسيق المشترك بين المحافظة والجهات المعنية.
قال شيخ الصيادين «شريف الزيات» إن سمك الموسى عاد للظهور من جديد فى مياه بحيرة قارون، وأصبح بمثابة بشرة خير لعودة الإنتاج السمكى بالبحيرة كسابق عهده، بينما تنتج بحيرات وادى الريان كميات كبيرة من أسماك البلطى بمختلف أنواعه وقشر البياض والقاروص والشنيور، وأشاد بموقف الدولة الداعم للصيادين، مشيرا إلى استجابة المحافظة، لحل مشكلة جمعية الصيادين فى قارون والريان، بعد أن حصلت على قروض من جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتعثرت فى السداد وبالتنسيق مع الجهاز تم إعفاء الجمعية من نسب كبيرة من فوائد التأخير والغرامات والرسوم القضائية، وحالياً جارى التنسيق مع صندوق تحيا مصر تحت مبادرة بر أمان للمساعدة التكميلية فى نسب الدين على الصيادين.
**
توجيهات القيادة السياسية.. منحتها «قبلة حياة»
مريوط
.. قصة نجاح
الإسكندرية – كريم صلاح:
بحيرة مريوط هى إحدى البحيرات المالحه الخمس التى تقع فى شمال مصر وهى البردويل والمنزلة والبرلس وإدكو ورغم أنها أصغرهم من حيث المساحة إلا أن عمرها وما كسبته من زخم على مدار التاريخ يجعلها أهم تلك البحيرات، وفى العصور القديمة كانت البحيرة أكبر بكثير وكانت مساحتها تصل إلى حوالى 700 كم٢.. وكانت البحيرة تستخدم كممر ملاحى بين النيل والبحر المتوسط، حيث كانت تتصل متصلة من الجهة الجنوبية بنهر النيل عبر الفرع الكانوبى للنيل بواسطة قناة تسمى «قناة نواقراطس» ومن الجهة الشمالية بالبحر المتوسط، وكان الناس القادمون من الإسكندرية أو من منطقة الدلتا يصلون بالمراكب إلى الشاطئ الغربى لبحيرة مريوط فى منطقة المكس وظل ذلك الممر الملاحى مستخدماً حتى فتح قناة المحمودية وذلك بعد أن تعرض منسوب مياه البحيرة للانخفاض وباتت مياهها ضحلة لا تسمح بملاحة السفن الكبيرة إلا أنها كانت مصدراً مهماً لغذاء السكندريين بالاسماك المختلفة، إلا أنها عانت ولسنوات طويلة من الإهمال والنسيان، حتى تم إنقاذها.
اللواء محمد الشريف محافظ الاسكندرية قال إن الفضل الرئيسى فى تطوير بحيرة مريوط وغيرها من بحيرات مصر يرجع للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى اخذ على عاتقه تنفيذ خطة طموحه لتنمية وتطوير البحيرات، والتى كانت بمثابة قبلة الحياة لتلك البحيرات وميلاد جديد لها خاصة بحيرة مريوط والتى شهدت على مدار أكثر من 40 سنة ماضية كل أنواع التعديات وكانت مرتعاً للخارجين على القانون والتعديات والعشوائيات لتصير اليوم بحيرة من أجمل البحيرات فى مصر ومتنفساً لأبناء الثغر ومقصداً سياحياً واستثمارياً مهماً وذلك بعد مجهود شاق استمر لمدة 3 سنوات فى أعمال التطهير والتعميق للبحيرة.
أضاف أن ما شهدته البحيرة من مشروع عملاق لتطهيرها وتعميقها استمر لأكثر من 3 سنوات هو بمثابة قصة نجاح جديدة تضاف للعشرات من المشروعات العملاقة التى أقامها الرئيس السيسى فى كل ربوع مصر والتى سيخلدها التاريخ للرئيس ووجه المحافظ الشكر للرئيس على دعمه الكامل لجميع المشروعات التنموية التى تمت حتى الآن بالإسكندرية مشيراً إلى أن المشروع انطلق فى 2019 لإعادة إحياء البحيرة التى تقلصت مساحتها من 200كم مربع إلى 50 كيلو متر بفعل التعديات موضحا أن المشروع ارتكز على الأسلوب العلمى فى تقديم الحلول للتحديات التى كانت تواجه البحيرة.
قال المحافظ إن جميع أجهزة المحافظة بالتنسيق مع المنطقة الشمالية وأمن الاسكندرية نجحت فى إزالة جميع التعديات التى كانت تخنق البحيرة وتمنع عنها أسباب الحياة وعبر تلك الخطوة تم القضاء على التحدى الأول والأهم فى مشروع التطوير، حيث أغلقت تلك الخطوة نهائيا باب التعديات على البحيرة والصرف الصناعى بمياها من المصانع العشوائية غير المرخصة، ثم انطلقت الخطوة الثانية وهى تطهير وتعميق البحيرة والتى تمت لأول مرة باستخدام معدات «كراكات – حفارات» بالإضافة إلى أعمال إزالة الرواسب القاعية ثم جاءت المرحلة التالية من مشروع تنمية وتطوير البحيرة وذلك برفع منسوب المياه بالبحيرة من 30 سم إلى 3 أمتار، كما أن أعمال التطهير شملت خفض نسب انتشار البوص والهيش لتصل إلى المواصفات العالمية وتضحى البحيرة خالية من التلوث.
أضاف اللواء محمد الشريف أنه فى إطار تنمية الثروة السمكية للبحيرة لتعود كسابق عهدها وفى إطار خطة الدولة فى توفير الدعم الغذائى وتلبية احتياجات المواطنين من الأسماك، تم إلقاء 600 ألف زريعة أسماك بلطى ومبروك فضى ببحيرة مريوط كدفعة أولى، ومن المقرر إلقاء مليون و200 ألف زريعة أسماك بالبحيرة على مراحل، لتنمية الثروة السمكية بالبحيرة.
وساهم مشروع تنمية وتطوير بحيرة مريوط فى الحفاظ على مصدر دخل لنحو 15 ألف صياد من المستفيدين من البحيرة، وأثناء تنفيذ مشروع تطوير البحيرة انطلقت المبادرة الرئاسية «بر أمان» لرعاية صغار الصيادين والتى تكشف انسانية الرئيس وحرصه الدائم على البسطاء من المواطنين والفئات الاولى بالرعاية فى كافة القطاعات لتوفير حياة كريمة لهم، مشيراً إلى أن تلك المبادرة بر امان التى استهدفت الصيادين على مستوى مصر استفاد منها 1100 صياد ببحيرة مريوط فى إطار مرحلتها الاولى والتى تتم بالتعاون مع صندوق «تحيا مصر» والهيئة العامة للثروة السمكية والجمعيات التعاونية لصائدى الأسماك.. حيث تم توزيع مساعدات للصيادين الـ «1100» شملت بدل الحماية (بدلة غطس) والشباك (بواقع 4 كيلو غزل لكل صياد)، بهدف حماية صغار الصيادين من مخاطر المهنة خاصة تأثيرات العمل فى المياه الباردة فى موسم الشتاء.
كشف اللواء محمد الشريف عن قصة «قرية باب العبيد» التى تحولت إلى قرية الاحرار، وقال إن الرئيس اصدر توجيهات بالإبقاء على القرية المقامة على البحيرة واستثنائها من عمليات الإزالة مع تطوير شامل للقرية وتغير اسمها من باب العبيد لقرية باب الأحرار وحيث تحركت جميع الاجهزة التنفيذية بالمحافظة لتطوير تلك القرية وتنميتها لافتا إلى أنه يسكنها 565 أسرة وذلك بالتنسيق مع المجتمع المدنى واستمر العمل على مدار عام تم خلاله حصر احتياجات القرية وتوفيرها وبحث سبل التعاون لدعم الفئات الأولى بالرعاية.
قالت د. جاكلين عازر نائب المحافظ إنه تم تكليفها من المحافظ بالمتابعة اليومية والميدانية على مدار عام لمشروع تطوير القرية من أجل تذليل العقبات تواجه تنفيذ مشروع التطوير، مشيرة إلى أنه تم العمل على مدار عام لجعل قرية «باب الأحرار» نموذجاً حضارياً جديداً بجوار بحيرة مريوط.
**
اهتمام واسع .. وحماية شاملة .. وإنهاء العشوائيات .. وعودة أسماك البحر المتوسط
المنزلة
.. أمواج الخير
الدقهلية – محمد عوض :
تعد بحيرة المنزلة من أكبر وأهم البحيرات الطبيعية الداخلية بمصر على الإطلاق وأخصبها حيث يتوفر لها أهم مقومات المربى السمكى الطبيعى لتوافر المواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام وتنتج ما يقرب من 48٪ من إنتاج البحيرات الطبيعية وتقع بحيرة المنزلة فى موقع فريد ومتميز فى الركن الشمالى الشرقى لدلتا النيل يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الشرق قناة السويس ومن الغرب نهر النيل فرع دمياط ومن الجنوب سهل الحسينية «تطل بحيرة المنزلة على 4 محافظات بورسعيد ودمياط والشرقية والدقهلية» وتتميز بأنها من أكبر البحيرات إنتاجا للأسماك إذ يبلغ إنتاجها السنوى 60 ألف طن بنسبة 35٪ من إنتاج البحيرات الشمالية والذى يقدر بــ»172» ألف طن سنويا وقد عانت البحيرة من مشاكل بالجملة أدت إلى تقلص مساحتها بنسبة كبيرة وأثرت على إنتاجها السمكى هى تعرضها المستمر للتلوث بأنواعه وعدم كفاية البواغيز والفتحات والقنوات المغذية للبحيرة بالمياه المالحة والتعدى على المسطح المائى بإقامة الأحواش والسدود وانتشار النباتات المائية والصيد المخالف وصيد الذريعة كما شهدت أبشع صور التلوث فى تخلص اربع محافظات من مياه الصرف الصحى ولكن مع توجيهات القيادة السياسية انطلقت عمليات انقاذها.
فتحى عباس أحمد عيسى رئيس جمعية الصيادين بالمطرية، قال: ان البحيرة فى بداية نشأتها كانت مساحتها تقدر بـ750 ألف فدان، وكانت عبارة عن محمية طبيعية تضم أنواعاً عديدة من الأسماك والجزر، وكانت مهبطاً للطيور المهاجرة، وكان بها توازن بيئى لأنها محمية طبيعية.. وأصبحت بعد مشروع التطوير تصل مساحتها إلى 250 ألف فدان.. وكانت تنتشر بها قبل أعمال التطوير السدود والهيش التعديات والمزارع السمكية غير المرخصة وانتشر بها نبات ورد النيل، بالإضافة إلى أنها كانت مصباً لمياه الصرف الصحى، الزراعى والصناعى كما كانت تعانى من ارتفاع منسوب المياه وضحالة المياه، حيث كان يصل عمق المياه فى بعض المناطق بها إلى 50 سم كما كان ينتشر بها البلطجة، وكانت تمتلىء ببؤر لاختباء الخارجين عن القانون والمجرمين.
أضاف أنه مع ظهور بشائر الخير بتدخل الرئيس فى مايو 2017، والذى كلف الهيئة الهندسية بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بالتنسيق مع المحافظات الثلاثة الواقعة على بحيرة المنزلة (الدقهلية– بورسعيد– دمياط) بالإضافة لأجهزة وزارة الداخلية بهذه المحافظات الذين تحدوا وأخذوا على عاتقهم مسئولية تنمية، تطوير، تأهيل ورفع كفاءة بحيرة المنزلة وتم تقسيم المشروع إلى عدة محاور المحور الأول يتضمن تطهير البحيرة من الحشائش، نبات ورد النيل، البوص والهيش، وتمت إزالة التعديات على 44 ألف فدان من تلك المخلفات، اشترك فيها 14 شركة بطاقة 40 حفاراً والعديد من العمال والمحور الثانى تضمن إزالة التعديات من المبانى المخالفة والمزارع السمكية غير المرخصة، حيث بلغ اجمالى ما تم تنفيذه 5 آلاف و320 حالة تعد والمحور الثالث تضمن تكريك وتعميق قاع البحيرة، حيث تم تكريك 30 مليون متر مكعب تضافرت فيها الكراكات التى كانت تستخدم فى حفر قناة السويس الجديدة.. كما شارك فيها 10 كراكات من أكبر الكراكات على مستوى العالم وتمت عملية التكريك على مرحلتين، والمحور الرابع تضمن إنشاء أكبر محطة معالجة ثلاثية على مستوى الشرق الأوسط بطاقة 5 ملايين و600 ألف متر مكعب ببحر البقر.. وتغيير مسار مياه الصرف إلى ترعة السلام، وتعالج مياه الصرف الصحى، الزراعى والصناعى، والمحور الخامس تضمن إنشاء (الحزام الآمن) وهو طريق على شاطىء بحيرة المنزلة يربط بين محافظات الدقهلية، بورسعيد ودمياط.. بداية من مدينة الآثاث بدمياط إلى محور 30 يونيو بعرض 12 مترا وبطول 80 كيلو متراً.
قال محمد الخضرى الفقى سكرتير جميعة الصيادين أعمل بالصيد طوال عمرى منذ أن كنت طفلاً وعمليات التطوير التى تشهدها بحيرة المنزلة لم تحدث من قبل فنحن نرى أعمال تطوير تتم داخل بحيرة المنزلة بشكل ضخم وهو ما يحقق مردوداً إيجابياً للصيادين.
وقال عبده عبدالرحمن صياد انه تم حاليا الانتهاء من 65٪ من أعمال التطهير بالبحيرة وانه سيتم استكمالها والانتهاء منها بالكامل قريباً بعد ازاله تعديات المنازل والمراحات من كوبرى أبو جريدة وحتى بورسعيد حيث تتواجد 17 معدة للتكريك والتطهير فى قطاعى دمياط وبورسعيد وسيتم الدفع قريبا بأربعة شفاطات إلى المطرية من منطقة النسايمة والتى تم استخدمها فى حفر قناة السويس الجديدة.
أضاف ان أعمال التعديات والتجفيف فى السنوات السابقه طالت 80٪ من مساحه البحيرة حيث لم يكن فيها مناطق للصيد الحر بل مزارع وأحواش وجسور وورد النيل « وكانت مساحة البحيرة المتبقية فعليا 125 ألف فدان إلا انه حتى الآن تمت مضاعفة هذه المساحة وبلغت 249 ألف و95 فداناً.. كما تم حتى الآن ازالة 5331 مخالفه تمثل 75٪ من اجمالى حجم المخالفات من سدود ومزارع وحوش وبشنيم بالاضافه للمنازل والراحات والتى كانت غالبيتها بمنطقة النسايمة والمطرية وقامت الهيئة الهندسية ووزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية ومعهد علوم البحار والرقابة الإدارية بتوحيد كافة الجهود لتطهير قطاعات بورسعيد ودمياط والدقهلية، مشيرا إلى أن مساحة البحيرة تناقصت بسبب إقامة ترعة السلام والتى شقت البحيرة لنصفين وانه سيتم تخصيص جزء بسيط للاستزراع السمكى.
وقال محمد عبدالعال «صياد» ان الدولة لأول مرة فى تاريخها تضع بحيرة المنزلة فى حساباتها بعد ان كاد ينطفىء بريق الامل فى ان يستجيب أحد لصرخات الصيادين عبر سنوات طويلة وحكومات متعاقبة دون أى بصيص من الأمل إلا ان الحال تبدل وتقوم الدولة حاليا بكل عزم وبخطى مدروسة وبجهود عملاقة ومستمرة لتطهير بحيرة المنزلة وعودتها كسابق عهدها.