المعتقلون يكشفون جرائم الاحتلال: تجويع وتعذيب وتنكيل يومى بحق الأسرى الفلسطينيين
تتوالى الأزمات على الحكومة الإسرائيلية لتؤكد يوما بعد الآخر أن الشتات يغزو كل منطقة فى دولة الاحتلال المترنحة، فقد اتخذت السلطات الإسرائيلية قراراً بالإفراج عن 54 فلسطينياً تم اعتقالهم من غزة بسبب اكتظاظ سجونها، الأمر الذى أثار موجة من الانتقادات والاتهامات المتبادلة بين أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو لتعمق الانقسامات الداخلية.
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن قرار إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين جاء بعد مناقشات فى المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجازهم فى معسكر «سدى تيمان» بالنقب.
أوضح أنه يتم تحديد هوية الأسرى المفرج عنهم بشكل مستقل من قِبل مسئولى الأمن بناء على اعتبارات خاصة بهم، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت».
أشار المكتب إلى أن نتنياهو، أمر بفتح تحقيق فورى فى الإفراج عن أسرى فلسطينيين من غزة، مطالبًا بإجراء فحص لهوية الأسرى المفرج عنهم.
كانت سلطات الاحتلال قد افرجت عن معتقلين من بينهم مدير مجمع الشفاء الطبى محمد أبوسلمية، اعتقلوا خلال عدوانها المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، إلا أن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت أعلن أنه لم يكن يعرف مسبقاً بالإفراج عن مدير مجمع الشفاء.
فى هذا السياق، أفاد موقع «واينت» العبري، بأن نقاشاً ساخناً تطور فى مجموعة واتساب الحكومية حول هذا الموضوع، حيث طلب وزير شئون الشتات عميحاى شيكلى من وزير الدفاع يوآف جالانت توضيحاً.
من جانبه، وصف وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير ذلك بأنه «انعدام أمني» وأنه يجب منع جالانت ورئيس الشاباك من تنفيذ سياسة مستقلة، وأضاف وزير الاتصالات شلومو كرى أن «إسرائيل بحاجة إلى قيادة أمنية جديدة».
كان بن غفير دعا فى وقت سابق إلى إعدام المعتقلين فى سجون الاحتلال الإسرائيلي، بإطلاق النار على رءوسهم. وطالب بتمرير القانون الخاص بإعدام المعتقلين فى الكنيست الإسرائيلى بالقراءة الثالثة، متعهداً بتقديم القليل من الطعام مما يبقيهم على قيد الحياة إلى حين سن القانون.
أما بينى جانتس الوزير المستقيل من المجلس الحربى فقال إنه «يجب إقالة من اتخذ هذا القرار»، فكل من اتخذ القرار يفتقر إلى السلطة التقديرية ويجب طرده اليوم».
تابع متوجها إلى نتنياهو بالقول: «رئيس الوزراء، إذا أغلقت العديد من الوزارات الحكومية، فأنا متأكد من أنه سيتم توفير المساحة والميزانية لأماكن الاحتجاز. لا يمكنك الاستمرار فى شن الحرب بهذه الطريقة، لقد حان الوقت لتحديد موعد متفق عليه للانتخابات».
بدوره، رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن الاتهامات المتبادلة فى الحكومة وتسريب الانتقادات من داخلها بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء يظهر مدى الخلل الوظيفى فيها.
أمام هذا الوضع، قرر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، مساندة رئيس حكومته، إذ خرج مؤكداً أن هناك شيئا فظيعا يحدث.
حثّ هرتسوج خلال حفل فى القدس المحتلة، الإسرائيليين على التخفيف من حدة التصريحات التحريضية والاتهامات بالخيانة بين المعارضين السياسيين، وفقاً لـ»القناة 13» الإسرائيلية.
كما حذّر من أن الإساءة اللفظية يمكن أن تؤدى إلى العنف الجسدى إذا تركت من دون رادع، فى إشارة منه إلى الهجوم العارم والغليان فى الداخل الإسرائيلى من الحكومة وملف الأسرى خصوصاً.
من جهة أخري، استغرب مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبوسلمية، فى مؤتمر صحفى من كلمات مسئولى الحكومة الإسرائيلية حول عدم معرفتهم أنه غادر السجن!».
أشار إلى أنه «كان هناك تعذيب كل يوم تقريباً فى السجون الإسرائيلية، وقد أخبرتنى المحكمة الإسرائيلية أنه لا توجد تهم ضدي، وأننى محتجز حتى إشعار آخر»، كاشفا أنه «لمدة شهرين لم يأكل أى من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يوميا».