هى مدينة الآثار القديمة التى جاوزت سمعتها الآفاق حيث تضم بين جنباتها مزيجا من الحضارة الفرعونية والحضارة الاسلامية والمسيحية.
تعتبر الطود أو «السلامة» هى ثانية المدن الرئيسية فى الاقليم الطيبى وهو أوفر حظاً من مدينة أرمنت المدينة الأولى فى الاقليم من حيث بقاء آثارها ومن حيث تتبع مراحلها التاريخية وليس من شك أن العامل الرئيسى فى اختيار الطود كمركز من المراكز الرئيسية فى الاقليم الطيبى وهو وجودها لدى النهاية الجنوبية الشرقية للإقليم وسهولة الاشراف منها على مداخل الاقليم من هذه الناحية وعلى درب الصحراء الشرقية المؤدية إليها ترجع أقدم الدلائل على تواجد قرية الطود تاريخيا إلى عصر المملكة المصرية القديمة حيث يتواجد بها عمود من الجرانيت يرجع لزمن الملك أوسركاف أحد ملوك الاسرة المصرية الخامسة وهو الذى أمر بتوسيع معبد الاله منتو بها كما تواجدت بها آثار لبناء يرجع لعصر الاسرة المصرية الحادية عشرة تحمل جدرانه أسماء الملكين منتوحتب الثانى ومنتوحتب الثالث وفى زمن الملك سنوسرت الاول أقيم معبد جديد محل ذلك البناء كما أضاف بطليموس الثامن بعض الاقسام لهذا المعبد.
بالاضافة إلى الإله منتو صاحب المعبد الذى شيد فى القرية كانت عبادة الالهة ايونيت تحظى باهتمام أهل القرية وفقا للمؤرخ فلندرز بيترى فقد كان هيمين هو معبود المدينة فى العصر الاغريقى كما انتشرت بها عبادة الاله سوبيك التمساح الذى كان من ضمن معبودات تلك المنطقة.
وبعد الفتح الاسلامى لمصر غيَّرَ المسلمون اسمها القبطى إلى «الطود» وهو الاسم الذى ذكرها به ياقوت الحموى فى معجم البلدان فقال: طود: بُلَيْدَةِ بالصعيد الاعلى فوق قوص ودون أسوان لها مناظر وبساتين أنشأها الامير درباس الكردى المعروف بالاحول فى أيام الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب كما ورد اسم «طود» فى كتاب قوانين الدواوين للأسعد بن مماتى الذى أحصى قرى الروك الصلاحى الذى أجراه السلطان الايوبى الناصر صلاح الدين سنة 275هـ/6711م وفى كتاب التحفة السنية فى أسماء البلاد المصرية لابن الجيعان الذى حصر القرى المصرية بعد الروك الناصرى الذى أجراه السلطان المملوكى الناصر محمد بن قلاوون سنة 517هـ/5131م ضمن قرى أعمال القوصية وفى سنة 1321هـ /6181م تغير اسمها إلى «السلامية» وفى سنة 5031هـ/ 8881م قسمت القرية إلى السلامية بحرى وقبلى وفى سنة 2231هـ/ 4091م تم إعادة اسم «الطود» ليحل محل اسم «السلامية بحري»
تضم المدينة فى أرجائها الجامع العتيق أو الجامع العمرى والذى بنى أيام الفتح الاسلامى لمصر هذا بالاضافة إلى دير القديسين الذى يعد من أقدم الاديرة فى صعيد مصر وهو باسم القديسين: الأنبا «بيشوي» و «الانبا بستنأوس» وقد استعملت أحجار معبد «تحوتمس الثالث» بالمدينة فى بناء الدين والاجزاء القديمة من الدير كثيرة القباب وهى تشبه أبراج الحمام «وللحديث بقية» .