وقعنا 29 اتفاقية مع شركات اوروبية بقيمة 49 مليار يورو
الطاقة المتجددة والقطاع الغذائى والمنسوجات والبتروكيماويات والتكنولوجية.. أبرز مجالات الاستثمار
أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، إن برنامج الإصلاح الاقتصادى حرص على استيعاب الأزمات بقدر الإمكان، مضيفا أن البرنامج يتضمن دعم التعاون بين القطاع الخاص فى مصر وأوروبا.
أضاف خلال كلمته فى الجلسة الختامية لمؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبي، أننا وقعنا 29 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع الشركات التابعة للاتحاد الأوروبى بقيمة 49 مليار يورو.
أوضح أن المؤتمر يستهدف تعزيز التعاون الاقتصادى بين مصر والدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى من خلال جذب الاستثمارات الأوروبية المتنوعة إلى مصر، خاصة فى القطاعات ذات الأولوية مثل البنية التحتية المستدامة والطاقة المتجددة، والأمن الغذائى، والصحة والتعليم، والنقل المستدام وشبكات المياه والصرف الصحى، مشيراً إلى إنه فى منتهى السعادة أن يتحدث فى الجلسة الختامية، ويتطلع أن يتم عقده بصورة دورية كل عام من أجل دعم ومتابعة وتفعيل أوجه التعاون المشترك بين الجانبين المصرى والأوروبى.
كان اليوم الثانى والختامى لمؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى أمس حافلاً بالمناقشات المصرية الأوروبية والعديد من الاتفاقيات وجاءت تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى جلسات متعددة لتؤكد على الفرص الاستثمارية الواعدة فى مصر خاصة فى ظل الاستقرار والأمن الذى تنعم به مصر وكذلك الإصلاحات التى أسهمت فى تهيئة مناخ جاذب للاستثمار.
أكد الدكتور مصطفى مدبولى، فى كلمته خلال افتتاح فعاليات اليوم الثانى أن مصر تسعى للتعامل مع القضايا والأزمات الدولية من منظور ما تمثلة من فرص واعدة للتطوير والإصلاح الاقتصادى، تمكنها من الحصول على نصيب عادل من النمو والتنمية الشاملة.
قال مدبولى إن المؤتمر يأتى على خلفية تطورات وتوترات دولية يشهدها المجتمع الدولى، فضلا عن استمرار أزمات إقليمية على مدار السنوات الماضية أثرت على استقرار عدد من دول المنطقة خاصة الحرب الجارية فى قطاع غزة.
أضاف أن تلك الأزمات شكلت تحديات جادة لأمن واستقرار العديد من الدول، ومن ضمنها مصر، فضلا عن التحديات الدولية المتمثلة فى التغيرات المناخية، وتأثير التوترات الدولية على استقرار سلاسل الإمداد بالإضافة إلى الدور المتزايد للتكنولوجيات الحديثة خاصة الذكاء الصناعى.
أوضح الدكتور مدبولى أن مصر بها موانئ بحرية ومطارات وطرق دولية، وكل ذلك يصاحبه استثمار فى البنية التحتية، مشيرا إلى العمل على المراكز اللوجستية الاقتصادية فى مناطق قناة السويس، والعاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، من أجل جذب الاستثمارات.
شدد رئيس مجلس الوزراء على استهداف تحقيق توازن أكبر مع الجانب الأوروبى من خلال زيادة حجم التجارة مع الاتحاد الأوروبى والتعاون مع عدد أكبر من البلدان الأوروبية، لافتا إلى مشروع للربط الكهربائى بين مصر واليونان، مشيراً أن عدد الشركات الأوروبية العاملة فى مصر تبلغ 3300 شركة ونستهدف الوصول إلى 5 آلاف شركة ـ على الأقل.
ولفت إلى بناء آلية الفترة المقبلة من شأنها أن تعطى للشباب فرصة جيدة للسفر لأوروبا بطريقة شرعية، موضحا أن مصر لديها قصة نجاح رائعة فى هذا المجال.
جدد د.مدبولى التأكيد أن تحقيق استقرار مصر أمر غاية فى الأهمية وسط الأوضاع غير المستقرة التى تشهدها المنطقة، معرباً عن الأمل فى زيادة حجم التجارة ومعدلات الاستثمارات الأوروبية فى مصر خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أوجه التعاون مع الاتحاد الأوروبى لتطوير مهارات الأيدى العاملة المصرية، وما يتم تنفيذه فى هذا الصدد من برامج تدريبية.
وخلال الجلسة الحوارية التى انعقدت فى الحدث الجانبى الثالث لمؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى..قال مدبولى أن ما تحظى به مصر من قوى بشرية هائلة فى فئة الشباب يمثل فرصة كبيرة أمام الشركات الأوروبية ونظيرتها المصرية، فضلاً عن موقع مصر الاستراتيجى ووجود قناة السويس بها والتى تتحكم فى نسبة كبيرة من حجم التجارة العالمية.
أضاف مدبولى إن مصر استثمرت على مدار الفترة الماضية الكثير من رءوس الأموال فى مجال تطوير البنية التحتية للطرق والنقل، وكذا فى قطاع الطاقة، وكل ما تم إنفاقه فى هذا الشأن يسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات فى مختلف القطاعات.
تطرق رئيس الوزراء إلى جهود الدولة المصرية فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية، وأيضاً ما يتم تنفيذه فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تشهد رواجاً كبيراً فى إنشاء المشروعات العملاقة العديدة، لافتاً كذلك إلى ما تشهده مدينة العلمين الجديدة من طفرة عمرانية وسياحية إلى جانب تشييد العاصمة الإدارية الجديدة بكل ما تتضمنه من تطوير لهيكل الجهاز الإدارى للدولة على أسس حديثة.
ورداً على أحد الأسئلة انتقل رئيس الوزراء إلى الحديث عن القطاعات المهمة التى يمكن الاستثمار بها وقال: يمكن تقسيم تلك القطاعات إلى قطاعات تقليدية مثل القطاع الغذائى، حيث إن قضية الأمن الغذائى قضية مهمة للغاية، فضلاً عن قطاع المنسوجات والبتروكيماويات، كما أن هناك قطاعات مستقبلية واعدة مثل قطاع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المالية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مضيفاً أن هناك عدد من مذكرات التفاهم التى تم توقيعها في الطاقة المتجددة والهيدروجين، وفى هذا الصدد يتعين الإشارة إلى أن هناك فرصا مهمة فى هذا المجال لتوطين الصناعة الخاصة بهذا القطاع، مؤكداً أن الدولة قطعت أشواطاً كبيرة مهمة للغاية فى تحسين مناخ الأعمال فى تلك القطاعات.
من جانبه.. جدد فالديس دومبروفسكسيس الإعراب عن سعادته للمشاركة فى هذا المؤتمر الذى يأتى للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى، مشيراً إلى أن الفرص الهائلة التى تتمتع بها مصر فى مجال الطاقة المتجددة خاصة ما يتعلق بإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا، مؤكداً دعم الاتحاد الأوروبى للعديد من المجالات الاستثمارية فى السوق المصرية وعلى رأسها الطاقة النظيفة وكذا المشروعات التى تحقق الاستدامة فى مختلف المجالات.
ولفت فالديس دومبروفسكسيس إلى أن من شأن المشروعات التى سيتم تنفيذها المساهمة فى توفير المزيد من فرص العمل، مجدداً التأكيد على دعم المفوضية الأوروبية للاقتصاد المصرى بما فى ذلك الاقتصاد الكلى ودعم الاستثمارات بما يسهم فى زيادة معدلات النمو الاقتصادى.
وفى الوقت نفسه.. أكد فالديس دومبروفسكسيس الدور المحورى للدولة المصرية خاصة ما يتعلق بالشق السياسى الذى تلعبه لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، لافتاً إلى انعكاس هذا الدور فى التعامل مع أحداث غزة وكذا أهمية مصر باعتبارها بلداً اقتصادياً واعداً، مجدداً الإشارة إلى أن مصر تعد أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لأوروبا.
وخلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولى، يورجن ريجتيرينك النائب الأول لرئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) والوفد المرافق له ثمّن رئيس الوزراء، علاقات التعاون الوثيقة بين الحكومة والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية ، مشيرًا إلى أنه منذ عام 2019، هناك تعاون مشترك فى العديد من المجالات المختلفة وأن المحفظة الحالية للبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية فى مصر بلغت 12 مليار يورو من خلال 178 مشروعًا معظمها من القطاع الخاص.
رحب رئيس الوزراء بيورجن ريجتيرينك، مُعربًا عن تقديره لمشاركة ممثلى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية فى مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى ضمن مجموعة كبيرة من مؤسسات التمويل العالمية وشركاء التنمية.
قال مدبولى إن هذا الاجتماع يستهدف مناقشة عمليات البنك فى مصر حاليًا فى ضوء التطورات الاقتصادية الأخيرة، وإعلان البنك عن دعمه لمصر فى الفترة المقبلة.