دعانى صديق فى بداية عام 2013 لحضور لقاء تنظمه جماعة الإخوان فى احد المساجد بهدف مشاهدة كيف اصبحت الجماعة تعمل بشكل علنى وتطرح افكارها على الجميع واعلان تشكيل شعبة جديدة مكونة من خمسة أفراد.. كنت قد انتهيت من الحصول على دبلومة دولية متخصصة فى التحولات الديمقراطية ومطلوب ان اطبق جزءا عمليا فى الدبلومة.. فرحبت بالدعوة. ذهبت بالفعل وبعد صلاة المغرب تم ترتيب حلقة علم وتقدم طبيب شاب لم أره من قبل ولم اسمع عنه «اتضح بعد ذلك انه كان عضوا فى التنظيم غير المعلن للجماعة» واخذ يتحدث عن الفرق بين جماعة من المسلمين وجماعة المسلمين ويفصل ويعيد ويؤكد. ثم كشف عن وجهه القبيح وحقيقة التنظيم والذى حاول ان يخفيه فى بداية الحديث..واطلقها صريحة «نحن جماعة المسلمين ومن ليس منا فهو خارجها».. نظرت إلى من يجلس بجوارى لأجده قد فتح فمه من الدهشة وقد فهم ما بين الكلام من تكفير باقى المجتمع وخروجه عن ملة المسلمين فيما صمت الباقون.. استمر الطبيب فى حديثه قبل ان ينصرف فجأة احد الجالسين «بعدما فهم معنى الكلام» نظر إليَّ صاحب الدعوة نظرة دهشة واستغراب بعدما وجد انى لم اعترض أو أناقش الرجل فيما يدعي. انتهى اللقاء واخذت صديقى على مقهى قريب وطلبت قهوة وله عنابا.. ساد صمت رهيب إلا من أصوات زبائن المقهى قبل ان يقول.. اعرفك جيدا ؛لقد قمت بتحليل محتوى اللقاء ولديك ما تريد ان تقوله لي.. ابتسمت ثم قلت من الناحية الشرعية أم السياسية.. سكت الصديق واخذ يفكر ؛بلاش من الناحية الشرعية فانا اعلم انك «كان ممكن تغسله» وتكشف كذب ما يقول وتفنده بالادلة والأسانيد الشرعية؛ وللأسف لم يعرف من انت الا بعد انتهاء اللقاء ولو عرف ما تحدث بكل هذا الصراحة.. دعنا نستمع إلى تحليلك الآخر.. اخذت آخر رشفة قهوة ثم طلبت الحساب. أصر على ان يوصلنى بسيارته وفى السيارة فتح النقاش مرة أخري.. محاولا ان يفهم لماذا قلت للطبيب صاحب الحديث عند مغادرة المسجد؛ ما تحاول بثه هيدمر البلد وسيحدث فتنة تدمر الأخضر وتأتى على اليابس. تركت السيارة وأنا اقول فى نفسى البلد ضاعت والخراب فى الطريق وليس لها من دون الله كاشفة. مرت فترة قبل ان يتصل بى صديقى وكان يعلم انى على علم كبير بما يحدث فى الكواليس؛ يسأل ماذا يحدث فى البلد.. ضحكت.. ثم قلت له النجدة فى الطريق والبلد هتبقى صفا واحدا والمؤامرات لن تتم..ضحك وقال نجدة اه؛ الشعب تم تخديره وإحنا خلاص ركبناه.. كنت أتمنى ان تكون معنا ولك مكانة كبيرة ووضع يليق بك «كنت قد حصلت على اعتماد دولى لتدريب الكوادر البشرية على التنمية السياسية».. تنفست ثم قلت معاكم ثم ضحكت..انتم خلاص الشعب عرف حقيقتكم وقريبا سيقول كلمته.. أيام وكانت ثورة 30 يونيو المباركة وانزاحت الغمة وتحرك الشعب بكافة أطيافه واستجاب الجيش لرغبة الشعب.. وبدأت مرحلة جديدة اعادت البلاد إلى الطريق السليم..وان بقت بعض افكار الجماعة فى تكفير المجتمع وتفريق الاسر وهدم البيوت.
فى علم الاجتماع السياسى نظرية يطلق عليها البعض نظرية «الكرة» وهى ان تترك القضايا الأساسية وتأخذ الناس إلى أمور فرعية يجرون خلفها ويتباحثون فيها ويناقشونها.