تعصف بالعالم موجات من الحر القاتل كأنها أضرمت من جهنم وأضرمت دائرة الأرض حيث تجاوزت درجات الحرارة فى العديد من الأماكن43,3 درجة مئوية متخطية الرقم القياسى منذ عام 1974.. ويتوقع علماء المناخ أن تستمر تلك الموجات الحارة فى التصاعد وأن تصل فى منطقة «وادى الموت» بكاليفورنيا إلى أعلى درجة حرارة تم تسجيلها فى أى موضع آخر من الكرة الأرضية «49 درجة مئوية».. وبالرغم من تحذيرات علماء المناخ من هذه الموجات القاتلة إلا أنهم يرون أن رفع مستوى الوعى بخطورتها وتوفير المزيد من مصادر التبريد لاسيما فى المناطق الأقل من حيث الإمكانيات يمكن الحد من الأضرار الناجمة عنها بالتوعية بكيفية الوقاية منها بقدر الإمكان.. من الأهمية بمكان تذكير البشرية بالدور المنوط بها ألا وهو ضرورة الحد من الإنبعاثات الكربونية التى تؤدى إلى الاحتباس الحرارى على سطح الكوكب ، بيد أن ذلك الأمر قد يستغرق عقوداً حتى نلمس الانخفاض فى درجات الحرارة.. وهنا قد يثور التساؤل حول كيفية وصول درجات الحرارة إلى تلك المعدلات القياسية من الموجات الحارة التى تعصف بالعالم وتجاوزت كافة الأرقام القياسية على نحو غير مسبوق والتى من المتوقع أن تستمر حتى منتصف 17 يوليو.. أن السبب وراء هذه النوبات من الحرارة الشديدة يرجع جزئياً إلى حالة الدفء الاستثنائى التى حدثت للعالم خلال ذلك العام نتيجة تفاقم ظاهرة «التغير المناخي» بفعل الممارسات البشرية وظاهرة «النينيو» التى كان لها تأثير كبير فى ارتفاع درجة حرارة الكوكب وإن كان على نحو مؤقت.. بيد أن الأمر لايقتصر على كون الأرض قد أصبحت أكثر سخونة بل هناك أيضاً «التيارات النفاثة» التى هى عبارة عن موجات من الرياح الشديدة التى تتحكم فى معظم أحوال الطقس على سطح الكوكب..وتقوم تلك التيارات على غير المعتاد بحمل كتل الهواء الساخن فوق أجزاء واسعة من الكرة الأرضية وإن كان العلماء يتوقعون أن يؤدى التغير المناخى إلى تغيير مسارات الرياح.. لقد ظلت تلك «الغازات الدفيئة» تدفع بموجات الحر الشديدة التى أصبحت على نحو متواتر مما دفع العلماء إلى إجراء العديد من الأبحاث والدراسات منذ بدء عام 2024 والتى أكدت على احتمال حدوث نوبات من الحر الشديد والظواهر الجوية المتطرفة.. وقد صرح عالم الغلاف الجوى «نوبورو ناكامورا» من جامعة شيكاغو بأن تغير المناخ قد دفع بموجات الحر التى أدت بشكل عام إلى ارتفاع درجات الحرارة والتى كان لها فى الوقت نفسه تأثير قوى على تواتر وقوع تلك الظروف المناخية الأكثر تطرفاً.. وقد عزا العلماء تلك الموجات والحرائق الصيفية فى العديد من مناطق العالم إلى تدفق «التيارات النفاثة» والرياح القوية التى تتحكم فى الكثير من حالات الطقس على سطح الأرض من خلال تحريك أنظمة الضغط العالى والمنخفض حول العالم.. إذ عندما يستقر «الضغط العالي» فوق منطقة ما يدفع بالهواء الساخن إلى أسفل نحو سطح الأرض مما يؤدى إلى ضغط وتسخين الهواء ويدفع بالسحب بعيداً مما يفسح المجال لتساقط أشعة الشمس الحارة بقوة ويؤدى إلى ما يعرف «بالقبة الحرارية».. علينا أن نقر بأن الإنسان بطموحاته وتطلعاته العبثية هو الذى أثار غضب الطبيعة سواء بالإفراط فى استخدام الوقود الأحفورى «الفحم والنفط» أو بالحروب حيث وصلت كمية الغازات الدفيئة إلى 150 مليون طن بفعل الحرب الأوكرانية و150 ألف طن جراء العدوان على غزة خلال الشهرين الأولين من بدءالحرب لذلك أنت بلا عذر إيها الإنسان.