يوم 30 يونيو يوم فاصل فى تاريخ الملاحم الوطنية.. يوم مختلف عن كل ايام نضال الشعب المصري.. يوم التحم فيه اكثر من 33 مليوناً لاكثر من اسبوع.. ناموا فى الميادين وافترشوا الشوارع مُصرين على التخلص من حكم الجماعة الارهابية مهما كان الثمن.. لم يخشوا التهديد والوعيد الذى اطلقته بعض قياداتهم، بل كانوا يتحدون تلك الاصوات ويزدادون اصراراً وعزماً وتصميماً للوصول إلى غايتهم وتنفيذ كل مطالبهم، وتجلى التلاحم الوطنى بإعلان جيشنا العظيم الانحياز لمطالب شعب أراد الحياة الحرة الكريمة، وأكد حماية ثورة الشعب وانه لن يتخلى عنها ولن يسمح المساس بأى تجمعات شعبية.. أدت هذه المواقف الصريحة والواضحة إلى رفع الروح المعنوية إلى عنان السماء وإلى اقتراب ساعة الخلاص الوطنى من حكم المرشد وتحرير مصر من جماعة ليس لها ملة ولا دين لا تعرف سوى مصالحها وتمكين عناصر وحمل السلاح فى وجه كل من يعارضها تتخذ من القتل والتصفيات الجسدية والاغتيال وإشعال الحرائق وسيلة لبث الرعب فى كل من يحاول اعتراضها أو يرفض السير فى ركابها بدعوى انها كانت تروج لامتلاكها صكوك الجنة والنار والحياة والموت وتروج لاكاذيب ومعلومات مغلوطة وصور مزيفة عن قوتها وقدراتها ممزوجة بشعارات دينية للعب على عواطف الناس البسطاء الذين لا يعرفون حقيقة نشأتها ومن أنشأها ولماذا ومن يمولها ويحميها ويفتح لها النوافذ بالخارج ويوفر الملاذات الآمنة لقيادتها والقتلة من عناصر تنظيماتها السرية.
ثورة 30 يونيو حققت كل ما كان يتمناه الشعب بفضل احتضان وانحياز جيشنا العظيم لمطالبه ونجحت الثورة فى فضح وكشف المخطط الاجرامى الارهابى الذى كانت الجماعة الارهابية تخفيه وتعمل على تمريره لتمكين عناصرها من السيطرة على مفاصل الدولة لـ 500 سنة قادمة بدعم وتمويل من اجهزة مخابرات دول تحالف الشر ومنعت الثورة من قيام الجماعة بتنفيذ هذا المخطط فى الدول العربية الشقيقة كما أجهضت الثورة كل ما ترتب على ما حدث بعد 25 يناير 2011 وحمت الدولة الوطنية من الانهيار والتدمير والتقسيم وكان لها الفضل الاكبر فى اعادة الاستقرار لمصر ولدول المنطقة ووضعت نهاية للفصل الاخير للجماعة وهامت عناصرها الهاربة على وجوهها منبوذة ترفضها معظم الدول عدا دول تحالف الشر وعادت لأصلها بشن حرب ارهابية من سيناء ولكن جيشنا العظيم انتصر على عناصرها ووأد مخططها والآن الجماعة عبارة عن عناصر ضالة تعمل فى لجان الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى تنشر الشائعات والمعلومات المغلوطة والاكاذيب التى لم يعد احد يصدقها أو يلتفت اليها لأنها معلومات «هبلة وعبيطة» بعد ان افلست وانكشفت وانفضحت وبعد ازدياد الوعى وانتشاره بين ابناء شعبنا العريق الذى يتميز بانه يتوارث جيناته الوطنية التى بفضلها يستطيع فرز الغث من السمين والاختيار ما بين الوطنى والخائن.
الثورة نجحت فى استعادة الدولة واعادة بنائها وتشييد المشروعات العملاقة فى الصناعة والزراعة والاسكان ومشروع «حياة كريمة» والمبادرات الرئاسية فى مختلف المجالات للتخفيف من معاناة الناس واقامة عشرات المدن الجديدة وإزالة العشوائيات واقامة مناطق سكنية حضارية بدلا منها واستصلاح واستزراع أكثر من ٤ ملايين فدان من خلال عدة مشروعات زراعية تمتد من سيناء شرقاً إلى الصحراء الغربية وتوشكى غرباً ومشروع رقمنة كل الوزارات والمؤسسات وخدمات المواطنين وبناء عاصمة ادارية جديدة نموذجاً لأحدث المدن فى العالم وتوسعة قناة السويس واستعادة مصر دورها ومكانتها وثقلها العربى والاقليمى والعالمى ودورها فى القضية الفلسطينية والحفاظ عليها، بعد أن حاول العدو الصهيونى فى عدوانه الاخير على قطاع غزة ان يدفن القضية للأبد بتهجير الفلسطينيين قسراً أو طوعاً وتصدى مصر بقوة لهذه المؤامرة ونجاحها فى اعادة إحياء القضية وجعلها بنداً ثابتاً فى كل المحافل الدولية وتقديم البديل من خلال مبدأ حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية على أراضى ٦٧ وعاصمتها القدس .