.. وبدأت احتفالات المصريين بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو.. تلك الثورة التى غيّرت مجرى أحداث التاريخ المصرى الحديث والمعاصر، وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى المصرى الخالص، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على المستويات كافة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ ارتكزت على دعائم قوية من التلاحم الشعبى والاصطفاف الوطنى لمجابهة التحديات التى خلفتها جماعة الإخوان الارهابية، التى كادت تحول مصر إلى إمارة تابعة لمخططات خارجية تحت وهم فكرة الخلافة.
لا يمكن إنكار أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة تصحيح لمسار ثورة 25 يناير 2011، التى اختطفها الإخوان بعد انتخابات الرئاسة التى أُجريت عام 2012، وفى نفس الوقت مكملة لمبادئها التى نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ولكن هذه المطالب التى كانت حلماً للمصريين تحطمت أمام محاولات انتهت باختطاف الثورة والدولة وإرادة المصريين على أيدى الإخوان ونظام المرشد، الذين سعوا إلى «أخونة» مؤسسات الدولة والتحكم فيها، أيضا كانت الثورة، وستظل عنوانا بأن «مصر للمصريين»، مستقلةٌ فى قرارها، ولا تتبع إلا إرادة شعبها، ومصالحه العليا، وعنواناً لإعادة تأكيد وحدة الوطن، تحت هويته المصرية، الجامعة التى لا تُفرّق، والشاملة للشعب كله، دون تمييز أو انقسام.
ما سبق يؤكد حقيقة أزلية تتعلق بالشخصية المصرية الفريدة والمتميزة، هذه الشخصية لم تعرف اللين ولم تضعف ولم تنكسر أمام أضخم الامبراطوريات الاستعمارية على مر التاريخ، وحتى لو كان قدرها أن تدخل فى صراع مستمر مع هذه الإمبراطوريات، ولنا فيما يحدث حولنا بالمنطقة وحجم التحديات المطلوب من الشعب المصرى وقيادته السياسية ما يؤكد ما نشير إليه.
نعود إلى مفهوم تحرك المصريين فى الـ 30 من يونيو، وأكدته السنوات الماضية ومازالت تعمل على استمراره، حين صاغ المصريون عقداً اجتماعياً يريدون من مؤسستهم العسكرية التيهى دائماً الدرع الحامية للدولة المصرية والهوية الوطنية، التى يركنون إليها أن تتبنى خلاله مطالبهم، وكان من ملامحها التخلص من تنظيم الإخوان ووقف تمكنه من مفاصل ومؤسسات الدولة، ووقف حالة الفوضى التى قوضت الأمن والاستقرار المجتمعيين، بالإضافة إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة التى شارفت على الانهيار بفعل الأخونة، والأهم من كل ذلك استعادة الهوية الوطنية للدولة، تلك الهوية الوطنية الوسطية المعتدلة التى تتسم بها الشخصية المصرية.
ايضا تضمن العقد الاجتماعى البناء للمستقبل والاهتمام بالإنسان وتحقيق المفاهيم الحقيقية لحقوق الإنسان فى العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، تلك القيم النبيلة وليست القيم الزائفة كما تمت المتاجرة بها، لكى يحيا المواطن حياة كريمة، والعمل على استعادة هيبة الدولة والعودة للعب الأدوار المؤثرة فى الدوائر ذات الأولوية الاستراتيجية للسياسة الخارجية المصرية.
خارج النص:
إن ثورة 30 يونيو ستظل نموذجاً فريداً فى تاريخ الثورات الشعبية، التى تعبر عن قصة وطن رفض خطر التفكيك والفوضى واختطاف هويته بعدما انحاز الجيش للإرادة الشعبية وقرارها فى إسقاط حكم هدد نسيج مصر الوطنى فى عام واحد فقط.