فى مثل هذا اليوم قبل 11عاما خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين فى ربوع مصر لإنقاذ الوطن واسترداده بعدما سطت جماعة إرهابية على حكم مصر فى غفلة من زمن وكادت تهوى بنا فى نفق مظلم سنين عديدة للوراء لولا أن حفظ الله بلادنا بإرادة شعبها وأبنائها المخلصين.
فى عام واحد سعت الجماعة الإرهابية إلى فرض سيطرتها على كل مفاصل الدولة وضربت بأمنها القومى عرض الحائط فاستحوذت على البرلمان بغرفتيه والمجالس المحلية، واشتد سعارها على كل مقدرات الدولة وكأنها «عزبة إخوانية» وتغولت على كل السلطات، وهددت الوحدة الوطنية، وصنفت المصريين هذا من جماعتى وهذا من عدوي!
كانت ثورة 30 يونيه طوق نجاة أنقذ البلاد والعباد من مصير لا يعلمه إلى الله، جاءت لتصحح المسار وتبنى وطنًا، وتفتح آفاقاً للحلم والأمل أمام ملايين المصريين الذين سطروا بإرادتهم ملحمة خالدة للحفاظ على هوية وطن كان على وشك الضياع فرفضوا تجار الدين والدم وسماسرة الأوطان وسارقى الأحلام، خرج المصريون على قلب رجل واحد إلى الشوارع ولم يعودوا إلا وقد استردوا بلادهم.
شهدت مصر قبل عام من ثورة 30 يونيو، موجة غير مسبوقة من الاضطرابات وعدم الاستقرار وتردى الأوضاع الداخلية وفقداناً للأمن، كانت البلاد على أول طريق اللاعودة، كما حدث فى دول أخرى مجاورة تآكلت وتشتت شعوبها.
انطلقت مسيرة جمهورية جديدة مهدت لها ثورة 30 يونيو فى ظروف صعبة على كل الأصعدة ورغم التقلبات الاقتصادية والحروب الدولية والإقليمية واجهت مصر الكثير من التحديات على مستويات عدة سياسية، واقتصادية، وأمنية، داخلية، وخارجية لم تتخاذل فى التعامل معها بحزم وخطت خطوات مقدرة، نحو البناء والتنمية، بداية من استعادة الأمن ومحاصرة الإرهاب ودك معاقله مرورا ببناء الاقتصاد فى معركة حياة أو موت وجذب الاستثمارات وتزايد قدراتها، وزيادة الاهتمام بالسياسات الاجتماعية وتحسين جودة الحياة وملفات التعليم والصحة، والإسكان والمرأة والشباب، والمصريين فى الخارج، وذوى الاحتياجات الخاصة وتشجيع المشاركة السياسية وإقامة حوار وطنى وتدعيم الأحزاب والتوعية بتداعيات ما يحدث حولنا على أمننا القومى وصولا إلى استرداد مكانة مصر إقليميا ودوليا وعالميا وإحداث التوازن والاستقلالية فى السياسة الخارجية، فانفتحت القاهرة عالميا على محاور عدة دون ارتباط بتكتل وحيد، فتوجهت شرقا نحو آسيا ووثقت علاقاتها مع روسيا والصين على مستويات مختلفة ومتعددة، وتوجهت جنوبا نحو أفريقيا ، وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون المصرى الإفريقى فى قضايا مختلفة مثل مواجهة الإرهاب، وأزمة الغذاء، ومشاكل الطاقة والغذاء، والتغيرات المناخية.
اعتادت أبواق جماعة الإخوان الإرهابية فى الخارج وكتائبها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى أن تنشط كلما اقتربنا من الاحتفال بثورة 30 يونيه محاولة بث سمومها والتسلل من خلال الأزمات ظنا منهم أنهم سيعودون للمشهد!! وبنفس غبائهم المعهود ينتشرون كالقطيع بتكليفات واحدة ومنشورات بنفس الكلمات تثبت دائما أن الإخوانى عندما يحاول أن «يركب التريند» يجد نفسه مركوب من «التريند» لحماقة وغباء من يوجهه.
الأزمات والأخطاء واردة وموجودة لدى كل الحكومات ومن حق أى مواطن أن ينتقد كيفما شاء، طالما أراد الخير لنفسه ولبلاده لكن غباء الإخوانى صور له أنه عندما يظهر فى أزمة ما سينجح فى إحداث فوضى كتلك التى كانت فى 2011 لكن هيهات هيهات المصريون يدركون جيدا أن وطنهم عزيز ومؤسساته راسخة وواجبهم حمايته وأنه لولا نعمة الوطن ربما كان مصيرهم كغيرهم وبدلا من أنهم الآن يستضيفون أكثر من 9 ملايين لاجئ من كل إتجاه، جاءوا ليحتموا ببلادهم كان من الممكن أن يكونوا مثلهم بلا وطن.
ما لا يعرفه الإخوانى فى ذكرى الثورة التى أطاحت به وبجماعته أنه كم من أزمات مرت علينا تجاوزناها بالعمل والإرادة وتكاتف الشعب مع مؤسساته وقيادته والازمات على صعوبتها نحلها ولا يمكن أن تنسينا الانجازات.