فى مثل هذا اليوم قبل 11 عاما كان يوم الخلاص.. يوم استرداد الوطن من حكم جماعة الضلال التى حاولت اختطاف مصر بعد أن اعتلت سدة الحكم بدعم وتأييد خارجى مقابل توطين الفلسطينيين فى سيناء .. نعم كانت تلك حقيقة الإعلان عن فوز محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية التى جرت العام 2012 حيث كانت هناك جهات خارجية تدعم وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحكم بعد أن حصلت منها على ضمانات وتعهدات بتنفيذ أجندتها.. وكان بداية المخطط تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية التى استهدفت رجال قواتنا المسلحة والشرطة فى سيناء الذين نالوا الشهادة فى سبيل الدفاع عن الوطن وكان الهدف من هذا الإرهاب فصل سيناء عن مصر تمهيدا لتوطين الفلسطينيين فيها.. هكذا كان المخطط الشيطانى وهذا هو سر وصول هذه الجماعة إلى الحكم لكن فشلها أنقذ مصر والمصريين من هذا المخطط.
عام أسود عاشته مصر فى ظل حكم هذه الجماعة المارقة حيث كثرت الأزمات وزادت الانقسامات نتيجة محاولات «أخونة» الوطن التى ظلت جماعة المرشد تمارسها حتى شعر المصريون بأنهم أصبحوا غرباء فى هذا الوطن الذى كانوا يحتمون تحت ظله.. لم يتحمل الشعب المصرى أكثر من عام على هذا الوضع المزرى وعلى هذا الاحتقان حتى خرج هذا الشعب فى مثل هذا اليوم فى ثورة شعبية أذهلت العالم تطالب بإسقاط حكم المرشد ورحيل جماعة الضلال عن الحكم.. كان هناك إجماع شعبى ووطنى على تنفيذ هذه المطالب ولأن مصر لديها جيش وطنى انتماؤه لهذا الوطن إنحاز لمطالب وإرادة الشعب لتأتى قرارات 3 يوليو لتكتب نهاية حكم جماعة حاولت اختطاف هذا الوطن.
«مصر للمصريين» هكذا كان ولم يزل شعار مصر 30 يونيو التى عملت منذ اليوم الأول على بناء وطن جديد فامتدت يد التنمية إلى كل ربوع مصر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها رغم ماشهدته الدولة المصرية من تحديات جسام وموجات من الإرهاب لكنها نجحت فى مواجهة كافة التحديات بالعزيمة والإرادة والإصرار على العمل وتمكنت من القضاء على جذور الإرهاب فى غضون أربع سنوات فقط.. ولأن القيادة السياسية كانت على علم بمخطط محاولة فصل سيناء عن الأراضى المصرية كان القرار الشجاع والجريء بتنمية وتعمير سيناء لتشهد هذه البقعة الغالية من أرض الوطن أضخم مشروع تنموى فى تاريخها وربطها بعدد كبير من الأنفاق حتى أصبح الدخول إليها اليوم يستغرق عدة دقائق بعد أن كان يستغرق ساعات.
مصر 30 يونيو تدفع اليوم ثمن استقلالية قرارها والدفاع عن أرضها والذود عنها ضد المخاطر والأطماع التى تحيط بها من كل اتجاه.. هذا هو التحدى الأكبر الذى يواجه الآن مصرنا الغالية التى يعاقبونها على وطنيتها لأنها قالت منذ بداية الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة «لا لتوطين الفلسطينيين فى سيناء» ووضعت الخط الأحمر الذى من الصعب تخطيه أو اجتيازه.