قال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الاسبق ان المناظرة الامريكية بين المرشحين للانتخابات الامريكية من الحزبين الديمقراطى والجمهورى بايدن وترامب ركزت على الكفاءة الشخصية والقدرة على ادارة الولايات المتحدة الامريكية كرئيس دولة بحكم ما يتصل بكل منهما من ناحية العمر وما تم من انجازات فى فترة كل منهما وهى كانت النقطة الرئيسية وبالتالى انعكاساتها على مدى شعبية كل منهما اذا تقدما للانتخابات .
اكد حليمة ان حديثهما فى المناظرة التى تمت بشأن الشرق الاوسط كانت عابرة حيث تحدثا فيها عن تطورات الاوضاع فى غزة والموقف من اسرائيل وحماس .
والمرشحين تحدث عن ضرورة استمرار الحرب حتى وان كان بايدن يشير اليها بشكل غير مباشر ولكن هناك توافقا على استمرار الحرب وان تنهى اسرائيل مهمتها، مشيرا الى ان المرشح الديمقراطى بايدن موقفه اقل حدة من موقف المرشح الجمهورى ترامب فى حال توليه السلطة لانه يميل الى دعم اسرائيل بشكل عاجل والتراجع عن دعم اى موقف يتعلق بالجانب الفلسطينى .
اشار الى ان كلا من المرشحين للانتخابات الامريكية بايدن وترامب لم يعطيا أملا فى موضوع السلام وانما كلاهما على نفس الموقف من استمرار الحرب ودعم اسرائيل لكى تنهى مهمتها .
شدد على ان المرشح الجمهورى ترامب سيكون داعما ومؤيدا بشكل اكبر لاسرائيل، بل وربما قد يكون فى موقفه عدم تأييد حل الدولتين حيث لانه عندما تم سؤاله حول موضوع دولة فلسطينية لم يجب ، فى نفس الوقت الذى يردد فيه المرشح الديمقراطى بايدن امكانية التوصل لحل الدولتين وان كان لابد أن يكون من خلال التفاوض المباشر وخارج نطاق الامم المتحدة على عكس الموقف الدولى والعربى بصفة خاصة وعلى ان تعتمد الامم المتحدة ما يتم التوصل اليه، مشيرا الى ان مثل هذا الموقف يعطى فرصة اكبر لامكانية تجاوز حل الدولتين ويعطى فرصة اكبر ليتم التفاوض من خلال مركز قوى للجانب الاسرائيلى خاصة وان اسرائيل تحاول ان تضعف السلطة الفلسطينية ، وفى نفس الوقت حاليا ربما يبعد قليلا او تدريجيا عن حل الدولتين وربما تصفية القضية الفلسطينية .
قال انه اذا كان موقف بايدن سيئا فى اطار القضية الفلسطينية وما نشهده من تطورات سواء على مستوى الضفة الغربية او قطاع غزة فان موقف ترامب سوف يكون اسوأ سواء فى هذا الصدد او فيما يتعلق بحل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية .
قال السفير أيمن مشرفة مساعد وزير الخارجية الأسبق ان ادبيات السياسة الخارجية الامريكية تجاه قضايا الشرق الاوسط لم تتغير وبصفة خاصة الصراع الفلسطينى – الاسرائيلى والتزامها بامن اسرائيل والحفاظ على تفوقها النوعى فى السلاح نوعيا وكميا وهذا ظهر جليا فى حروب المنطقة عامى 1967 و1973 فضلا على حروب اسرائيل مع الكيانات غير الدولية مثل منظمة فتح ومع حزب الله ومؤخرا حركة حماس.
قال السفير مشرفة ان سياسة الحزبين الديمقراطى والجمهورى ثابتة ، مشيرا إلى انها لا تتغير تجاه امن اسرائيل وبقاء تفوقها النوعى وحماية امنها من اى تهديد وجودى .. أضاف أنه ودائما مرحلة الانتخابات الامريكية هى مزاد لتأييد اسرائيل لمغازلة اللوبى الصهيونى ومن ورائه مراكز المال والاعمال والصحافة التى تؤثر فى الانتخابات ، معربا عن توقعه بعدم تغيير فى سياسة أى من المرشحين للانتخابات الأمريكية بايدن وترامب تجاه قطاع غزة وحماس.
توقع مشرفة من المرشحين بايدن وترامب عدم الافصاح بوضوح عن مواقفهم تجاه المذابح الاسرائيلية لانه يضر بمواقفهما ويقلل جاذبية ناخبى الاقليات فى امريكا المؤيدين للقضية الفلسطينية ، مشيرا إلى أنهما اذا ادانوا العنف المفرط الاسرائيلى سوف يؤدى الى رد فعل عنيف من انصار اللوبى الصهيونى رغم قلة قوتهم التصويتية ولكن تبقى الذراع التمويلية والاعلامية هى الفيصل فى نجاح اى مرشح يحرص دائما على ارضاء الايباك وهى إحدى منظمات الضغط العديدة المؤيدة لإسرائيل فى الولايات المتحدة ومن وراءهم .