فى ظل المخاطر الجسيمة التى تحاصر المنطقة بأسرها بصفة عامة.. ومصرنا الغالية على وجه الخصوص.. وفى ظل سيناريوهات إسقاط الأوطان المتنوعة.. يصبح وعى المواطن بكل خيوط المؤامرة هو درع الوطن الذى يحميه.. والصخرة القوية الصلبة التى تتحطم عليها كل أوهام وآمال أعداء الأمة وقوى الشر فى النيل من الأرض الطيبة.. ويخطئ ألف مرة من يتصور أن مؤامرات إسقاط الوطن قد انتهت بنهاية سيناريوهات الربيع العربى التى خطط لها بإحكام قوى الشر لاسقاط الدول بأيدى أبنائها تحت شعارات روج لها جيداً صناع أزمات الأوطان.. ويخطئ أيضا مليون مرة من يتصور أن مؤامرات قوى الشر قد توقفت بنجاح الثورة الشعبية الكبرى 30 يونيو فى استعادة الوطن واستقرار أوضاعه والانطلاق نحو البناء والتنمية.. بل إن هذا النجاح أهم أسباب السيناريوهات العديدة لقوى الشر لمحاصرة الوطن من كل جانب.
>>>
وفى حروب الجيل الرابع والخامس.. لم يعد للحرب النظامية.. والمواجهة المسلحة المباشرة قيمة أو أهمية.. فالاستعمار الجديد.. نوع آخر وليس باجتياح الحدود والسيطرة على مساحات من الأراضى ووضع القوات عليها وفرض واقع جديد على الدولة المحتلة.. وإنما فى الجيل الرابع والخامس.. هناك اجتياح عقول والسيطرة على مساحة من الثقافات.. واستغلال وسائل الإعلام التقليدية والحديثة والسوشيال ميديا لنشر الشائعات المغرضة والترويج لكل ما من شأنه تغييب الوعى وتزييف الحقائق وفرض واقع من صناعتهم.. وترويج قناعات لا وجود لها إلا فى مخيلتهم.. والذى يتأمل بعين وطنية مجريات الاحداث من حولنا يدرك تماما خطورة الحصار المفروض على المنطقة بأسرها.. ومصرنا بصفة خاصة بين أزمات ممولة من سد النهضة ومشاركة العديد من قوى الشر فى صناعة هذه الأزمة والترويج لها.. والمضى قدما فى الحلول الأحادية والاستفزاز المستمر فى الجانب المصرى الحكيم والذى يدرك تماما كل خيوط المؤامرة.. ومروراً بتوترات الأوضاع فى ليبيا.. والسودان فى الجنوب وحرب غزة وتداعياتها المؤثرة على المنطقة والعالم.. وتوترات الملاحة فى البحر الأحمر.. والسعى الحثيث من جانب بعض القوى الكبرى لتغيير مسار التجارة العالمية.. والمحاولات المستمرة للهيمنة على مقدرات التجارة والاقتصاد العالمي.. وفى ظل كل هذه التحديات الجسيمة.. يصبح الوعي.. هو حائط الصد التى تتهاوى عليها كل هذه المخططات المؤثرة بصورة مباشرة على الدولة المصرية.
>>>
إن هذه المرحلة التى يتعرض فيها العالم بأسره لتحديات جسيمة بدءا من التداعيات التى عانى منها العالم كله جراء جائحة كورونا واضطرار العديد من بلدان العالم للإغلاق الكامل وتوقف الأنشطة الاقتصادية العالمية.. ومروراً بالأزمة الروسية ـ الأوكرانية وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وتراجع سلاسل الإمداد العالمية ووصولا إلى المخاطر المباشرة المؤثرة على المنطقة والشرق الأوسط نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة.. والأصابع الخفية للعبث بالملاحة فى البحر الأحمر.. وتأثيرها المباشر على الملاحة بقناة السويس.. فى زخم هذه التحديات.. لابد أن يتسلح المواطن البسيط بالوعى الوطنى لمواجهة هذه التحديات وحماية مقدرات الوطن.. وتفويت الفرصة على قوى الشر وأعداء الأمة من محاولة العبث بتماسك الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية والتشكيك فى كل انجاز يتحقق على أرض الوطن ومواجهة المحاولات المستمرة من خفافيش الظلام وأعداء الأمن والاستقرار لعرقلة مسيرة البناء والتنمية.. والسعى الحثيث من قوى الشر لاستغلال التحديات العالمية لنشر الفوضى فى الداخل وغرس بذور الفتنة بين المواطن ودولته.
إن الوعى الوطنى لدى المواطن البسيط هو جسر العبور إلى المستقبل.. وهو الصخرة الصلبة التى تتحطم عليها كل محاولات الفتنة والشائعات المغرضة التى تروج لها الكتائب الظلامية عبر السوشيال ميديا.