صحف طهران تتوقع جولة ثانية.. وتتهم معسكر المتشددين بالتشرذم
تبدأ اليوم الانتخابات الرئاسية الايرانية وسط أجواء سياسية مضطربة فقبل ساعات من فتح المقرات الانتخابية أعلن مرشحان انسحابهما من السباق الرئاسي، وهما الأصولي المتشدد وعمدة طهران علي رضا زاكاني والنائب السابق للرئيس الراحل أمير حسين قاضي زاده.
قال زاكاني في منشور على منصة «إكس»: «بقيت حتى نهاية المنافسة القانونية، لكن مواصلة طريق رئيسي هو الأهم. أطلب من جليلي وقاليباف أن يتحدا وألا يتركا مطالب القوى الثورية المحقة دون تجاوب، وأن يمنعا تشكيل حكومة حسن روحاني الثالثة.
وكان قاضي زاده أول إ ينسحب من الانتخابات من أجل أن «يلتف المتشددون حول مرشح واحد في التصويت» حيث ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، أن زاده أسقط ترشيحه وحث المرشحين الآخرين على فعل الشيء نفسه «حتى يتم تعزيز جبهة الثورة».
مثل هذه الانسحابات شائعة في الساعات الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، خاصة في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة قبل إجراء التصويت عندما تدخل الحملات الانتخابية فترة الصمت.
يذكر أن المنافسة حاليا تضم اثنين من المتشددين، المفاوض النووي السابق سعيد جليلي، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، بينما الإصلاحي الوحيد هو مسعود بزشكيان، جراح القلب الذي ارتبط بالإدارة السابقة للرئيس المعتدل نسبيا حسن روحاني، الذي توصل إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية.
وعلى الرغم من أن الرئيس المنتخب يدير الشؤون اليومية للبلاد، فإن السلطة الحقيقية تبقى في أيدي المرشد الإيراني علي خامنئي الذي يبقى له القول الفصل في القضايا الرئيسية مثل السياسات النووية والخارجية.
ويحق لجميع المواطنين الإيرانيين البالغين من العمر 18 عاما فما فوق التصويت، ما يعني أن أكثر من 61 مليونا من سكان إيران البالغ عددهم أكثر من 85 مليونا مؤهلون للإدلاء بأصواتهم.
ويتم فرز جميع الأصوات يدويا، لذلك لن يتم الإعلان عن النتيجة النهائية قبل يومين على الأقل لكن ربما تظهر النتائج الأولية قبل ذلك.
وإذا لم يحصل أي مرشح على 50 ٪ من الأصوات، بالإضافة إلى صوت واحد من جميع الأصوات التي تم الإدلاء بها، بما يشمل البطاقات التي لم يختر أصحابها أيا من المرشحين، فسيتم إجراء جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات.
من جانبها أكدت الصحف الإيرانية أن هناك حالة من الانقسام بين الأصوليين خاصة بعد رفض اثنان من المرشحين انسحاب أحدهم لصالح الآخر كما فعل مرشحان آخران.
صحيفة «كيهان»، المقربة من المرشد خامنئي، التي دأبت في الأيام الأخيرة إلى الدعوة لوحدة الصف بين الأصوليين، رمت آخر سهامها الدعائية إلى هذه الوحدة، وأكدت أن الأصوليين لو كان همهم الخدمة والعمل من أجل الشعب فعليهم أن يتحالفوا ويتحدوا فيما بينهم.
كما تطرقت صحيفة «خراسان» الأصولية في تقرير لها إلى السيناريوهات المحتملة للانتخابات الرئاسية في إيران، ولفتت إلى وحدة التيار الإصلاحي، واختلاف الأصوليين بشكل ينذر بتشتت أصوات أنصار هذا التيار.
وتوقعت الصحيفة، بسبب اقتراب نسب المرشحين في كسب أصوات الناخبين، أن تدخل الانتخابات جولة ثانية، وقالت إن احتمالية فوز الأصوليين في المرحلة الأولى أكثر من الثانية، ولهذا كان الأجدر بهم أن يتحدوا على مرشح واحد، لأن ذهاب الانتخابات إلى جولة ثانية سيكون لصالح التيار الإصلاحي.