أمريكا تتبع سياسة «البطة العرجاء».. ونتنياهو سيخسر
المفاوضات العلنية والسرية ستحدد مسارات الحرب ما بين غزة ولبنان
الجميع يترقب لحظة إعلان بدء الحرب الأسرائيلة على بيروت بعد ان أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلى عن خطته لضرب مواقع حزب الله فى الجنوب اللبنانى مع توسعة دائرة الحرب بضرب بيروت مما سيؤدى فى النهاية إلى إدخال المنطقة بالكامل فى حرب اقليمية خاصة مع وجود طرف آخر من الممكن أن يتدخل فى الحرب وهو إيران الداعم الرئيسى لحزب الله وكذلك اليمليشيات التابعة لها فى المنطقة فى العراق واليمن.
وتباينت آراء المحللين السياسيين اللبنانيين منهم من أكد أن الحرب واقعة لا محالة والبعض رأى ان من يتحكم فى إطلاق النار هو الولايات المتحدة وإيران .
قال إلياس الزعبي، المحلل السياسى اللبناني، إن المرحلة التى نعيشها الآن فى جنوب لبنان من الصراع بين حزب الله واسرائيل تختلف تماما عما قبل ٧ أكتوبر، فإسرائيل التى تهدد بضرب لبنان وضرب قواعد حزب الله فى الجنوب قد وضعت وحددت أهدافا واضحة من هذه الحرب أبرزها هى إبعاد عناصر حزب الله وقواعده العسكرية لمسافة تبعد عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية بمسافة 10 كم، لذا يجد حزب الله نفسه فى مأزق فى تنفيذ هذا الشرط خصوصا أن هناك مفاوضات دائرة بين واشنطن وباريس مع طهران وتضغط لمنع تدهور الوضع إلى حرب واسعة وذلك بطرح افكار دبلوماسية لحل الازمة بين اسرائيل وايران لذلك فان احتمال حدوث حرب واسعة النطاق يبقى واردا مع أن الضغوط الدبلوماسية تتصاعد لوقف الحرب .
قال «الزعبي» أن العقدة تكمن فى أن إيران لا يمكن لها أن تتخلى عن خط التماس فى حربها ضد إسرائيل بوجود حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مباشرة بعد ان تم تحييد الجبهة السورية وابعادها عن المواجهة مع إسرائيل، لذلك فان المسألة شديدة التعقيد فهل يمكن لإيران أن تتراجع عن جبهتها الوحيدة مع إسرائيل ويتحول ذراعها الأكبر حزب الله إلى مقاومة بالمراسلة على طريقة الحشد الشعبى العراقي وفصائله وكذلك الحوثيين فى اليمن ويتحول الأمر إلى مواجهة بالصواريخ العابرة للحدود وكذلك المسيرات كما فعلت إيران مع إسرائيل فى أبريل الماضي.
وإشار أن مسار الحرب فى غزة بات واضحا مع قرب الانتهاء من عملية اجتياح رفح الفلسطنية والتى باتت على وشك الانتهاء وبعدها ستتحول آلة الحرب الإسرائيلية إلى الشمال الإسرائيلى وستكون العمليات فى غزة محدودة.
واضاف أن غياب الدور الأمريكى فى الأشهر القليلة القادمة بسبب الانتخابات القادمة والتى تشغل بال الإدارة الأمريكية أكثر من أى شيء آخر لذلك تتبع السياسة الأمريكية سياسة «البطة العرجاء» وعدم قدرة الإدارة الأمريكية على اتخاذ قرارات حاسمة وهو ما يعتمد عليه نتنياهو .
من جانبه قال أحمد علم الدين الكاتب والمحلل السياسى اللبنانى أن جبهة لبنان تشكل قلقا لإسرائيل من حيث قوة حزب الله.
لذلك إسرائيل فى ورطة من حيث ضغط النازحين فى الشمال والذين تركوا منازلهم بسبب صواريخ حزب الله وهناك مؤتمرات قادة المستوطنات فى الشمال ويوجهون اللوم دائما لحكومة نتنياهو بالعجز والتقصير فى مواجهة حزب الله والتى تدرك اسرائيل أنها ستخسر المواجهة مع الحزب لامتلاك أسلحة المواجهة والدعم الايرانى لعناصره المنتشرة فى الجنوب اللبنانى وعلى حدود إسرائيل.
قال علم الدين إن الحرب المتوقعة على لبنان من قبل اسرائيل ربما تحدث تدميرا كبيرا فى لبنان ولكن فى تجربة 2006 والحرب بين الحزب واسرائيل خرج الحزب منها أكثر قوة رغم الدمار الذى حدث فى لبنان وأن هناك حسابات للخسائر تختلف فى الدول عنها عن الجماعات المسلحة مثلما حدث فى غزة على سبيل المثال غزة دمرت بالكامل وحماس ترى نفسها منتصرة لكن فى الدول الأمر مختلف لاتستطيع ان تقول اننا نقدم تضحيات من أجل شعارات لهذا أرى أن اسرائيل لن تستطيع أن تحقق شيئا من هذا الأمر بالحرب على لبنان خاصة أن هناك عناصر أخرى عديدة ستدخل المعركة مثل الحشد الشعبى وحزب الله العراقى والحوثيين فى اليمن وايران تقول إنها ستدخل ولكن اعتقد انها لن تدخل وإنما تدخل عناصر تابعة لها من خلال العراق وسوريا وتزودها بالسلاح والمعلومات المهمة فى هذه الحرب وأنها تعلم انه فى حال دخولها الحرب ستتعرض ضربات مدمرة يتدخل الغرب والولايات المتحدة فى المعركة لهذا تستعين إيران بالمليشيات، لذا استبعد بأن تكون هناك حرب حقيقية .
أشار علم الدين إلى أن قرار مجلس الأمن 1701 لعام 2006 لإيقاف الحرب بين إسرائيل وحزب الله به بعض البنود والتى أدرجت فيه غير قابلة للتنفيذ لأن البنود جاءت لإنجاح القرار مثل انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني، كيف تمنع ذلك والحزب ليس لديه قواعد عسكرية فى المكان وعناصره من سكان تلك القرى الواقعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية والحزب لديه سلاح لدى العناصر فى منازلهم حتى القوات الدولية والأمم المتحدة عندما كانت تدخل هذه الأماكن كانت تصطدم بالمواطنين، ومن ناحية أخرى اسرائيل لم تتوقف خروقاته يوميا فى الجنوب اللبنانى لأنها تدرك أن الحزب موجود فى الجنوب، موضحا أن المنطقة التى شملها قرار مجلس الأمن تتراوح بين 30 إلى 20 كم بحدود الليطانى وعندما طلب المبعوث الأمريكى اوكشن من لبنان أن يتراجع حزب الله عن الحدود ٨ كم كان رد الحزب أن تبتعد إسرائيل عن الحدود .
قال إن الأمين العام للأمم المتحدة حذر من أن تتحول لبنان الى غزة أخرى وأعتقد أنه طالما إسرائيل لا تستطيع أن تقوم بحرب واسعة فى المنطقة بدون الولايات المتحدة وهم لايوافقون على هذه الحرب حتى الآن وكذلك حزب الله لايريد هذه المعركة واذا اندفعت الحرب ستكون بيروت فى مرمى نيران إسرائيل كما قالت تل أبيب لان الحرب على الحدود هى قائمة الآن وتوسيع الحرب سيكون فى بيروت ولكن إيران وأمريكا لا تريد الحرب .