كلما اقترب يوم 30 يونيو من كل عام إعتباراً من 2013 أجد الذكريات والأحداث تتراءى أمامى من بعد يناير 2011 حتى يونيو 2013 وجميعها للأسف ذكريات مؤلمة لم تحمل فى طياتها سوى حوادث إرهابية وسقوط المئات من الشهداء واستيلاء على السلطة فى ظروف حالكة الظلام عندما كانت عصابات الإخوان والتنظيمات الإرهابية الموالية لها والتى يتم تمويلها بالمال والعتاد من الداخل ومن الخارج فى محاولات مستمرة لإسقاط الدولة المصرية واغراقها فى شراذم الانقسام ليتسنى لها السيطرة على مقاليد الحكم لولا تلك اللحظات التى استيقظ فيها أبناء الشعب المصرى حيث طالب القوات المسلحة لمساندته قبل سقوط الدولة.
إننا اليوم نحتفل بمرور 11 عاماً على ثورة يونيو وبعده بعدة أيام سوف نحتفل ونتذكر ذلك البيان الذى ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليعلن عن سقوط حكم الإخوان الإرهابية بلا رجعة – بإذن الله – حيث خرج الشعب عن بكرة آبيه ليطلب منه الحماية من مستقبل مظلم كان ينتظره والذى كانت بوادره تلوح فى الأفق عندما تم استبعاد كوادر محترمة وقيادات وزارية كانت تؤدى عملها بأمانة وإخلاص وتم إسنادها الى أبناء الأهل والعشيرة من العناصر الإخوانية الجاهلة التى كادت تودى بالبلاد الى حافة الهاوية تحت الشعارات الكاذبة والوعود الهوائية مثل «طائر النهضة» والخطب الجوفاء التى لا تغنى ولا تحقق أى تقدم أو فائدة للمواطن المصري.
يكفى هنا أن نشير الى تعيين نائباً عاماً ووزيراً للعدل من الكوادر الإخوانية يأتمران بأوامر مكتب الإرشاد وتعيين بعض الوزراء الذين ينحصر كل إهتمامهم فى حشد شباب الجماعة فى مظاهرات أسبوعية أطلق عليها «المظاهرات المليونية» لزرع الرهبة والخوف فى نفوس الشعب المصري.
دعونى أعود بكم الى عدة أيام قبل ثورة يونيو 2013 لأذكركم وأتذكر معكم الى أين كانت دولتنا المصرية فى طريقها الى الضياع……
–هل تتذكرون تلك الرحلات المكوكية التى قام بها عصام العريان ومعه الإخوانى عصام الحداد الى الولايات المتحدة الأمريكية ليتلقوا التعليمات ويقدموا التنازلات تلو الأخرى مقابل أن تساندهم امريكا على حكم البلاد…وأذكركم هنا بكلمة «now» .
–هل تتذكرون اللجان الشعبية المكونة من المسجلين خطر فى العديدالقضايا الجنائية والسرقات والإغتصاب ليستوقفونا ونحن نسير الى أماكن عملنا أو قضاء مصلحة لنا أو لأبنائنا ويطلبون الإطلاع على الهويات والرخص ويبدأوا فى إهانة المثقفين منا وأيضاً من رجال الشرطة والسيدات قبل السماح لنا بالمرور.
–هل تتذكرون قتلة الرئيس الشهيد أنور السادات وهم فى المقاعد الأمامية أثناء الإحتفال بإنتصارات أكتوبر والتى كان السادات هو البطل الحقيقى لها والذى أعاد كرامة العرب بهذا الانتصار حتى اغتالته هؤلاء القتلة الذين يجلسون فى مقاعد الشرف أثناء العرض العسكري.
–هل تتذكرون احداث مسجد الروضة والكنائس المصرية حيث اختلطت دماء المسلمين والمسيحيين هنا وهناك وهم يستهدفون الشعب المصرى بكل دياناته وطوائفه.
–وهناك حادث فردى تعرضت له أنا شخصياً عندما اقتحم مكتبى الإرهابى صفوت حجازى مطالباً بتسليم كل ما يتعلق بأرشيف المطار منذ افتتاحه عام 1960 وكذلك السماح بدخول عدد من القيادات الإرهابية الهاربة التى وصلت من باكستان وجميعهم كان مطلوباً القبض عليهم فى قضايا إرهاب.
هذا قليل من كثير من الصعب البوح به فى الوقت الحالى نظراً لحساسيته وخطورته على الأمن القومي.
واليوم وبعد مرور 11 عاماً على ثورة الشعب ودعم الجيش أجد أن الجيش والشرطة وأهالى سيناء قد نجحوا فى تجفيف منابع الإرهاب وأن بلادنا تشهد نهضة تنموية غير مسبوقة يشهد لها العالم بأسره وأن الأمن والأمان قد ساد ربوع الوطن وإزدهرت صناعات وترعرعت زراعات وعادت الى مصر سيادتها وقوتها داخلياً وخارجياً …صحيح أن الحياة ليست مثالية أو نموذجية وإن هناك صعاباً نعانى منها جميعاً يحاول البعض إستغلالها لتأليب الرأى العام على الدولة وحكومتها وهنا أتساءل …هل نسيتم ما أشرت اليه آنفاً يا سادة؟ ارجعوا إلى رشدكم يرحمكم الله ودافعوا عن بلادكم …لا توجد دولة فى العالم لا تعانى من مشاكل اقتصادية أو سياسية أو أمنية مهما بلغت درجة قوتها العسكرية أو المادية أو اللوجيستية…مصرنا لنا وسوف تظل لنا مهما كانت المصاعب والشدائد التى تمر علينا المهم ألا ننصاع إلى أبواق الإفك والشائعات والأكاذيب والفتن …حافظوا على مصرنا ….حافظوا على بلادنا.
وللحديث بقية….