ليس مقبولاً بأى حال من الأحوال ان يستغل البعض تداعيات الأزمة العالمية والإقليمية.. وأثاراً وظلالاً صعبة للصراعات والتوترات فى العالم والمنطقة للهجوم الضارى وغير المنطقى والنهش فى كل ما تحقق خلال السنوات الماضية.. وأرى ذلك بعيداً تماماً عن الموضوعية ولا يمكن أن نتعامل مع دولة حققت نجاحات غير مسبوقة بمعايير تداعيات الأزمة العالمية.. فنحن نعترف أن هناك ضائقة وأزمة اقتصادية خانقة.. الجزء الأكبر من أسبابها جاء من الخارج وفرض علينا.. وتداعيات ومظاهر ذلك واضحة للجميع لكن الثقة فى قدرة الوطن على تجاوز التحديات.. هى الاختيار الأمثل.. فنحن نعيش الخمس سنوات الماضية فى آتون صراعات وأزمات دولية وإقليمية كارثية.. خاصة على الصعيد الاقتصادى وأزمة مصر تستطيع إيجازها فى البحث عن تدفقات دولارية وهناك نجاحات من أجل الوفاء باحتياجات المواطنين من السلع الأساسية وأيضاً التزامات مصر الدولية.. وكذلك تعد قضية ارتفاع الأسعار وارتفاع مؤشرات التضخم من أهم التحديات التى تواجه المواطن المصرى وأيضاً الحاجة إلى مد جسور التواصل مع الشعب والمصارحة والمكاشفة وبناء وصياغة خطاب وسياق لبناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح وهو ما يتطلب إلمام المواطنين بالحقائق والتداعيات وأسباب الأزمات لأنه ببساطة المواطن عندما يعلم ويدرك ويعرف الأسباب يشفع ويغفر للحكومة.. ويستطيع التحمل وعلى الحكومة فى ذات الوقت ان تطرح رؤيتها بوضوح للتعامل مع هذه الأزمات وسبل وتوقيتات حلها وإنهاء المعاناة بدلا من أن نترك المواطن يأخذ معلوماته من وسائل ومصادر إعلامية تستهدف الكذب والتحريض والتشكيك وزعزعة الثقة.. والأخطر التشكيك وبناء وعى مزيف وبث الإحباط فى نفوس المواطنين واضعاف قدرتهم فى التحدى وتشويش وعيهم بما حققوه خلال السنوات الماضية.. لذلك لا سبيل أمامنا سوى التشاركية بين الحكومة والمواطن على قاعدة الشفافية والمصارحة وطرح الحقائق كاملة ودعوة المواطنين للمساهمة قدر ما يستطيعون والتحمل والصبر لحين القضاء على الأزمة والمعاناة الحقيقية.. ان أزمة انقطاع التيار الكهربائى أو تخفيف الأحمال وزيادة عدد ساعاته أسبابها باتت معلومة من حديث رئيس الوزراء المباشر للمواطنين.. فلا توجد أدنى مشكلة أو أزمة فى القدرة على توليد وإنتاج الطاقة فى ظل أحدث محطات التوليد والإنتاج ولكن الصعوبة والأزمة المؤقتة والطارئة تكمن فى توفير الغاز والمازوت لتشغيل هذه المحطات القادرة على تحقيق الاكتفاء والوفاء باحتياجات الدولة المصرية على كافة الأصعدة وفى جميع القطاعات وكذلك التصدير.. والحكومة وطبقا لحديث الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء تعمل على إنهاء هذا الأمر بتوفير الغاز والمازوت.
المهم أيضاً ان يعلم المواطن أسباب الأزمة والظروف الصعبة التى تواجه مصر خاصة فى ظل ظروف وصراعات وتوترات ومعطيات دولية وإقليمية.. فالارتفاع فى درجات الحرارة هو أمر غير مسبوق وهناك موجات شديدة القسوة تتطلب احتياجات استثنائية من الطاقة الكهربائية.. نستطيع توفيرها ولكن هناك أزمة فى توفير «الغاز والمازوت» بسبب ظروف قهرية واستثنائية ومفاجئة تعمل الدولة على إصلاحها وتفاديها.. كذلك فإن الصراعات الدولية والإقليمية فرضت ظروفاً وتداعيات صعبة.. فإذا تحدثنا عن تأثير العدوان الصهيونى على غزة واتساع نطاق الصراع بما أثر سلباً على الأوضاع وأمن البحر الأحمر.. وهو ما تسبب فى تراجع كبير فى إيرادات قناة السويس.. وبطبيعة الحال هى مصدر مهم وأساسى للعملات الصعبة التى نحن فى أشد الحاجة إليها.. للوفاء باحتياجات المصريين من السلع الأساسية من خلال الاستيراد.. والحكومة منذ أبريل الماضى وفرت 17 مليار دولار لهذا الغرض بالإضافة إلى وفاء مصر بسداد التزاماتها الدولية فى توقيتاتها.. لكن يقينا كل هذه التداعيات مؤقتة وأعراض تزول باستقرار الأوضاع فى المنطقة وتراجع درجات الحرارة التى لها تداعيات ليس على معدلات إنتاج وتوليد الطاقة.. ولكن أيضاً تأثيراتها على الثروة الزراعية من المحاصيل وأيضاً الثروة الداجنة وهى أمور لم تتسبب فيها الحكومة.
كما تلوح فى الأفق آمال وتطلعات إلى مزيد من جذب الاستثمارات الأجنبية الضخمة لاستغلال الفرص فى مصر وهناك بطبيعة الحال مفاوضات ومناقشات تحتاج لبعض الوقت.. لكن فى النهاية بين أيدينا فرص كثيرة وأرض خصبة لجذب الاستثمارات ومقومات سخية ومثالية للنجاح.. بالإضافة إلى تواصل دخول المشروعات العملاقة للخدمة فى مجال الصناعة والزراعة وهو ما سوف ينعكس على تحسن الأحوال والظروف.. فبطبيعة الحال زيادة الرقعة الزراعية المصرية بشكل متواصل يضع الفارق على مستوى الداخل فى تحقيق الاكتفاء والاستقرار أو تخفيض فاتورة الاستيراد أو زيادة الموارد الدولارية من عوائد تصدير المحاصيل الزراعية الطازجة والمصنعة.. وهناك شركات عالمية عملاقة تدخل السوق المصرى فى مجال الصناعة.. وتنقل نشاطها إلى مصر من أجل الوصول إلى أسواق أفريقيا وآسيا.
على كل مواطن ان يعى ان الأزمة والمعاناة مؤقتة.. ويجب ان ندرك أهمية عدم تحميل الوطن فوق طاقته وعدم الإساءة والتشويه.. أو منح الفرصة لاعدائنا من قوى الشر تحقيق أهدافهم فإذا كنا نواجه أزمة أو حتى بعض أزمات أو ضائقة.. فإن لدينا الكثير الذى يسعدنا ويفرحنا ويجعلنا أكثر ثقة وتفاؤلاً.. لدينا وطن قوى وقادر يقف على أرض صلبة ويبنى ويتخذ مواقف شريفة فى مجابهة ومواجهة ضغوط وأطماع ومحاولات فرض أمر واقع.. وحصار وتطويق من كل اتجاه شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً ومحاولات للابتزاز وأيضاً حملات للتشويه والتشكيك وترويج الأكاذيب.. وطن مستهدف من أعدائه لأنه رفض الاستجابة لاطماعهم وأهدافهم الخبيثة ومشروعاتهم التوسعية على حساب أرضنا المقدسة ولصالح قوى الهيمنة وأوهام الصهاينة.. لذلك علينا ان نترفع عن الصغائر وان نكون خلف وفى ظهر هذا الوطن بالاصطفاف والالتفاف حوله وألا نكون شوكة فى ظهره فما يواجه مصر الآن فى هذه اللحظة هى تحديات وتهديدات وجودية.. لذلك من المهم ان يعرف المصريون مظاهر الخطر والتهديدات على وطنهم لأن ذلك سوف يزيدهم تحملاً وتحدياً وإصراراً وصلابة وقوة فى مواجهة المؤامرات والمخططات.. فالشعوب يجب ألا تغيب عن تلك اللحظات الفارقة.
إذا كانت دولة مثل الولايات المتحدة تجيد صناعة (العدو الوهمي) لخداع الرأى العام الأمريكى لتمرير قرارات أو حروب ضد دول بعينها ورأينا ذلك فى تبرير الهجوم على العراق وأفغانستان وصناعة أحداث سبتمبر وبالتالى تحصل على مباركة وتأييد شعبى بفعل الوعى المزيف.. لكن مصر الشريفة لديها (100 عدو حقيقي) و100 تهديد وتحد حقيقى وأطماع وأوهام ومخاطر ومؤامرات.. لذلك من المهم ان نبنى وعياً حقيقياً شريفاً صادقاً لدى المصريين عن حجم التحديات والتهديدات والمخاطر والمؤامرات التى تحاك ضد مصر ومحاولات تطويقها وحصارها.. من هنا فإن سلاحنا الفتاك سيكون حاضراً وهو اصطفاف المصريين وقوة الجبهة الداخلية… وللحديث بقية
تحيا مصر