بنت الجيران الطفلة «آية» 14عاما، بأى ذنب قُتلت؟.. وكيف تجرأ الطفل «مازن» 12 عاماً بإحضار سكين وسدد لها طعنة قاتلة أودت بحياتها فى منطقة العامرية بالإسكندرية؟.. هذه الحادثة نذير شديد اللهجة لبحث ودراسة أسباب جرائم الأطفال مع ترهل الرقابة الأسرية.
وقعت الواقعة منذ أيام فى قرية عرابى بمنطقة العامرية بالأسكندرية، عندما شكا شقيق الطفلة «آية» الأصغر من ابن الجيران الذى يشتم والدهم المتوفى منذ شهور قليلة، وعندما خرجت ووجهت اللوم للطفل المعتدى على شقيقها وعدم سب الأموات لحرمتها خاصة أن والدهم حديث الوفاة، لكن الطفل المعتدى زاد فى اعتدائه وسب الأموات والأحياء وذهب الى منزلهم واستل سكينا خلف ظهره وسدد طعنة قاتلة للطفلة «آية» حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، كما حاول قتل أخيها، وأمسك الجيران بالطفل المعتدى وتم ابلاغ الشرطة وتم القبض على الطفل القاتل.
والسؤال الأن: اين أولياء أمور وأمهات هؤلاء الأطفال؟ وأين المارة فى الشارع وكذلك الجيران، عندما سمعوا بشجار هؤلاء الأطفال؟.. الحقيقة أن الضمير الإنسانى والخوف من وقوع تلك الجرائم يدعونا الى المسارعة فى فض اشتباك شجار الأطفال والمراهقين طالما علمنا بوقوع مناوشات بين الطرفين، ولا نستصغر الشرر.
مثل هذه الجرائم جديدة وغربية على مجتمعاتنا والإنسانية، واسبابها متعددة منها وسائل الترويج للعنف كالسوشيال ميديا وأفلام العنف والتى جعلت الجميع يعتاد منظر الدماء ويسهل على الجانى ارتكابها.
وعلى الرغم من مأساوية وتكرار وقائع الجرائم التى يرتكبها أطفال، فهى حالات مركبة ونادرة ويرفض علماء الاجتماع وصفها بالظاهرة ــ حسب القياس العلمى ويطالبون بمواجهة مسببات العنف ببرامج الأطفال الجادة، وتوعية الأمهات والأسر، والعودة إلى وسائل التربية السليمة.
نحن بحاجة الى التربية القويمة للأطفال وتوضيح حرمة الإعتداء على الغير وتفعيل الرقابة الأسرية على وسائل الإعلام والسوشيال ميديا وشغل وقتهم بما ينفع.
وبالعودة الى تحقيقات النيابة العامة فى هذه الحادثة، فجر عم الطفلة القتيلة مفاجأة وقرر أن أسرة المتهم انتقلت إلى جوارهم منذ أيام قليلة، بعد أن احترقت شقتهم التى كانوا يسكنونها فى منطقة أخري.
أضاف انه يُشرف على إحدى الجمعيات الأهلية، ولجأت إليه والدة الطفل المتهم لمساعدتها على بناء سكن لها ولأسرتها، وبالفعل جمع لها التبرعات لمساعتها ماديا، ليفاجأ بأن الجزاء كان قتل ابنة أخيه، التى لحقت بوالدها وتركت لها حزنا لن ينتهي.