يوجد خطأ تاريخى فادح فى كتب وزارة التربية والتعليم وكتب التاريخ وهو ذكر أن أول مسجد بنى فى مصر هو مسجد عمرو بن العاص ولكن الصحيح أن مسجد سادات قريش هو أول مساجدها على الإطلاق ورغم مكانته التاريخية البارزة لا يحظى بالاهتمام الذى يستحقه رغم أنه أول مسجد بنى فى مصر بعد الفتح الإسلامى لها حيث يسبق بناء مسجد عمرو بن العاص بعامين كاملين.
تأسس مسجد سادات قريش عام 18 هجريا ويعد أحد أبرز المعالم الإسلامية وأحد أقدم 15 مسجدًا فى العالم وقد تم تأسيس المسجد فى البداية بطريقة بسيطة وبدائية حيث تم اقتطاع مساحة مستطيلة من الأرض وشيدت جدرانه من الطوب اللبن وأقيم من جهة القبلة صف من جذوع النخل بدلاً من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطمى والمسجد عبارة عن مستطيل الشكل يحتوى على ٣ صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلى ٤ أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال وداخل المسجد 18 عمود رخام فسفورى و16 فى الوسط واثنان فى القبلة وتبلغ مساحته 3000 متر وتم ترميم المسجد فى العهد العثمانى على يد الأمير مصطفى الكاشف عام 1002 هجريا.
يرجع تاريخ إنشاء المسجد إلى دخول المسلمين الفاتحين مصر فى أثناء الفتح الإسلامى وبعد دخول الصحابى عمرو بن العاص مدينة العريش ووصوله إلى مدينة بلبيس رابط هناك شهرا ودارت معركة طاحنة بينه وبين جيش الروم سميت معركة بلبيس سنة 18 هجريا والتى انتهت بسقوط ألف وأسر ٣ آلاف جندى من جيش الروم كما استشهد ما يقارب 250 مسلما منهم 40 صحابيا و 210 من التابعين من سادات قريش إحدى القبائل العربية التى كانت تقطن مكة وكانت قبيلة النبى صلى الله عليه وسلم.
بعد انتهاء معركة بلبيس أقدم عمرو بن العاص على بناء المسجد على أثر قصر الحاكم الرومانى ليؤدى الجنود صلاتهم فيه ومعهم من أسلم من أهل بلبيس وأطلق عليه مسجد السادات نسبة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين جاءوا مع الفتح الإسلامى لمصر وتكريما وتخليدا لذكرى الشهداء.
بنى عمرو بن العاص المسجد مكان القصر الذى كان مقرا للحكم الرومانى وسمى المسجد فى بداية تأسيسه بمسجد الشهداء نسبة إلى شهداء المعركة وعندما قتل سيدنا الحسين فى كربلاء جاءت السيدة زينب إلى مصر واستقبلها حاكم بلبيس وأقامت فى المسجد شهرا ولذلك سمى المسجد سادات قريش وظل محتفظا بهذا الأسم حتى اليوم.