فى تاريخ الأمم أيام خالدة.. تلك الأيام هى التى تغير مجرى التاريخ.. وتظل محفورة فى وجدان الشعوب.. وتمثل نقطة مضيئة وعلامة فارقة فى تاريخ أى أمة .. ولا ريب أن يوم الثلاثين من يونيو، من هذه الأيام الفارقة فى تاريخنا الحديث، والذى سيظل محفوراً فى وجدان الشعب المصرى والتاريخ بأحرف من نور، فعندها بدأ تاريخ جديد، فما قبل30 يونيو شيء وما بعدها تاريخ قائم بذاته يقف التاريخ طويلا أمام مصر بعد 30 يونيو، ويبدأ من عند هذا التوقيت تاريخ جديد بدأه قائد عظيم إنه الرئيس عبدالفتاح السيسي.. الذى بدأ مرحلة جديدة مضيئة فى تاريخ مصر والمصريين وهو الذى قال : «إن التاريخ سيتوقف كثيرا أمام ثورة 30 يونيو المجيدة، وستظل حية فى ذاكرة كل الأجيال، بما رسخته من مبادئ العزة والكرامة والوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الاختطاف» ، فهى كانت الثورة العظيمة التى خاضها الشعب المصرى العظيم وشارك فيها الملايين من مختلف فئات الشعب لإنقاذ الدولة المصرية من مصير مجهول كان ينتظرها على أيدى الجماعة الإرهابية.
إن ثورة 30 يونيو أعادت للمصريين هويتهم بعد محاولة اختطافها، إلا أن الشعب المصرى البطل أبى أن يقبل ذلك وتصدى لكل المخططات الشيطانية الخبيثة للجماعة الظلامية وأذنابها، حتى أفشل هذه المخططات بثورته العظيمة، تلك الثورة التى شهدت أكبر تضحيات من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين.
لقد سطر الشعب المصرى على مدار 11 سنة بداية من ثورة 30 يونيو وما بعدها ملحمة وطنية خالدة للحفاظ على هوية الوطن، وانحاز الجيش للإرادة الشعبية التى برهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق، مهما كانت التضحيات، ليقف العالم تحية واجلالا لهذا الشعب العظيم، ونقف نحن شعب مصر تحية تعظيم إجلالا وتقديرا لأبنائنا الشهداء والمصابين من الشعب والجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم فداء للوطن.
لقد وضعت ثورة 30 يونيو المجيدة مصر على الطريق الصحيح الذى يرتكز على تحقيق التنمية المستدامة واستكمال مسار الإصلاح الاقتصادى بإنجازات بمختلف المستويات، كما أن 30 يونيو ثورة كانت وستظل فجراً جديداً لمصر وانطلاقة حقيقية لها نحو المستقبل، وشرارة الانطلاق نحو تدشين الجمهورية الجديدة.
لنرى الصورة أكثر وضوحا دعونا نعيش المشهد منذ البداية لنقارن بين حالنا فى 2013 ووضعنا الآن بعد مرور 11 سنة .. انظروا الى حجم الإنجازات، المرتكزة على دعائم قوية من التلاحم الشعبى والاصطفاف الوطنى لمجابهة التحديات، بدءا من تثبيت دعائم الدولة والانطلاق فى البناء والإنجاز بالتوازى مع الحرب ضد الإرهاب، وإقامة مشروعات قومية غيرت وجه مصر وحسنت حياة المواطنين فى كل القرى والمحافظات، عبر اطلاق العديد من المبادرات الرئاسية مثل إنهاء قوائم الانتظار التى تكلفت مليارات الجنيهات و100 مليون صحة التى قضت على فيروس سى والعديد من المبادرات الصحية الأخري، إضافة الى مشروع تكافل وكرامة لرعاية الأسر الفقيرة وإقامة مناطق جديدة بديلة للعشوائيات وغيرها من المشروعات الاجتماعية وآخرها «حياة كريمة» لتحسين حياة الإنسان فى الريف المصري، وعملت على توفير فرص العمل ومواجهة البطالة، وبناء جمهورية جديدة تصنع المستقبل لأبناء الوطن وتحفظ وتصون الأجيال القادمة.