و بدأ مصطلح الفن النظيف يعود وينتشر على منصات الحوار والمناقشة وينتقل من السينما إلى بقية الفنون الأخرى خصوصاً الأعمال الدرامية التليفزيونية؟، و يبدو أنناعلى موعد لمراجعة هذه الإشكالية القديمة الجديدة بعد الأعمال الفنية التى عرضت على شاشات السينما والتليفزيون خلال الأشهر الأخيرة خصوصاً فى رمضان وعيدى الفطر والأضحي، بعد أن صار تحقيق الربح الغاية من تقديم هذه الأعمال للكثير من المنتجين شركات أو أفراداً بغض النظر عن المحتوي، إذ عرف كثير من الخبراء «الفن النظيف أو المحترم أو الراقى أو الهادف أو البنَّاء بأنه مصطلح تستعمله بعض الأطياف المحافظة فى المجتمعات المختلفة، حيث يكون الصراع على القيم الثقافية قائماً»، ولذا يمكن القول أن الجدل حول أهمية الفن النظيف يرتبط بقدرته على عدم تدمير قيم المجتمع، رغم رفض كثيرين لهذا المصطلح معتبرين أنه قد يحد من القدرة على الإبداع وتقديم أفكار غير تقليدية قد تفيد فى تطوير المجتمع مع مرورالوقت، وقد ظهرت بدايات هذا الجدل فى خمسينات القرن الماضى بعد صدور كتاب «ما الأدب» للمؤلف الفرنسى جان بول سارتر والذى يعتبر من أعلام الأدب والفلسفة فى القرن العشرين.
لا أقصد هنا منع المؤلفين من مناقشة قضايا شائكة أو وضع خطوط حمراء أمامهم لتحديد ماهية الموضوعات المتاحة للحوار، فكل شئ مجتمعى قابل للترجمة إلى عمل فنى لمن يشاهده أو يسمعه، بطرق إبداعية جذابة، وهذه هى المعادلة الصعبة التى نجحت فيها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وصارت نموذجاً يحتذى وعرضت خلال الأشهر الأخيرة، مسلسل الحشاشين فى رمضان قدمت بطولات الجيش المصرى ووزارة الداخلية ضد الإرهاب، و عرضت تضحيات الشهداء من الجنود والضباط، فى قالب درامى من خلال السياقات التى التزمت بمصطلح الفن النظيف وتجسيد الواقع الإنسانى وكفاح الشعب المصرى ضد الإرهاب فى أحداثه الحقيقية وعبر قصص نماذج بشرية من الأبطال الذى ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن .