تبنت دولة 30 يونيو أكبر رؤية للبناء والتنمية المرتكز على إصلاح حقيقى وشامل فى كافة المجالات والقطاعات وفى مختلف ربوع البلاد وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يكون الإنسان المصرى هو هدف البناء.. وبطل ملحمة التنمية التى أنقذت مصر من الانهيار ونقلتها إلى مرحلة جديدة عامرة بالآمال والطموحات والفرص أيضاً.
بناء الإنسان المصرى فى رؤية الرئيس السيسى كان ومازال هدفاً إستراتيجياً لانه مرتبط بشكل وثيق وأحد الأبعاد المحورية للأمن القومي.. فتحقيق حالة الرضا.. والقضاء على المعاناة العميقة التى أصابت المواطن على مدار خمسة عقود جزء أصيل من تحقيق غايات الأمن والأمان والاستقرار والتماسك والاصطفاف الوطني.. لذلك نجد الرئيس السيسى دائماً يكرر ويوجه الشكر للشعب المصرى الذى هو أصل النجاة والانقاذ والبناء والتنمية التى تحققت فى مصر على مدار السنوات الماضية لأنه تحمل وصبر ووعى بمتطلبات بناء الوطن وأيضاً أهمية تمكينه من القوة والقدرة وان العبور إلى المستقبل رهن مشاركة الجميع فى بناء الوطن.. والوصول إلى تحقيق الآمال والتطلعات.. لذلك تبنى الرئيس السيسى رؤية شاملة وعميقة لبناء الإنسان المصرى كالتالي:
أولاً: أكثر المستفيدين من بناء الوطن هو المواطن نفسه.. لأن وطناً قوياً وقادراً هو صمام الأمان للشعب يحقق له الأمن والأمان والاستقرار ونرى من حولنا كيف انتشرت الفوضى وانعدمت رؤية البناء والتنمية وتحول دول كثيرة إلى بؤر للخراب والدمار والاقتتال الأهلي.
نجاحات الدولة المصرية فى البناء والتنمية والتعمير انعكست على المواطن.. فالمشروعات القومية العملاقة فى كافة القطاعات وفرت ما لا يقل عن خمسة ملايين فرصة عمل وأيضاً صنعت الفارق فى الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين وخلقت حياة مختلفة لا يجد فيها المواطن زحاماً أو تكدساً وبالتالى سرعة التنقل والوصول.
ثانياً: عانت مصر خلال العقود الماضية من تفشى ظاهرة تدنى الخدمات المقدمة للمواطنين الذين عانوا من الطوابير الممتدة والطويلة من أجل الحصول على البنزين والسولار والبوتاجاز والخبز وغيرها من بعض السلع والاحتياجات الأساسية.. لكن كل ذلك انتهى تماماً.. وان ما كان لن يتكرر مرة أخري.. ووفرت الدولة احتياجات المواطنين بزيادة العرض وارتقت بالخدمات المقدمة لهم وتوسعت الدولة فى إقامة منافذ وتقديم السلع الأساسية بجودة عالية وبأسعار أقل عن السوق.. لذلك اختفت ظاهرة الطوابير والأزمات.. المفاجأة.. أن الدولة تتحسب وتستعد لكل شيء ولا تترك الأمور للصدفة.. لذلك تفوقت ونجحت فى كافة الاختبارات والأزمات بفضل الرؤية والتوجيهات الرئاسية.
ثالثاً: عانى المواطن المصرى خلال العقود الماضية من تدنى الرعاية الصحية وانتشار بعض الأمراض التى هددت صحة وحياة المصريين.. فكانت مصر من الدول الأعلى إصابة بفيروس «سي» وباتت مصر فى عهد الرئيس السيسى خالية من فيروس «سي» وحصلت على تكريم من منظمة الصحة العالمية وتجربتها تستلهمها المنظمة فى دول أخرى بسبب هذا النجاح الكبير.. أيضاً نجح الرئيس السيسى فى القضاء على قوائم الانتظار التى كانت تستمر ربما لسنوات ووصلت معدلاتها الآن بما لا يزيد على ثلاثة أسابيع أيضاً.. اطلاق المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة لكل الفئات.. سواء الأطفال والمرأة وحتى الأجنة.. وأيضاً مبادرة 100 مليون صحة التى استهدفت الكشف وفحص المصريين لرسم خريطة صحية للشعب المصرى والتعرف على الأمراض والاطمئنان على سلامتهم لأنها قضية أمن قومي.. كذلك القضاء على العشوائيات والمناطق غير الآمنة ونقل سكانها إلى مناطق حضارية ومنح كل أسرة وحدة سكنية مجانية وتوفير سبل العيش الكريم لهم وتوفير الرعاية الصحية والتعليم والثقافة واكتساب المهارات وامتلاك الوعي.
رابعاً: رؤية الرئيس السيسى لبناء الإنسان وفق رؤية ومقاربة شاملة تضم كافة الأبعاد والمحاور الخدمية والصحية والتعليمية والفكرية أيضاً.. لذلك من أهم ركائز بناء الإنسان المصرى تطهير البلاد من الفكر المتطرف والمتشدد وروح التعصب المدمرة وتحرير المنابر من أئمة التطرف وانصاف المتعلمين والقضاء على فوضى الفتاوى وترسيخ الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش وتجديد الخطاب الدينى دون المساس بالثوابت بالإضافة إلى تعميق الهوية المصرية وبناء الشخصية المصرية بمعايير العودة إلى الجذور واستعادة روح ومبادئ الحضارة المصرية.. ودعم الانتماء والولاء والتركيز على روح الشخصية المصرية التى عرف عنها الطيبة والكرم والتعايش مع كافة الحضارات والجنسيات.. تؤثر وتتأثر وتنتقى ما يتسق مع الأصول المصرية.. فقد انحرفت الشخصية المصرية فى جزء منها بسبب الأفكار الظلامية والمتطرفة لجماعات التشدد والإرهاب والمتاجرة بالدين وكذلك عدم مجابهة الغزو الثقافى المستورد والممنهج بعد تبوير وتسطيح العقل المصرى والسيطرة عليه.. كل ذلك انتهى فى عهد الرئيس السيسى بوجود محتوى ومضمون ثقافى يعبر عن الشخصية والهوية المصرية المنفتحة دون أن تغير من ثوابتها وركائزها ومبادئها.. كذلك دعم الفئات البسيطة والعمل على مد جسور التواصل بالوعى والتثقيف والتنوير.. لذلك نحن أمام رؤية شاملة ومقاربة احتوت على كافة الأبعاد.
خامساً: رؤية البناء الإنسان المصرى لم تترك أى صغيرة أو كبيرة إلا وضعتها فى الحسبان تضمنت مد مظلة الحياة الكريمة للمواطنين فى كافة ربوع البلاد وتجسد ذلك فى المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) التى اطلقت مشروع القرن تطوير وتنمية قرى الريف المصرى وتحديد 4584 قرية و30 ألف تابع على 3 مراحل انتهت المرحلة الأولى بتكلفة 350 مليار جنيه لتحقيق العدالة فى توزيع عوائد التنمية لكافة المصريين والمناطق فى مصر.. كذلك تضاعف مخصصات الحماية الاجتماعية لحماية الفئات الأكثر احتياجاً.. سواء عبر برامج أبرزها برنامج «تكافل وكرامة» وكذلك استمرار الدعم العينى لهذه الفئات سواء الكهرباء أو الطاقة أو الخبز أو الدعم التمويني.. كذلك ارتفاع الحد الأدنى للأجور ووصوله إلى 6 آلاف جنيه مع زيادات غير مسبوقة فى المرتبات والمعاشات.
سادساً: هناك أبعاد أخرى لبناء الإنسان المصرى مثل خلق البيئة المناسبة وتهيئة الأجواء لتنمية القدرات والمهارات لمواكبة العصر فى ظروف مواتية ومثالية للأمن والاستقرار فى البلاد وتطوير التعليم ما قبل الجامعى والجامعى والتوسع فى برامج التحول الرقمى وإعداد الأجيال والأشبال لدخول هذا المجال الذى ينعكس على الوطن والمواطن.
أهم مبدأ تنطلق منه عملية بناء الإنسان المصرى فى ظنى هو ترسيخ الأمن والاستقرار فى دولة قوية وقادرة تستطيع حماية شعبها وتوفر لهم سبل الحماية والأمان وتحقيق الآمال والتطلعات.