11 عاماً.. عاشها المصريون فى سباق مع الزمن، يواجهون التحديات.. يبذلون الجهد والعرق لاستعادة وطن كاد يتفتت ويضيع.. ووضعوا نصب عيونهم بناء وطن قوى قادر وبناء إنسان واع يقهر كل الصعاب.
11 عاماً.. رأى المصريون فى بدايتها وطناً مصرياً يعيش حالة يرثى لها.. وانهياراً وتراجعاً فى كل القطاعات.. والأمن القومى المصرى تحوطه التحديات والتهديدات والأزمات الساخنة والملتهبة فى سائر اتجاهاته الاستراتيجية.. فالتقت إرادتهم مع قائدهم الرئيس عبدالفتاح السيسى للعمل يداً بيد لإنقاذ الوطن والانطلاق ليس فقط لعلاج تبعات ماض تهاوت فيه الخدمات، وتدهور فيه الاقتصاد وشاعت البطالة، وليس فقط لعلاج معطيات الحاضر وشواهده.. وإنما الاندفاع بأقصى قوة لبناء المستقبل الأفضل للأجيال القادمة.. وتكاتفت سواعد البناء تخوض أخطر معارك التنمية والبناء وفق رؤية استراتيجية للقائد،
لا تقتصر على مجال أو قطاع بعينه.. وإنما تسير بخطى واثقة متزامنة فى سائر المجالات والمواقع.. تجتث المشكلات من جذورها، وتنطلق بالعلم والعمل والانتماء تبنى وتعمر.
ورغم كل التحديات والتهديدات والمخاطر وما شهده العالم من أزمات طاحنة وتوابع فيروس «كورونا» والحرب الروسية– الأوكرانية وارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم، ورغم المؤامرات التى أشعلها أهل الشر ضد مصر وحرب الشائعات التى استهدفوا بها بث الفرقة بين الشعب والقائد.. إلا أن «مصر– السيسي» أثبتت دائماً انها القادرة على صون استقلالها الوطنى وحماية مقدراتها وأمنها القومى وفرض إرادتها.. واستمرت طوال العقد الماضى تبني، وتشيد.. وفوق ذلك تؤدى واجبها تجاه أمتها العربية.. تدافع ببسالة لا نظير لها عن الحقوق الفلسطينية المشروعة وحق الشعب الفلسطينى فى بناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطنى على حدود ٤ يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. فضلاً عن دبلوماسية هادئة استطاع من خلالها الرئيس السيسى إعادة مصر إلى دورها القيادى فى أفريقيا والمنطقة العربية والشرق الأوسط.. فأصبحت رقماً صعباً ولاعباً لا استغناء عنه.
وجد المصريون أنفسهم عام 2014 أمام بنية تحتية منهارة.. ظلام بسبب أن الكهرباء تنقطع أكثر مما تعمل.. أرض زراعية تنكمش وتتضاءل، تارة بالبناء عليها، وأخرى بالإهمال.. وصناعة لا تجد طاقة وتفتقر إلى الخامات وطرق حققت الرقم القياسى العالمى فى نسب القتلي.. ومرافق صحية وتعليمية منهارة وفيروس «سي» يستأسد ويفترس أكباد المصريين بغير رحمة ولا شفقة، وأمن غذائى مهدد.. واحتياطى استراتيجى لا يتجاوز 17 مليار دولار.
فى 2014 ولكى لا ننسي، كان الوضع الاقتصادى فى أسوأ حالاته، وزيادة كبيرة فى أعداد العاطلين بلغت نسبتهم 13.5 ٪ ومعدل نمو لا يتجاوز 2.2 ٪ ولا مجال للاستثمارات الخاصة، ووصل عجز الموازنة إلى 12 ٪ وتدهورت البنية التحتية وتهاوت الخدمات.. وللأسف عندما كتب بعض المؤلفين كتاباً عن «لماذا تفشل الأمم؟» عام 2012، وضعوا مصر نموذجاً– استناداً إلى شهادات الأكاديميين المصريين لانخفاض جودة الحياة على أرضها.. فإنها شبه دولة أو «اشلاء دولة».
وتشمر «مصر– السيسي» عن سواعد البناء فيها وتسابق الزمن فى كل الاتجاهات والقطاعات.. فإن الحالة تفرض العمل وليس المناظرات والمجادلات.. فإن كل القطاعات تحتاج عملاً هادراً، وبالتوازي.
كانت سيناء أولى الأولويات.. لأنها قضية أمن قومى بالدرجة الأولى وكاد أهل الشر يفلحون فى اقتناصها واختطافها وإعلان دولتهم السوداء على أرضها.. وتنجح «مصر– السيسي» بدماء الآلاف من شرفاء الوطن وخير أجناد الأرض وجنود مصر البواسل فى القوات المسلحة والشرطة وبالتعاون مع شرفاء سيناء من تطهير أرض الفيروز من عصابات الشر وبراثن الإرهاب.
وفي الوقت نفسه وبالتوازن مع الحرب على الإرهاب تنطلق «مصر– السيسي» فى تعويض سيناء ما فاتها من تنمية.
وتنطلق «مصر– السيسي» ترصد ما يزيد على تريليون من الجنيهات لتحقيق تنمية شاملة على أرض سيناء.. تستصلح الأراضي– ما يقرب من نصف مليون فدان– تبنى المصانع والجامعات.. تنشئ محطات المعالجة العملاقة.. حتى ان محطة «المحسمة» للصرف الزراعى قد سجلت تميزها فى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية واختيرت ضمن أفضل الأعمال على مستوى العالم.. وسجلت محطة «بحر البقر» اسمها باعتبارها المحطة الأكبر على مستوى العالم بقدرة 5.6 مليون متر مكعب/يوم.. وتم إنشاء المصانع العملاقة فى وسط شمال سيناء وتطوير ميناء العريش كميناء عالمى وتطوير بحيرة البردويل وبناء الأنفاق وربط سيناء بالوطن الأم وتنمية محور قناة السويس الذى حظى بالإشادة من تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية.. كما أشادت الأمم المتحدة بما حققه أبطال مصر على أرض الفيروز واجتثاثهم جذور الإرهاب وسجلت «الإيكونوميست» أيضا إشادة بما تحقق على أرض سيناء من مشروعات عملاقة.
قامت «مصر– السيسي» بإنشاء مدينة «رفح الجديدة» الذكية وعمدت إلى أقصى استفادة من مشروع تنمية منطقة قناة السويس الذى أصبح أرضاً مصرية تتنافس كبريات شركات الدول الكبرى على أن يكون لها فيها نصيب.
واقتحمت السواعد المصرية صحارى مصر.. وخططت لبناء 38 مدينة ذكية بحلول 2050.. تم بالفعل إنشاء 25 مدينة منها فى عموم مصر والتخطيط لإنشاء مليون ونصف المليون وحدة سكنية تتكلف 750 مليار جنيه تزيد عما تحقق فى 30 عاماً مضت.. وواجهت «مصر– السيسي» بقوة العشوائيات الخطرة وتم التعامل بإنهاء 357 منطقة عشوائية خطرة، وتم بالفعل تسليم 300 ألف وحدة سكنية لقاطنيها سلمتها لهم الدولة بأثاثها وتجهيزاتها ومدارسها وملاعبها ووحداتها الصحية من الأسمرات الى روضة السيدة وبشائر الخير.
أنفقت مصر ما يزيد على ١١ تريليون ما بين عام 2014 وحتى الآن على المرافق والخدمات لتحسين جودة حياة المواطنين وأصبحت مياه الشرب النقية تغطى 99٪ من ريف مصر، والصرف الصحى سوف يحقق 100 ٪ بنهاية برنامج «حياة كريمة».
وتنطلق «مصر– السيسي» فى التوسع أفقياً من خلال مشروع مليون ونصف فدان أرضاً زراعية جديدة لمساحة مصر.. وتنتقل بالمصريين من حزام الـ 6 ٪ إلى 12 ٪ أو 14 ٪ من أرض مصر.
تنطلق مصر تضيف 2.2 مليون فدان جديدة لأراضى الدلتا الجديدة طريق الضبعة، و1.1 مليون فدان لمشروع تنمية جنوب الوادى «توشكى الخير» و1.5 مليون فدان فى شركة الريف المصرى و456 ألف فدان فى شمال ووسط سيناء و650 ألف فدان بالصعيد والوادى الجديد وإنشاء 100 ألف صوبة زراعية بقاعدة محمد نجيب، بالإضافة إلى 9 مشروعات زراعة سمكية بالمحافظات.
وفى الإسكان والتعمير، انطلاقة غير مسبوقة وتنشئ «مصر– السيسي» العاصمة الإدارية الجديدة رمز الجمهورية الجديدة.
وفى العام الماضى وحده نفذت «مصر– السيسي» 109 مشروعات إسكان اجتماعى بالمحافظات، تضم ما يقرب من نصف مليون وحدة سكنية كمرحلة أولى من بين مليون وحدة مستهدفة، بالإضافة إلى 17 تجمعاً بدوياً تضم 2137 بيتاً بدوياً تكلفت 5.8 مليار جنيه، و10 مدن جديدة وتطوير 30 منطقة عشوائية وافتتاح مشروعات «بشائر الخير 2 و3» والأسمرات بتكلفة 1.8 مليار جنيه، و»أهالينا» بالسلام.
تحقق «مصر– السيسي» إنجازاً عالمياً، حقق لمصر الترتيب 18 على مستوى العالم وقفز عشرات المراكز وتخطى عشرات الدول فى مجال الطرق.. فقد أنشأت «مصر– السيسي» وطورت ما يزيد على 17 ألف كيلو متر طرق وتخطط لإنشاء 34 محوراً على النيل الخالد، يربط شرق النيل بغرقه.. تم بالفعل الانتهاء من 8 محاور، ويجرى الآن العمل فى 25 محوراً، بحيث يحقق كل محور 25 كيلو متراً التنمية وتيسيراً على المواطنين حركة وتجارة وتوفر الطرق الجديدة ما يزيد على 8 مليارات دولار سنوياً وقود ووقت ضائع.
ولأول مرة يحظى صعيد مصر بأولوية رئاسية ويكشف تقرير بالأرقام لوزارة التخطيط أنه تم إنفاق 50 مليار جنيه خلال السنوات الماضية لبرنامج تنمية الصعيد، بالإضافة إلى 50 مليار جنيه أخرى تم التخطيط لها بين عامى 2024 و2030، وحظى الصعيد بنحو 1800 مليار جنيه استثمارات خلال السنوات الماضية، والهدف أن يشارك الصعيد بنحو 20 ٪ من إجمالى الناتج القومى بحلول عام 2030.
ومازلنا فى صعيد مصر.. فقد أنشأت «مصر– السيسي» وطورت 6600 كيلو متر طرق، وأقامت 365 كوبرى بتكلفة تجاوزت 50 مليار جنيه وتطوير 46 محطة سكة حديد وإنشاء 14 مدينة ذكية جديدة من الجيل الرابع وتنفيذ 188 ألف وحدة سكنية بتكلفة 41.5 مليار جنيه، بالإضافة إلى 121 مشروع مياه شرب يغطى 97.8 ٪ من الصعيد، و224 محطة صرف صحى وتوصيل الغاز الطبيعى إلى 1.1 مليون منزل وزيادة قوة العمل إلى 13.5 مليون عامل.
لم تتوقف «مصر– السيسي» عن جهودها الدائبة نحو الارتقاء بجودة الحياة.. فانطلقت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تستهدف الارتقاء بحياة ما يزيد على 70 مليون مواطن عانوا سنوات طويلة الإهمال والتهميش.. فى برنامج يتكلف قرابة تريليون جنيه «ألف مليار جنيه»، ويستهدف رفع مستوى حياة المواطن فى سائر المجالات، من الطرق والكهرباء والمياه والخدمات ومراكز الشباب والأندية ومكاتب البريد والتوثيق، إلخ.
امتلكت «مصر– السيسي» شجاعة اقتحام مشروع «التأمين الصحى الشامل» الذى تمت مرحلته الأولى ونحن الآن فى مرحلته الثانية.. وأصدر الرئيس السيسى توجيهاته بسرعة إنجاز المراحل التالية للمشروع، وهو ما كشف عنه د.محمد معيط فى لقاء له، مؤكداً اهتمام الرئيس السيسى بالارتقاء بصحة المواطنين وحصول المواطن محدود الدخل على أعلى خدمة طبية ممكنة.
لم تتوقف المبادرات الرئاسية فى بناء الإنسان بالصحة والتعليم.. فكانت مبادرة «100 مليون صحة» واقتلاع فيروس «سي» من 3 ملايين مصرى وإنشاء المستشفيات المتطورة «700 مستشفي» وتطوير المستشفيات الجامعية وإنقاذ ما يزيد على 2.5 مليون مواطن من قوائم انتظار العمليات الحرجة والاهتمام بالأطفال المبتسرين وضعاف السمع والعناية المركزة.
وفى مجال التعليم، تمت زيادة أعداد الفصول الدراسية ومضاعفة أعداد الجامعات والكليات واستحداث الجامعات التكنولوجية وإتاحة الجامعات الأهلية والدولية والخاصة، بما يساعد فى رفع مستوى الخريج وبما يؤهل المصريين لسوق العمل ويستوعب الزيادة السكانية المطردة كل عام، فضلاً عن احتياجات 9 ملايين «ضيف» يأتون إلى مصر ويلوذون بها.
نجحت «مصر– السيسي» فى تثبيت أركان الدولة المصرية وإعادة بناء مؤسساتها.. والانطلاق بالجمهورية الجديدة وقدمت للعالم نموذجاً يحتذى به فى مواجهة الإرهاب وتلبية متطلبات التنمية.. وكانت المشروعات المصرية العملاقة حصناً منيعاً دفع عن المصريين التوابع الخطيرة لكارثة «كورونا» وتوابعها والحرب الروسية– الأوكرانية ونتائجها، وحرب غزة وآثارها على مصر وإيرادات القناة والسياحة وغيرها.
لن تتوقف «مصر– السيسي».. فمازال الطريق أمامها طويلاً.. لكن ما يجعل الطريق أسهل وبلوغ غاياته أيسر، هذا النسيج الوطنى القومى والتكاتف المصرى القوى بين الشعب وقياداته.. لتحيا مصر عزيزة أبية.. لتأخذ مكانها تحت الشمس.