فى ظل التحرك والتطور الكبير الذى شهدته الأنظمة الكروية فى العالم، لم يعد مقبولا بأى حال من الأحوال الوقوف أمام حالات مثل ملف لقاء القمة بين الأهلى والزمالك، وما سبقه من حوارات وتصريحات ومواقف لا تمت للاحتراف بصلة من قريب أو بعيد، وإذا كان الأمر يبدو عاديا فى أنظمة حديثة العهد بالساحرة المستديرة، فلا مجال له بالنسبة للكرة المصرية صاحبة الريادة فى القارة السمراء والمنطقة بوجه عام .
نرى من حولنا، كيف قفز البعض فى ملفات ومجالات التوسع والتسويق والوصول للعالمية، سواء فى احتلال المراكز المتقدمة، والوصول لمردود مالى غير مسبوق أو زيادة أعداد المحترفين داخل الملعب وخارجه، ومازلنا نعانى من حالة واضع جدول الدورى الممتاز ومزاجه عند تسكين المباريات وترتيبها بشكل كبير.. وهل من الصواب خوض مواجهات الدور الأول قبل الثانى أم العكس..
قصة وحكاية كل موسم لا تتغير، وهو أمر طبيعى بسبب عدم تغير وجوه من يقوم عليها، وعدم استعداده لتغيير سياسته أو فلسفته بأى حال من الأحوال.. وصمت الغالبية على هذا الوضع لأنهم مستفيدون منه بشكل أو بآخر، وعدم تحرك الجمعية العمومية لتعديل الوضع أو تغييره أو حتى التلويح بخطأ ما يجرى على أرض الواقع .
تدخل الأندية فى خلافات ومواجهات بالجملة مع الرابطة والاتحاد بسبب ضيق الوقت بين المباريات والذى قد يصل فى بعض الأحيان إلى 4 أيام كاملة، رغم التزام الفرق الكبرى أوروبيا والتى تضم بين صفوفها أسماء تتجاوز القيمة التسويقية لأى منها ميزانية دورى كامل فى المنطقة.. وتزداد المواجهات يوما بعد آخر، رغم تفنن نجومنا فى السهر حتى الساعات الأولى من الصباح فى الفنادق وغيرها، ودخول بعضهم فى أزمات وخناقات فى أوقات مختلفة من الليل وحتى صباح اليوم التالي، شهدتها محاضر أقسام الشرطة …. وغيرها من الحالات والمواقف التى تثبت عدم سلامة ما تقوم به الأندية من ترتيبات لضمان تركيز ويقظة لاعبيها .
ويتسابق كثيرون فى استعراض القوة، وتأكيد تفوقهم فى العدة والعتاد على اتحاد الكرة ورابطة الأندية، إما فى سباق البيانات، أو فى حروب مواقع التواصل الاجتماعى أو فى محتوى المنابر الإعلامية المختلفة، والقدرة على الحشد والتوجيه بالاعتماد على أصحاب الصوت المرتفع ومجيدى الاستمرار على نفس النحو لفترات طويلة وممتدة، دون التزحزح أو حتى المرونة فى تلقى وجهات النظر الأخري..
واقع صعب، يتطلب النظر فى كيفية تغييره، والوصول لحلول مباشرة تضمن عدم تكرار هذه المشاهد فى الرياضة عامة، وكرة القدم بوجه خاص .