لاننا أمة مستهدفة فلا يسعنا إلا أن نتفق على أن الوعى بسخاء، والمعرفة هى اللبنات الأولى لصناعة الوعى وإدارته، فإذا تمكنا من أدواتنا وتمسكنا بحبل الوطن المتين استطعنا قهر الصعاب وتحويل التحديات إلى فرص حقيقية، بيد أن قضية المعرفة هى التحدى الأكبر فى هذه المرحلة، فمواجهة الشائعات التى تغذيها حالة الجهل لن تكون إلا بالمعرفة أولا ثم الفهم ثانيا، فالمعرفة ضرورية ولكنها غير كافية، فالفهم والوعى هما ذروة سنام المسألة، لذلك لن نستطيع ردع أعدائنا ومواجهة مخططاتهم إلا عن طريق «الردع المعرفي» والمواجهة التوعوية وصولا إلى مرحلة الاستقرار المجتمعى المأمول، والحقيقة أن معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام تحديداً قد «فتح شهيتي» للكتابة عن هذا الموضوع، فالمصريون يقرأون بنهم ويكتبون بحب، ومن ينظر ويتابع ويشاهد معرض القاهرة ستنتابه حالة من الدهشة والاستغراب لأول وهلة، ما كل هذه الأعداد الغفيرة وما كل هذا التنوع؟ انه كرنفال المعرفة، تحول المعرض إلى «حالة فرح» وأصابت العدوى الجميع، عدوى الإيجابية، عندما أتفحص محللا هذه الصور والمشاهد أقف على حقيقة هذا الشعب الذى يقهر الصعاب بالفكاهة ويتحدى التحديات بالصبر ودائما كانت المعرفة هى السلاح الحقيقى الذى لا يضاهيه سلاح آخر، أيقنت أن هناك ردعاً معرفياً كما الردع العسكرى وغيره، من هنا وجب علينا أن ننتبه إلى هذه الحالة الإيجابية ونعمقها ونحتفى بها على كافة الأصعدة وفى كل المنتديات، فالمصريون هم الأعلى فى عدد ساعات القراءة الأسبوعية على مستوى المنطقة، إنهم يقرأون 7.5 ساعة أسبوعيا فى المتوسط ، وينتجون قرابة 14 ألف كتاب سنوياً وهناك إحصاءات تضع مصر والمصريين فى مراكز متقدمة على مستوى العالم، الخلاصة أن مصر تقف دوما فى مواقف الريادة وذلك بفضل قوتها الناعمة وكذلك الخشنة وهذا ما يجب أن نعرفه أولا ثم نفهمه ونعيه جيداً.