حتى نخفف على أنفسنا وقع الصدمة التى ألمت بنا جميعا بسبب أزمة الحجاج أو الذين عقدوا النية على أداء الفريضة ثم حبسهم حابس.. أنها ليست تلك المرة الأولى التى يتعرض فيها الحجاج لخطر الموت أو الفقد أو المرض بل سبق أن انقلبت الأفراح إلى أحزان وبكاء وعويل..!
مثلا.. حدث ذات مرة أن تكدس ركاب السيارات داخل نفق منى ثم شاء القدر أن تتعطل أجهزة التهوية فسقط الناس شهداء بسبب الاختناق الذى لم يملكوا منه فكاكا.
ومرة ثانية .. أدى اندفاع الحجاج أثناء رمى الجمرات إلى وقوعهم فوق بعضهم البعض وأيضا انتقل إلى بارئهم عدة مئات.
وإنصافا للحقيقة.. قامت المملكة العربية السعودية بعلاج الثغرات التى تسببت فى الأحداث الدامية فأنشأت قطارا خاصا لرمى الجمرات وخصصت طرقا للدخول إلى مناطق الرمى وأخرى للخروج بعد أن كان الحجيج يصطدمون ببعضهم البعض أثناء عملية التلاحم فى الدخول والخروج معا.
>>>
هذه المرة الحكاية تختلف حيث يتحمل العنصر البشرى العبء الأكبر بل الوحيد فى وقوع الحادث أو الأحداث بعد أن أصبح الجشع والطمع نقيصتين أخلاقيتين يندى لهما الجبين.
ولعلكم تتعجبون إذا عرفتم أن معظم صحف وقنوات التليفزيون وإذاعات العالم تتحدث عن تلك الأزمة طوال الأيام الماضية.
مثلا.. قالت صحيفة «النيويورك تايمز» إن ثمة عالما سفليا يحكم ما يجرى أثناء موسم الحج.. هذا العالم يضم منظمى الرحلات السياحية غير المعروفة والمهربين والمحتالين الذين يستفيدون من بعض المتلهفين على الطواف بالبيت العتيق وزيارة مسجد الرسول الكريم.. فاستغل هؤلاء المنحرفون تلك اللهفة أسوأ ما يكون الاستغلال فبعد أن وعدوهم بسيارات مكيفة تقوم بنقلهم إلى مناطق الشعائر إذا بهؤلاء الغلابة يفاجأون بأن الأمر لا يعدو أن يكون وعودا زائفة وليس أمامهم من سبيل سوى السير تحت حرارة الشمس القائظة حتى مات منهم من مات وضل الطريق من ضل.. ولأن الإنسان الضعيف فى العادة والذى لا حول له ولا قوة ينفض من حوله الآخرون فتلك كانت حالة هؤلاء المسنين والمرضى الذين تهرب منهم من له صلة بتنظيم إجراءات الحج ومن ليس له صلة مما أدى إلى تفاقم الأزمة تفاقما فاق الحدود.
>>>
من هنا.. فقد كان تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى الفورى والحاسم وقراره بتشكيل «خلية أزمة» ضروريا وإنسانيا وأخلاقيا حتى يعتبر من يعتبر ومن لا يعتبر.
الآن يحاول هؤلاء النصابون كل بطريقتهم إيجاد مبررات واهية وبذل المستحيل للقفز من المركب الغارقة لكن هيهات.. هيهات..
لقد أتت قرارات «خلية الأزمة» برئاسة د.مصطفى مدبولى حاسمة وحازمة.. ورادعة فى وقت واحد.. فمعالم الجريمة مازالت تنبض بكل عوامل الغش والخداع والزيف والتضليل .
وها هى النيابة العامة قد استعدت لتحويل الجناة إلى المحاكمة الجنائية التى أعود وأكرر طالبا بأن تكون محاكمة عاجلة وسريعة ولتطمئن القلوب إلى أن هذه الأزمة لن تتكرر فى ظل وجود الحاكم العادل الذى لا يقبل الإضرار بأى من مواطنى بلده صغر أو كبر.
مرة أخرى.. شكرا للرئيس السيسى وفى انتظار ما تسفر عنه المحاكمة الجنائية وأيضا الإدارية التى من اختصاص وزارة السياحة.
>>>
و.. و.. شكرا