«لست غبيا حتى أتعلم من أخطائى عليّ أن أتعلم من أخطاء الآخرين « لا أدرى لماذا وقفت كثيرا أمام هذه العبارة ثم شرعت فى إجراء الإسقاط الضرورى على نفسى، اكتشفت عجبا، فمعظمنا يصر على خوض التجربة بنفسه، فكل منا ينظر إلى نفسه على أنه أذكى من الآخرين، ويختلف عن الجميع، لذلك نجد تكرارا غريبا للأخطاء بنفس التفاصيل والنتائج، فحوادث السيارات تحدث لنفس الأسباب، وجرائم القتل والنصب والسرقة والإرهاب تتكرر أسبابها ومسبباتها ونتائجها، وكذلك تندلع الصراعات والحروب والنزاعات لنفس الأسباب وتصل إلى نفس النتائج، كذلك تتكرر السلوكيات التى تعبر عن النقائص البشرية من ظلم وغرور وتكبر وتجبر، وعندما تدخل فى مساحة نقاش حول هذه المفاهيم يتحول هذا النقاش إلى جدال عقيم ثم غضب ومن ثم تبدأ فى تهدئة هؤلاء الذين انزعجوا من كلامك، ومن هنا أقول تجادل الحمقى ولا تغامر بتهدئة الغاضبين ولا تراهن على حكمة العقلاء ولا تختبر صبر المحبين وإياك إياك أن تجالس التافهين المتكبرين الذين يظنون أنفسهم نموراً وأسوداً وهم فى حقيقتهم نعاج هزيلة لا تقوى حتى على تحريك ليتها أو حماية نفسها، حذارى من الإفراط فى الثقة فيمن لا يتفقهون ويبحرون فى علوم الرجولة والمروءة والسمو، ابتعد فورا عن هؤلاء القابعين فى القاع يتلذذون بلعق أحذية الآخرين.. كل الآخرين، وعن أولئك المبتسمين فى وجهك زورا وبهتانا وهم يضمرون لك الكراهية والأحقاد، أغرب بوجهك عن هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرفون طريقا للرضا والقناعة، أدر ظهرك لكل صنوف البشر الذين يحاولون العبث فى مواضع أمانك النفسى وينقلون لك ما ينقلونه عنك بوشايات وشائعات مزدوجة وفى كل الاتجاهات، لا تدخل معارك مع الطفيليات والكائنات الرخوة عديمة النخوة فلن تستمتع بنصرك عليها لأنها ستسارع بالالتصاق بحذائك بعد يوم واحد من هزيمتها، لاتلتفت لمعروف صنعته أو واجب أديته، لا تنظر خلفك لتحصى مكاسبك او خسائرك وانت فى ميدان المعركة، لا تعاود المسير فى طريق ملغوم قبل أن تنزع تلك الألغام بأظفارك، لا تمتط فرسا لم تدلله يداك ولا تطير بمنطاد لم تنفخه بفيك، لا تتحدث دون حاجة لحديثك وطلب وإلحاح لسماع صوتك، لا تتواضع مع السفلة والمتكبرين والأوغاد والتافهين والمتلونين والمتربصين، هذه أخطار تواجه العقلاء فيخطئون وآه من أخطاء العقلاء، الخلاصة «اعتزل ما يؤذيك واعص هواك والسلام».