الأصابع الخفية.. نشاط مواز لتسفير الحجاج بدون ترخيص
أكدت قرارات خلية الأزمة الخاصة التى تم تشكيلها بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى لمتابعة وفيات الحجاج إصرار الحكومة على المواجهة الحاسمة ضد شركات السياحة الوهمية وسماسرة الحج الذين يخدعون بعض المواطنين واستغلال رغبتهم فى الحج لتحقيق مكاسب على حساب أرواحهم.
قرارات «خلية الأزمة» برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والتى تضمنت سحب رخص 16 شركة وإحالة مسئوليها إلى النيابة ودراسة فرض غرامات عليها لصالح أسر الضحايا، لاقت ترحيباً كبيراً من غرفة السياحة والشركات الملتزمة، والذين طالبوا بضرورة اتساع دائرة التحقيق لتشمل كل العائدين من المملكة وسؤالهم عن وسيلة حصولهم على التأشيرة والشركات والكيانات التى تعاملوا معها ليعلنوا عن أسماء الشركات والسماسرة الدين قاموا بتسفيرهم دون الالتزام بالضوابط.
مؤكدين أن هذا هو الطريق والفرصة الأفضل للوصول إلى الكيانات الوهمية التى تعمل بدون ترخيص من السياحة والسماسرة الذين شكلوا نشاطاً سياحياً موازياً ويمثلون النصيب الأعظم فى حدوث مأساة وفاة أعداد من الحجاج المصريين.
أكد إيهاب عبدالعال عضو اللجنة الفنية للحج وأمين صندوق غرفة شركات السياحة السابق أن السماسرة والكيانات الوهمية غير المرخصة من وزارة السياحة أوجدت نشاطاً سياحياً واقتصادياً موازياً للنشاط السياحى الشرعى وحققت أرباحاً فلكية.. ودون الخضوع لأى رقابة.. ودون المرور على القنوات الرسمية للحج.. ودون الخضوع لدفع أى ضرائب للدولة عن نشاطها.. وطالب بضرورة الوصول إلى هؤلاء السماسرة وهذه الكيانات الوهمية.. والتى يمكن أن نصل إليها بسؤال كل حاج عائد من السعودية من حملة تأشيرات غير تأشيرات الحج عن مصدر حصوله على التأشيرة وتذاكر الطيران.. وبذلك يمكن أن نصل إلى تحديد من شارك فى هذه الجريمة.
قال إيهاب عبدالعال إنه بعد ما حدث لابد من التنسيق بين وزارة الخارجية المصرية والخارجية السعودية لوقف تأشيرات الزيارة بمختلف أنواعها خلال الموسم.. وعدم السماح لحاملها بالسفر خلال موسم الحج.. مع إعادة تقييم لبوابة الحج والعمرة لتفعيل دورها بصورة أشمل.
أكد إيهاب عبدالعال أن تحويل الـ 16 شركة سياحة التى تم إلغاء ترخيصها إلى النيابة العامة سوف يكشف حقيقة ما حدث ويكشف أيضاً السماسرة والكيانات الوهمية غير المرخصة التى حققت أرباحاً طائلة وأصبحت تمثل نشاطاً اقتصادياً موازياً.
أضاف أن التيسيرات التى تقدمها السعودية للحصول على التأشيرة الإلكترونية منذ العام الماضي.. دفعت عدداً من السماسرة إلى تنظيم رحلات حج العام الماضى بعيداً عن رقابة الدولة ونجحت فى ذلك مع أعداد قليلة من الحجاج.. وهو ما دفع العديد من الكيانات الوهمية والسماسرة للدخول للسوق والحصول على تأشيرات لأعداد كبيرة من المواطنين الراغبين فى الحج هذا العام.. وكلهم نظموا رحلات بعيداً عن رقابة وإشراف الدولة.. مطالبا بضرورة مراجعة الضوابط المنظمة لسفر الحجاج بالتنسيق مع الخارجية السعودية.
طالب باسل السيسى عضو لجنة السياحة الدينية السابق بغرفة شركات السياحة خلية الأزمة بأن تشمل التحقيقات المواطنين الذين سافروا لمعرفة حقيقة من تعاملوا معهم.. وقال إنه لا يجب أن يتحمل المواطنون الخطأ.. لأن الشركات الوهمية خدعتهم، مشيراً إلى أن ما أشيع من أن السلطات السعودية سمحت للحجاج غير النظاميين بالحج والصعود إلى عرفة غير صحيح.. كل ما فى الأمر أن السلطات السعودية اضطرت لفتح بعض المداخل إلى عرفات لدخول من لا يحملون تأشيرات حج فى المناطق التى وجدت بها تجمعات بشرية كبيرة خوفاً عليهم من التكدس والزحام وحرارة الجو.
أكد باسل السيسى ضرورة مراجعة الضوابط المنظمة للحج.. خاصة مسألة الحصول على باركود.. وأن يكون الحصول عليه وفق قواعد معينة.. بالإضافة إلى ضرورة التنسيق بين وزارتى الخارجية المصرية والسعودية بخصوص التأشيرات المختلفة وإيقاف العمل بتأشيرات السياحة والزيارة بأنواعها قبل موسم الحج بوقت كاف.
من ناحية أخرى أكد مصدر مسئول بغرفة شركات السياحة أن الغرفة لم تصلها أى شكاوى من الحجاج الذين سافروا لأداء المناسك من خلال شركات السياحة.. نظراً لالتزام الشركات التى تخضع للإشراف الكامل لوزارة السياحة وتنفذ البرامج التى تعاقدت عليها مع الحجاج.. وأن كل الحجاج الذين سافروا مع شركات سياحة حاصلون على تأشيرات حج ولم يتعرضوا لمشاكل طوال الموسم.
طالب بضرورة تعديل عدد من البنود فى القانون المنظم لبوابة الحج والعمرة.. خاصة البند الذى يفرض على كل من يحصل على تأشيرة زيارة شخصية أو عائلية أو تجارية ضرورة حصوله على باركود الذى لا يعنى سوى تسجيله على بوابة العمرة دون أن يكون لديه برنامج عمرة.. عكس من يتم تسجيلهم من الحاصلين على تأشيرة عمرة أو حج.. حيث يكون لديهم برنامج شامل محدد به أماكن الإقامة بمكة المكرمة والمدينة فى رحلات العمرة.. ويضاف إليها فى موسم الحج الخدمات فى المشاعر المقدسة فى كل من عرفات ومني.. بالإضافة إلى ضرورة أن يكون مدونا بالبرنامج تاريخ السفر والعودة وتسجيل تذكرة السفر.. واسم مشرف الرحلة.. مشيراً إلى أنه إذا كان سيسمح للحجاج أو المعتمرين أن يسافروا بتأشيرات الزيارة أن يتم ربط حامل هذه التأشيرات ببرنامج شامل محدد فيه تاريخ السفر والعودة مماثل تماماً لبرامج الحج والعمرة التى تنفذها شركات السياحة.