والعالم فى انتظار يوم الخميس القادم.. العالم على موعد مع أول مناظرة بين المرشح الديمقراطى للرئاسة الأمريكية جو بايدن «81 عاماً» فى مواجهة المرشح الجمهورى العنيد والرئيس السابق دونالد ترامب «77 عاماً».
وهى مناظرة ستكون الأولى من نوعها لأن الاهتمام لن يكون منصباً على ما سيطرحه كل منهما من أفكار وقضايا وآراء وإنما ستكون كل الأنظار تراقب وتتابع الكفاءة الذهنية للمرشحين الطاعنين فى السن واستكشاف من هما الأكثر استقراراً ذهنياً.
ورغم أن هناك فيديوهات كثيرة خلال الفترة الماضية كانت تظهر بايدن وهو فى حالة توهان وعدم تركيز إلا أن حملة بايدن الانتخابية كانت تؤكد أن هذه الفيديوهات «مجتزأة» وتم تركيبها واقتطاع أجزاء منها حتى تسيئ لصورة بايدن واتزانه.
وكل هذه التوضيحات ومحاولات تلميع الصورة لن تكون مفيدة الآن فى المناظرة التى سيكون تركيز ترامب فيها منصباً على إظهار عامل السن لدى ترامب وإمكانية غياب الإدراك والتركيز لديه.
ولن يكون مستغرباً أن نجد الرئيس بايدن خلال المناظرة فى أعلى درجات الوعى واليقظة.. فالمناظرة سوف تحسم الكثير من الآراء الانتخابية التصويتية المعلقة.. وفريق بايدن الانتخابى يعكف حالياً على إعداد الرئيس لكى يدخل المناظرة بأداء هجومى لتذكير الشعب الأمريكى بمواقف ترامب وخطورة عودته للبيت الأبيض.
وأياً ما كان الأمر فإننا أمام مناظرة من نوع خاص، هى الأولى من نوعها بين اثنين من المرشحين للرئاسة الأمريكية فوق الـ 75 عاماً.. والعمر مجرد رقم.. والقدرة على العطاء هى المعيار.
>>>
وبعيداً عن المناظرة الرئاسية الأمريكية التى تمهد لرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية لن يغير فى حقيقة الأمر شيئاً من السياسات الأمريكية التى هى نتاج قرارات مؤسسات ومصالح القوة العظمى فى العالم فإننا نعود إلى الشر الأكبر الذى يجتاح العالم متمثلاً فى جرائم السوشيال ميديا التى أصبحت وتحولت إلى مجال للابتزاز والتشهير.
وما أتحدث عنه هو قضية فردية ولكنها تتعلق بالمجتمع كله وما يمكن أن يحدث فيه.. فالرجل كبير السن «65 عاماً» والمعروف فى الإسماعيلية بالأخلاق والسمعة الحسنة وله مكانته بين الأهالى وجد نفسه معرضاً للابتزاز على يد أحد الشباب الذى بعث إليه بفيديو مفبرك يظهره فى مواقف مخلة بالآداب ويطلب منه مبلغاً كبيراً من المال مقابل عدم نشر هذا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى وإرساله إلى عائلته وأقاربه ومعارفه وجيرانه..!! والرجل كبير السن الذى انتابته صدمة هائلة وعجز عن التفكير لجأ إلى ابنه الشاب يستشيره فيما ينبغى عليه أن يفعل.. والابن الواثق فى سمعة والده توجه إلى الشرطة التى نجحت فى تعقب المكالمات والتوصل إلى مرتكب الجريمة وألقت القبض عليه..!
وما يحدث فى هذه الواقعة يدفعنا إلى تحذير الجميع بعدم الخضوع للابتزاز والتشهير على مواقع التواصل الاجتماعى وباللجوء إلى الجهات المختصة دون تردد أو تأجيل.. والعقاب يجب أن يكون رادعاً ويجب أن يكون هناك توضيح وتعريف بجرائم النشر الإلكتروني.. فهناك قانون وهناك مسئولية اجتماعية وهناك احترام للحياة الخاصة وإلا فإننا كلنا سوف ندخل فى صراعات مع بعضنا البعض.. وكلنا سنتحول لابتزاز بعضنا البعض.. وكلنا سنقوم بالتشهير ببعضنا البعض على مواقع التواصل الاجتماعى وبدلاً من العبارة الشهيرة «أنا هوريك أعمل إيه».. ستصبح أنا «هوريك هنشر عنك إيه» على الفيس بوك.. وشوف الناس هتصدق ولا لأ..! والناس طبعاً بتصدق كل حاجة..!!
>>>
والأمر لا يتوقف عند حدود التشهير ببعضنا البعض.. وإنما يتعداه إلى إفساد علاقات الشعوب بعضها البعض.. فعلى السوشيال ميديا حوارات جاهلة حمقاء تتعلق بقضايا المهاجرين والفارين من نيران الحروب الأهلية واللاجئين إلى دول أخري.. فبدلاً من مراعاة الأبعاد الإنسانية فى هذه القضايا وبدلاً من تحمل هذه الظروف الصعبة على الجميع وبدلاً من التماس الأعذار وتحمل المسئولية فإن الحوارات الفردية التى تبحث عن «التريند» على حساب الحقيقة هى السائدة وهى الأعلى صوتاً والأكثر تشويهاً وتدميراً لكل المعانى الجميلة.. ناس فقدت عقلها وضميرها أيضاً.
>>>
والناس التى لم تعد من أجازاتها حتى الآن.. الناس التى منحت أنفسها أياماً إضافية على أجازة عيد الأضحى الطويلة.. يتساءلون بعد ذلك عن الأجازات القادمة فى شهر يوليو والتى ستصل إلى 11 يوماً من بينها الأجازات الأسبوعية..! الناس تريد أن تقضى أيامها ولياليها فى البيوت أو على الشواطئ.. وأن تحصل على المرتب والعلاوات والأرباح أيضاً.. والكسل بيجيب كسل.. وتبلد فى الإدراك والرؤية..!
>>>
وقضية أخرى عجيبة وغريبة ولا تحدث إلا فى مصر وتتعلق بكراكيب المنازل.. أسطح البيوت كلها تمتلئ «بالكراكيب».. فنحن لا نتخلص من شيء.. كرسى مكسور نقوم بتخزينه.. ثلاجة من أيام العصر الحجرى نحتفظ بها.. وتليفزيون بدون شاشة نضعه على «السطح» مأوى ومنزل للفئران.. وتظل أسطح المنازل مليئة بالأخشاب والمخلفات وقابلة للاشتعال والحرائق وانتشار الفئران والزواحف والحشرات.. ومفيش فايدة.. لن نتغير..!
>>>
واللهم يا مهيئ الظروف، خالق الأسباب، لك أمورنا كلها، مكنا مما نريده، وما نحلم وما نطمح، اللهم أكفنا شر الدنيا، شر الفقر، شر الفاجعة، شر أنفسنا، اللهم جمل حالنا واجعله حالاً يرضيك ثم يرضينا، ربى أنت الميسر وأنت المسهل، سهل أمرنا وحقق مطالبنا يارب يا كريم.
>>>
وأخيراً:
>> السرقة ليست دائماً نقوداً، أحياناً يسرقون
قلبك، وأحياناً ضحكتك، وفى أغلب الأحيان عمرك.
>>>
>> وتؤنسنا كل الكلمات الرقيقة التى تأتى على غفلة.
>>>
>> وأسوأ ما يصيب الإنسان أن يكون بلا عمل أو حب.