منذ أسبوع مضي.. تحدثنا فى هذا المكان عن المشروع القومى «مهنى 2030» الذى بدأ التنفيذ أواخر يناير الماضي.. بهدف استثمار مراكز التدريب المهنى الخاصة ذات المستوى الرفيع.. لاعداد مليون شاب مهنى قدير كل عام.. لتلبية المشروعات الجديدة والمتنوعة بالمدن والمناطق الصناعية على أحدث وسائل التأهيل لتلبية احتياجات السوق المحلية والعالمية.. ويلبى بالطبع خطة الدولة الشاملة لتوطين الصناعات التى تحتاجها النهضة الصناعية والحضارية وتلبى احتياجات الثورة الرقمية.. والمتطلبات اللوجستية مثل المطلوب فى الموانئ والمطارات وشبكات الطرق والكبارى العملاقة.. وما يربطها من وسائل نقل كهربائى فائق السرعة وخدمات غير مسبوقة للمواطنين.
ومن منطق الاعتزاز بالقاعدة الانتاجية الزراعية بالغة الأهمية.. التى بدأت بها مصر المحروسة حضارتها وانجازاتها منذ آلاف السنين.. نضم لما سبق امتداداً طبيعياً وضرورياً.. نافعاً ومطلوباً.. ونعنى به تعظيم مسار مشروع مهنى 2030.. ليضم جناحاً لتأهيل الشباب فى المجال الزراعى سواء للنهوض بالنباتات والمحاصيل.. أو التعامل الميكانيكى فى صيانة وتشغيل المعدات والآلات الحديثة التى لا غنى عنها اليوم فى حقل صغير أو مزرعة مساحتها مئات أو آلاف الأفدنة.
وإذا اردنا ان ننسب الفضل لأصحابه.. فإن تطوير الفكرة ورسم ملامحها جاءت فى حوار مع الصديق العالم الزراعى د. عمر الطنوبى الأستاذ بكلية زراعة الإسكندرية مؤسس أسرة التدريب التطوعى فى 4 محافظات منذ عام 1997.. ولاحظ بحكم عمله تراجع الاعداد والمجاميع التى تتقدم للالتحاق بكليات الزراعة رغم انه من المفترض ان تكون كليات قمة ومعها المدارس الثانوية الزراعية.. وكذا اغلاق بعض مراكز التدريب الزراعى أبوابها رغم شدة الحاجة إلى سواعد الشباب خاصة بعد تغيير ملحوظ فى خريطة العمالة بالريف.. وترك أبناء الفلاحين للحقول للسفر إلى المدينة أو دول أوروبا والخليج.
ورغم ما يمكن أن تقدمه مبادرة مراكب التجارة وتأهيل شباب القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية وامكانية الحاقهم بأعمال زراعية فى الدول الأوروبية التى تجمعنا بها اتفاقيات تنظيم للعمالة.
الآن فى مجال عمالة النبات.. تحتاج أولاً إلى شباب مؤهل للتعامل مع آليات منظومة الرى الحديث.. وقيادة وصيانة المعدات فى أسرع وقت.. وبالنسبة للنخيل.. رغم الثروة الوطنية فى الاعداد والأنواع.. نفتقد إلى عمالة ماهرة فى التقليم والتطعيم وجمع المحصول.. ونحتاج لجهاز متكامل لانشاء وتشغيل الصوب التى زاد تأثيرها الإيجابى زيادة الانتاج الزراعي.. ويحتاج العنب الى تقليم ومد سليم للفروع على الأسلاك.. وعمالة للجمع السليم للفراولة وفرزها للاختيار الدقيق للتصدير.. ناهيك عن مشاكل الفاكهة والزهور ونباتات الزينة.. وتلبية احتياجات تنسيق المواقع فى المدن والأحياء الجديدة.. ولأن قاعدة المشروع الأساسية هى مراكز التأهيل والمدارس الفنية.. يبدو من الطبيعى تحديد دور رئيسى فى التنفيذ لكل من وزارتى التعليم والزراعة.. بالإضافة إلى آليات التوعية وجذب الشباب للالتحاق بدعم من الجهات ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني.. وأنصار التحول للأخضر.. الذين يتقدمون بخطوات واثقة فى هذا الاتجاه المأمول.