مع اقتراب الإعلان عن نتائج تنسيق القبول بالمدارس الثانوية العامة والمدارس الفنية والتكنولوجية للطلاب الحاصلين على الإعدادية خلال الأيام القليلة القادمة فاننى اتوقع ان يتخطى حاجز الحد الأدنى للقبول ببعض المدارس الفنية درجات القبول بالثانوى العام خاصة فى تخصصات البرمجة والذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى والطاقة المتجددة والنووية السلمية وصناعة المجوهرات والطائرات وفى البترول والاتصالات.
والقفزات المتلاحقة فى تطوير التعليم الفنى خلال الـ 6 سنوات الماضية والقائم على تطبيق منهجية الجدارات المعتمد على اشراك سوق العمل فى تقييم الطلاب طبقا لمهاراتهم ومعارفهم وسلوكياتهم فى كل تخصص والتنسيق بين الثلاثى لوزارة التربية والتعليم ومجتمع الاعمال والشريك الدولى لتصميم المنهج الدراسى طبقا لاحتياجات سوق العمل دفع الطلاب المتفوقين فى الإعدادية وأولياء أمورهم للاقبال على المدارس التكنولوجية والفنية المتخصصة فى صناعات محددة باعتبارها اقصر الطرق للانخراط فى سوق العمل بأشكاله المختلفة.
بالفعل الإستراتيجية التى تم اتباعها لتطوير التعليم الفنى نجحت فى تحقيق تقدم مصر بالتعليم الفنى على مستوى العالم من المركز 113 الى المركز 46 من بين 145 دولة.. ولكن ينبغى مراعاة الاستمرار فى تدريس المناهج الجديدة لعلوم العصر وتدريب معلمى التعليم الفنى عليها وفقا لمعايير الجودة العالمية والاهتمام الدائم بمشاركة القطاع الخاص!!
إننا بحاجة لاعداد فنى موهوب ومبتكر من التعليم الفنى الجديد والذى يضم 72 مدرسة تكنولوجية تطبيقية القائمة على شراكة بين المستثمرين.
من المؤكد ان القفزة التى حصلت بالتعليم الفنى لم تكن وليدة الصدفة بل عكست جهداً متواصلاً وعرقاً وجهداً كبيراً من رجال مخلصين لاساتذة الجامعات من تخصصات مختلفة اعتمدوا على خطة علمية مدروسة لبناء مناهج التعليم الفنى.
ولا يمكن اغفال الحاجة الى انشاء وحدات لرصد وتقييم احتياجات سوق العمل من المهن والوظائف الفنية المختلفة.
لم يعد التعليم الفنى مجرد حضور الطلاب صوريا وشهادة بلا قيمة خاصة بعد اتجاهه للتركيز على بناء الطلاب فكريا واجتماعيا واخلاقيا حيث لم يعد يتعلم بطريقة تقليدية.. بل اصبح لكل طالب ملف انجاز منذ اليوم الاول لبدء دراسته حتى عام التخرج.
ولا تتوقف المزايا التى يحصل عليها الطالب بل يمتد الى حق قبول التحاق نحو 80٪ من خريجيه بالجامعات التكنولوجية لمساواته بزملائه الحاصلين على مؤهلات علياولم يكن متاحا فى السابق امامهم دون معادلة الشهادة.
ولا يتوقف الهدف الرئيسى لطالب التعليم الفنى على التدريب والتعلم ..بل انه ينبغى التركيز على ان ينتج بيده لتحويل الطلاب الى وحدات منتجة لتلبية احتياجاتنا المحلية للمشاركة فى تحقيق النهضة الاقتصادية بتوفير العمالة الماهرة للسوق الاقليمى والدولى وخاصة ان الاسواق العربية و الاسيويةوالاوربية بحاجة لجهودهم خلال الفترة القادمة.