الأسبوع الماضى تناولت فى مقالى الحج والعمرة قبل وقوع الحوادث التى تعرض لها عدد من الحجاج المصريين الذين سافروا بتأشيرات زيارة بعيداً عن القنوات الشرعية للحج التى تشرف عليها الدولة ممثلة فى وزارات الداخلية والسياحة والتضامن.. كنت ادعو من خلاله الى ضرورة ان تسمح الدولة لشركات السياحة بالبدء الفورى فى تنظيم رحلات العمرة.. استغلالا لانخفاض تكاليف العمرة فى بداية الموسم.. عنها فى اشهر رجب وشعبان ورمضان التى تتضاعف فيهم تكاليف العمرة عدة اضعاف.. خاصة اذا تبين لنا ان السعودية استقبلت فى شهر رمضان الماضى فقط ما يتجاوز 13 ونصف مليون معتمر من مختلف دول العالم.. وهذا الرقم فى حد ذاته كفيل بارتفاع اسعار الفنادق ووسائل النقل ومختلف الخدمات التى يحتاجها المعتمر.. ومع ارتفاع سعر الدولار وارتفاع تكاليف سعر تذاكر الطيران ارى انه من الافضل للمصريين الراغبين فى اداء العمرة ان يسافروا فى بداية الموسم .. للاستفادة من برامج العمرة بأسعار مناسبة للجميع.. وذكرت واعيدها ثانية اذا كانت تكاليف الحج اصبحت باهظة للسواد الاعظم.. فان العمرة، وان كانت لا تسقط الفريضة الا انها تلبى رغبة الكثيرين الذين يحلمون بالطواف حول البيت الحرام.. وزيارة الرسول عليه الصلاة والسلام.. بعد ان اصبح الحج بالنسبة لهم حلما صعبا.. ومع دراسة اسباب ما تعرض له الحجاج المصريون الذين سافروا للحج بطرق غير شرعية من خلال تأشيرات الزيارة او السياحة او اى نوع من التأشيرات، فان ذلك يمكن ان يكون دافعا للدولة للسماح ببداية موسم العمرة مبكرا.. خاصة مع اعلان وزارة الحج السعودية عن بداية موسم العمرة يوم الخميس الماضي.. اى بعد نهاية عيد الاضحى بيوم واحد.. ومازال حجاج بيت الله لم يغادروا الاراضى المقدسة بعد.
لابد ان نبحث عن السبب الذى دفع هؤلاء الحجاج للسفر بهذه الطريقة واستسلامهم للسماسرة والكيانات الوهمية التى نظمت رحلات حج بعيدا عن اى رقابة.. واستغلت طيبة البسطاء وغير البسطاء.. واشتياق الجميع لاداء الفريضة من خلال برامج حج وهمية.. ونقلتهم من القاهرة وعدد من المطارات المصرية الاخرى الى المطارات السعودية بعيدا عن مطارى المدينة المنورة وجدة.. ومن ثم سعت لادخالهم مكة المكرمة بكل السبل والطرق الشرعية وغير الشرعية.. ونجحت فى ايصال العديد منهم الى مكة المكرمة رغم مطاردة الشرطة السعودية لهم.. ويوم عرفة كانت صدمة هؤلاء الحجاج.. الذين وصلت اعداد منهم الى عرفة.. بعدم وجود أماكن لهم فى المخيمات.. وكان عليهم قضاء نهار عرفات فى درجة حرارة تجاوزت الخمسين درجة مئوية.. دون مكان يؤويهم من شمس حارقة.. وتركوهم فى هذا الجو يلقون مصيرهم دون رعاية او توجيه.. وبالطبع من دفع مايملك من مال لقضاء الفريضة لن يقبل بأن يعود الى مصر دون ادائها حتى وان كان هذا سيعرضه للهلاك.. وهو ماحدث.. ونتج عنه هذه الخسائر فى الارواح.. وإذا كانت الحكومة قد اتخذت اجراءات وقرارات رادعة ضد الشركات المتورطة فالتحقيقات سوف تتواصل واذا كانت التحقيقات فى ما حدث وكيف تمكن هؤلاء السماسرة واصحاب الكيانات غير الشرعية ستأخذ فترة من الوقت قد تطول وقد تقصر.. وان كنا نتمنى الا يطول زمن التحقيقات.. وان ينال كل من تسبب فى هذه المأساة جزاءه الذى يستحقه.. وان تعوض اسر هؤلاء الحجاج من الاموال التى كسبها هؤلاء السماسرة وهذه الكيانات .. فأننى اعود واكرر اقتراحى فمع الرقابة والتشديدات المتوقعة من قبل الحكومة ووزاراتها المختلفة الموسم القادم.. ان نسارع بفتح الباب امام شركات السياحة لتنظيم العمرة بأسعار مميزة.. وتحت رقابة وزارة السياحة والآثار .. وارجو من شركات السياحة خاصة انها الجهة الوحيدة المصرح لها بتنظيم رحلات العمرة.. ان تحرص على تقديم خدمات مميزة للمصريين خلال موسم العمرة.. وان تساهم فى تحقيق حلم الكثيرين فى السفر لزيارة الرسول الكريم والطواف بالمسجد الحرام برحلات عمرة مميزة تنظيما وبأقل التكاليف وان يكون سكن المعتمرين قريبا من الحرمين.. وتحيا مصر.