اعتبر الماء منذ بدء الخليقة على ظهر البسيطة هو المصدر الأول للحياة لكل شيء حي.. وأكد ذلك القرآن الكريم فى بعض من آياته.. من هنا فإن مصادر المياه باختلاف أنواعها ثروة لا تقدر بثمن يجب الحفاظ عليها ضماناً لاستمرار حياة الكائنات الحية على ظهر الأرض.
فى مصر حظيت قضية توفير المياه برعاية خاصة على أعلى مستويات نظراً لأنها قضية أمن قومى فهى أساس لأهم القطاعات فى الدولة ألا وهو قطاع الزراعة الذى يعتمد بصورة اساسية على المياه فى انتاج المحاصيل وخاصة الاستراتيجية منها ومن هنا فإن المتابع الجيد لمشروعات الرى ومياه الشرب خلال العقد الحالى «2014 – 2024» يجد أن من أهم الملفات التى أولاها الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتمامه منذ توليه حكم البلاد توفيرمصادر مياه متعددة من أجل التغلب على مشكلة عانت منها مصر طويلاً خلال العقود الماضية وتمثلت فى تجميد حصة مصر من مياه النيل منذ زمن طويل عند «55» مليار متر مكعب فقط رغم الزيادة المطردة فى اعداد السكان التى تضاعفت عدة مرات علاوة على استصلاح ملايين الأفدنة والتى بالطبع تحتاج هى الاخرى لمياه رى من أجل تنفيذ العديد من المشروعات الزراعية وخاصة المحاصيل الاستراتيجية والتى تحتاج مياهاً والقدر الكافى من أجل أن تتوافر حتى لا نضطر إلى استيرادها من الخارج كما يحدث الآن بالنسبة لمحصول القمح.
وقد اهتمت الدولة فى الفترة الأخيرة بمحطات الصرف الزراعى وزيادة عددها حيث إن الهدف من معالجة مياه الصرف تغطية جزء من العجز الذى تواجهه الموارد المائية المصرية لما لها من استفادة قصوى فى الزراعة.. ومن هذه المحطات محطة مدينة الحمام بالساحل الشمالى بطاقة ستة ملايين متر مكعب من المياه يومياً، محطة المحسمة بسرابيوم وهى محطة لمعالجة وتدوير واعادة استخدام مياه الصرف وتعد من الأكبر على مستوى العالم ويهدف المشروع لتجميع مياه الصرف الزراعى التى كانت تلقى فى بحيرة التمساح ليتم معالجتها وضخها فى أرض الفيروز.. وكذاتوفير مياه الرى والشرب لسيناء فى نطاق شرق البحيرات ومعالجة مشاكل نقص المياه بشرق قناة السويس.. وقد تم انجاز العمل فى وقت قياسي.. ايضا مصرف بحر البقر وهو أكبر محطة معالجة فى العالم وهى جزء من خطة مصر لتنمية محور قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، وتعظيم مواردها الطبيعية حيث ستساهم فى استصلاح 400 ألف فدان خلال إعادة تدوير وتشغيل مياه الصرف الزراعى والصناعى والصرف الصحى والتى سيتم تحويلها من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية اسفل قناة السويس ويعد المعالجة سيتم ضخها بقناة الشيخ جابر الصباح.
أما عن خطة مصر لتوفير مياه الشرب لسكان المدن الساحلية والحدودية فقد تمثلت فى اقامة اكبر محطات لتحلية المياه بديلاً عن نقل مياه النيل لهذه المحافظات الذى كان يترتب عليه مشاكل كثيرة سواء من ناحية سيارات المياه أو المواسير التى كانت كثيراً ما تنفجر ويؤدى ذلك لإهدار كبير فى المياه.. تلك كانت المشاكل.. وهذه هى الحلول التى وفرتها بصورة علمية وعملية فى ظل قيادة رشيدة لا تبغى سوى الخير لمصر.