يتم الاحتفال به يوم 18 يونيه من كل سـنة وذلك فى ذكرى جلاء الاحتلال الإنجليزى ورحيل آخر جندى إنجليزى عن مصر.
فقد وقعت مصر تحت الاحتلال الإنجليزى سنة 1882م، ومنذ ذلك الحين بدأت فترة من أسوأ الفترات فى تاريخ مصر وهى فترة الاحتلال الإنجليزى واتخذت إنجلترا عدة خطوات لتمكين سيطرتها على مصر هي:
(1) تسريح الجيش المصرى (2) السيطرة على الحكم والإدارة
(3) إلغاء النظام الدستورى (4) السيطرة على مالية البـلاد
(5) إهمــال التعليم (6) إتباع سياسة الشدة والقمـع
(٦) تحطيم الإمبراطورية المصرية فى إفريقيـا
ولقد ظهرت زعامات وطنية من صميم الشعب كرست حياتها لاستنهاض همم المصريين مثل مصطفى كامل ( 1874 – 1908م ) ومحمد فريد (1868 – 1919م) ثم قيام ثورتى 1919م وثورة 23 يوليو 1952 التى كان من نتائجها عقد اتفاقية جلاء الإنجليز عن مصر فى 19 أكتوبر عام 1954م، وتم تنفيذ الاتفاق ورحل آخر جندى إنجليزى عن مصر يوم 18 يونيه سنه 1956م وأصبح هذا التاريخ عيداً قومياً لمصر هو عيد الجلاء.
كان حوالى 80 ألفاً من القوات البريطانية متمركزة على طول قناة السويس ويمثلون مصدراً للغضب والاستياء للشعب المصري، ورمزاً لرضى الإسرائيليين الذين كانوا يعتبرون البريطانيين كمانع لأى هجوم مصرى عبر القناة، وقد كانت قاعدة القناة أكبر قاعدة عسكرية فى شمال أفريقيا، فكانت تضم 15 فرقة عسكرية، 15 سرب طائرات، والأسطول البحرى الملكى فى شرق البحر المتوسط، كما كانت القاعدة تستخدم ما يقرب من 200 ألف من المصريين فى مختلف المجالات.
ظلت الجماهير المصرية ساخطة على الاحتلال البريطاني، مما اضطر الحكومة المصرية «وزارة الوفد» فى 15 أكتوبر 1951 إلى إلغاء المعاهدة البريطانية المصرية التى عقدت عام 1936م، وبعدها بدأ الشعب المصرى النضال ضد الإنجليز فى منطقة القناة حتى قيام ثورة يوليه 1952، حيث كان الفدائيون المصريون يخطفون ويقتلون الجنود البريطانيين، ويلقون بالقنابل اليدوية فى معسكرات الضباط، ويزرعون الطرق بالألغام وينسفون المنشآت العسكرية.
كان أول مطلب للثورة أن تجلو بريطانيا عن البلاد، لذا أعلن فى 21 يوليه 1954، أنه قد تم الوصول إلى اتفاق مبدئي، ينص على جلاء القوات البريطانية عن منطقة قناة السويس فى خلال عشرين شهراً.
فى 19 أكتوبر 1954 تم توقيع الاتفاق المصرى البريطانى بين «عبدالناصر» «أنتونى ناتنج» ــ Nutting Anthony ــ وزير الدولة للشئون الخارجية البريطاني، وفى 13 يونيه 1956 غادر البلاد آخر جندى بريطانى قبل الميعاد الرسمى المحدد بخمسة أيام.
كانت بريطانيا قد تأكدت منذ قيام الثورة بعدم إمكانية البقاء فى مصر لأكثر من ذلك خاصة مع استئناف حركة الفدائيين المصريين ضد القواعد البريطانية فى منطقة القناة تحت إشراف الضباط المصريين.. فتم التوقيع بين الجانبين على معاهدة الجلاء فى 19 أكتوبر عام 1954، وقد تم الجلاء بالفعل عن أرض مصر فى 18 يونيو عام 1956 وفقاً لمعاهدة الجلاء التى تم إلغاؤها من جانب مصر لما قامت بريطانيا بالاشتراك فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956.. وهكذا تم الجلاء.. ودائماً تبقى مصر حرة مستقلة رافعة أعلامها مرددة نشيدها.