غزوة حقيقية وليست افتراضية، ففى عام 2017 كانت مساحة الأرض المنزرعة فى توشكى 400 فدان، اليوم وصلت المساحة الكلية إلى 420 ألف فدان منها 310 آلاف فدان قمح، و28 ألف فدان تمور بعدد مليون وستمائة ألف نخلة لتصبح مزرعة توشكى للتمور هى الأكبر على مستوى العالم، مزارع المانجو تقف شاهدة على عظمة التحدى، أما مزارع العنب وأنواعه العالمية وإنتاجه الوفير فهى قصة نجاح أخرى، امضيت يوماً أتجول فى تلك المشروعات ولا أكاد أصدق ما تراه عينى من إنجازات حقيقية على الأرض، واسأل نفسى لماذا ينكر البعض ما هو موجود على أرض الواقع؟ أنظر الى الصورة من كل الزوايا فأقف على الحقيقة بكل الأبعاد، التليسكوب فى يمينى لأرى من خلاله الفكرة والعناوين والميكروسكوب فى يسارى لأقرأ كل التفاصيل وأرى ما بين السطور، يستهوينى الوقوف على قمة الجبال لأرى كل ما يدور فى السهول والوديان، ونادرا ما استملح الغوص فى التفاصيل دون الوقوف على العناوين العريضة، من هنا ومن أعلى نقطة فى المشهد أسمع «نباحا» يشتد فى الخارج يتبعه ويسير خلفه «نعيق» فى الداخل يواجهه «زئير» فى كل مكان، أما النباح فصادر من كلاب أهل الشر فى كل مكان يطلقون شائعاتهم بلا توقف و يروجونها دون كلل أو ملل عبر منصاتهم الممولة وإعلامهم المأجور، وأما «النعيق» فصادر من البومات المستلقيات على بطونها فى جوف الليل تصدر أصواتا تشاؤمية على أنغام سواد قلوبها، وأما «الزئير» فهو زئير أسود الوطن البناءون المعمرون المقاتلون الذين يصلون الليل بالنهار من أجل انجاز مشروعهم الوطنى، هنا وجب التنويه والتذكير إلى سؤال وتساؤل أرى هذا وقت طرحه الدقيق ألا وهو «هل هؤلاء النابحون وأولئك الناعقون يستوون مع من يزأرون دفاعا عن الوطن؟» فنباح ضد الوطن فى الخارج ونعيق لاحباط المواطن فى الداخل يقابله جهد وعمل وصبر وتحمل لبقاء وبناء الدولة.. هل يستويان مثلا!
بعد سنوات طالت أم قصرت سيُستكمل بناء الدولة وتخرج الأمة من عثرتها إلى آفاق أخرى جديدة تتحاكى بها البشرية من عظمتها حيث خرجت تلك الإنجازات من رحم الأزمات والتحديات.. ساعتها هل من حق هؤلاء النابحين والناعقين من الخونة والمرتزقة أن يشاركوا فى نتاج ما غرست أيادينا من خير!؟ ساعتها سيعودون منكسى الرءوس يطلبون العفو والمغفرة والتسامح ويقولون « ألسنا أبناء وطن واحد ألا ينبغى أن يسعنا جميعا حتى لو أخطأ بعضنا ثم تاب وأناب!؟
سؤال وتساؤل طرأ على ذهنى وأنا أقرأ بعضا من تفاصيل اللحظة الراهنة..