تدمير 700 بئر منذ بدء العدوان على القطاع.. و76 ٪ من المدارس تحتاج إعادة بناء
الاحتلال ينفذ عملية اقتحامات واسعة فى أماكن مختلفة من الضفة الغربية
لايزال الفلسطينيون يعيشون فى دائرة الدماء التى أحكم الاحتلال إغلاقها عليهم، فيصبحون ويمسون على أصوات القصف وصرخات الفزع، منتظرين مستقبلاً لا يمكن التفاؤل به وسط هذا الكم من القتل والدمار خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية، وفشل المفاوضات فى الوصول إلى اتفاق يفضى إلى وقف الحرب.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس أن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 3 مجازر فى قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 100 شهيد و169 مصابا ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 37551 شهيدا و85911 مصابا منذ 7 أكتوبر الماضي.
فى رفح الفلسطينية جنوب القطاع تعرضت مناطق غربى المدينة أمس لقصف مدفعى مكثف وانفجارات وإطلاق نار بشكل شبه متواصل أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات. كما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى مناوراته البرية وسط المدينة الحدودية، تحديداً فى مخيم الشابورة وحى قشطة ودوار زعرب.
وفى وسط غزة، وبعد تراجع آليات الاحتلال فجر أمس الأول، من مناطق حى الزيتون، ومحاولة عودة الأهالى إلى منازلها، تم استهداف الأهالى بقذائف المدفعية، فيما عاودت آليات الاحتلال التقدم مرة أخري، مما أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين من سكان المنطقة.
استهدف قصف مدفعى إسرائيلى شمال محطة الكهرباء شمالى النصيرات، ونسف منازل فى بلدة المغراقة وسط القطاع. فيما دوت صافرات الإنذار فى غلاف غزة بعد الاشتباه بإطلاق صواريخ من داخل القطاع.
ولم يكتف الاحتلال بهذا بل ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، إن جيش الاحتلال يعتزم البدء فى المرحلة الثالثة من الحرب، التى يشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبرالماضي، والتى تتضمن تخفيف العمليات العسكرية، والتحول إلى عمليات محدودة.
ذكرت الهيئة أن المرحلة الثالثة ستبدأ خلال أيام فيما يعرف بالمرحلة «ج» من القتال، وذلك بعد أن ينهى الاحتلال عملياته فى رفح الفلسطينية.
فى تطور آخر أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن سقوط «مقذوفات من العيار الثقيل» ألحقت أضرارا بمكتبها فى غزة الذى يوجد فى محيطه مئات المدنيين النازحين، وهو ما أدى إلى استشهاد 22 شخصا وجرح 45 آخرين.
قالت اللجنة على منصة إكس إن هذه الواقعة تسببت فى تدفق أعداد كبيرة من الضحايا إلى مستشفى الصليب الأحمر الميدانى الواقع فى المنطقة وأن الضربة ألحقت أضرارًا مادية بمكتبها المحاط بمئات المدنيين النازحين الذين يعيشون فى الخيام، بمن فيهم العديد من الفلسطينيين التابعين للجنة وأسرهم».
حذرت اللجنة من أن إطلاق النار بمحاذاة المنشآت الإنسانية المعلومة المواقع من أطراف النزاع، والتى تحمل شارة الصليب الأحمر بوضوح جليّ يعرّض حياة المدنيين وطواقم الصليب الأحمر للخطر. واستنكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأشد العبارات هذه الحوادث التى تعرّض حياة العاملين فى المجال الإنسانى والمدنيين للخطر.
على الصعيد الإنساني، ذكرت منظمة «أطباء بلا حدود» أنها تواجه نقصا حادا فى الأدوية والمعدات الطبية الأساسية فى قطاع غزة, منوهة أنها قد تضطر لوقف او تقليص بعض انشطتها حيث انها لم تتمكن من إدخال أى إمدادات طبية إلى القطاع منذ نهاية أبريل 2024.
من جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن أكثر من 76٪ من مدارس قطاع غزة بحاجة إلى إعادة بناء أو تأهيل بشكل كبير، لتتمكن من العمل مجددًا. وأوضحت الوكالة أنه رغم ذلك، تواصل فرق الأونروا الوصول إلى الأطفال من خلال أنشطة اللعب والتعلم، مؤكدة على أن التعليم حق أساسى من حقوق الإنسان.
كما دمر الاحتلال الإسرائيلى أكثر من 700 بئر ومحطة تحلية مياه فى قطاع غزة منذ بداية العدوان، بينها العشرات فى مدينة غزة التى أكدت بلديتها أن هناك حالة عطش شديدة يعيشها السكان. بينما تفاقمت أزمة المياه خصوصا مع موجة النزوح.
على الصعيد السياسى ، أكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية أن الحركة منفتحة على التعاطى مع أى ورقة أو مبادرة تؤمن أسس موقف المقاومة فى مفاوضات وقف إطلاق النار.
وشدد هنية خلال ندوة حوارية على أن لدى الحركة أولوية هى وقف الحرب الإجرامية على الشعب الفلسطينى والنظر للمصالح المشتركة مع محور المقاومة، سواء فى لبنان وغيرها من .
وأشار هنية فى كلمته إلى مستجدات المفاوضات السياسية لوقف إطلاق النار فى غزة، قائلا «إن حماس لديها مطالب محددة بوقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل، والإعمار، وتبادل الأسري، والإغاثة للشعب الفلسطينى وكل ما يتعلق بالحصار».
وأضاف أن هذه المطالب هى «مطالب مشتركة للشعب والمقاومة وكل أحرار الأمة، والحركة تخوض المفاوضات على قاعدة هذه الأسس، وقد وصلت إلى المحطة الأخيرة منذ 6 مايو بموافقتها على الورقة المصرية القطرية المدعومة أمريكيا، لكن الكيان الصهيونى عاود وضع ملاحظات عليها تمس جوهر هذه المطالب».
فى سياق آخر أعلن وزير الخارجية الكوبى برونو رودريجيز عن أن بلاده ستنضم إلى جنوب أفريقيا فى دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وأشارت وزارة الخارجية فى بيان إلى أنّ كوبا ستستخدم حقها فى أن تقدم بصفتها دولة ثالثة، تفسيرها لقواعد الاتفاقية التى انتهكتها إسرائيل بشكل صارخ عبر أفعالها فى الأراضى الفلسطينية المحتلّة بشكل غير قانونى فى قطاع غزة».
وأضافت أنّ مبادرة هافانا تأتى توافقا مع التزامها الراسخ والمستدام بأن تدعم وتساهم قدر الإمكان فى الجهود الدولية المشروعة الرامية إلى وضع حدّ للإبادة الجماعية المرتكبة ضدّ الشعب الفلسطيني.
وفى الضفة الغربية، واستمرارا للاقتحامات الإسرائيلية والتوترات المتواصلة منذ تفجر الحرب فى قطاع غزة، نفذت إسرائيل اقتحامات جديدة. فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة قلقيلية بعد إطلاق النار على مركبة إسرائيلية وإصابة سائقها.
فيما أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاى أدرعي، بتغريدة على حسابه فى منصة «إكس» إلى أن قواته «تعمل حاليًا فى منطقة قلقيلية» إثر مقتل إسرائيلي. كما أشار إلى أن الشرطة تحقق فى ظروف الحادث. إلى ذلك، أفادت القوات الإسرائيلية بأنها نسقت مع الهلال الأحمر الفلسطينى لنقل الإسرائيلى القتيل، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
هذا وشهدت جنين أيضاً توترات ومواجهات، إثر اقتحام القوات الإسرائيلية حى الجابريات، ما أدى إلى إصابة عدة مدنيين فلسطينيين.
وعلى مدى الأشهر الثمانية الماضية، شهدت أغلب مناطق الضفة اعتقالات واقتحامات من قبل الجيش الإسرائيلي، فيما حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع بشكل خطير.