لن نبدأ بحديث فى السياسة.. ولا فى الاقتصاد.. ولا عن المشاكل والأزمات.. سوف نبدأ بحديث الحياة.. حديث من القلب.. حديث بطلته أم مصرية من أمهاتنا الطيبات.. أم مصرية تركت أولادها وتوجهت إلى الأراضى الحجازية تكمل فرائض الدين بالحج إلى بيت الله الحرام.. وقبل أن تصعد إلى جبل عرفات كانت لها وصية أخيرة.. وصية الأمومة.. وصية الرحمة.. وصية الأم المصرية دوماً وأبداً لأبنائها.. «يا أولادى لا أعلم إذا كنت سوف أعود أم لا.. ولكن أوصيكم أن تكونوا يداً واحدة فى حياتكم.. خدوا بالكم من بعض وماتزعلوش بعض..».
والحاجة أفندية من المنوفية صاحبة هذه الرسالة صعدت فى أعقابها إلى جبل عرفات ولم تعد فقد كانت هناك الخاتمة وما أجملها وأروعها من خاتمة.. كانت النهاية كما تمنتها.. كان التضرع إلى الله فوق جبل عرفات وكان اللقاء مع الله فوق جبل عرفات.. وكان حسن الختام.
ووصية الحاجة أفندية هى حديث مواقع التواصل الاجتماعي.. هى الوصية الخالدة للتاريخ.. ولكل الأجيال القادمة.. وصية حملت فى أعماقها تلخيصاً ودرساً لمعنى وقيمة الأسرة.. يا أولادى كونوا سنداً لبعضكم البعض.. ففى الأخوة قوة.. وفى الأخوة كل حياتي.. والأخ لم يسم بأخ إلا لأنه عند وقوع الأزمات فإن أول كلمة ننطق بها هى «أخ».. أين أنت يا أخي.. لا يوجد فى الحياة ما هو أهم وأبقى من الأخ.. ومن الأخت.. وما أجمل وصية الحاجة أفندية.. الوصية لم تكن لأبنائها فقط.. الوصية لنا جميعاً.
>>>
ومن الحاجة أفندية ودعوتها لأبنائها بأن يكونوا جميعاً على قلب رجل واحد إلى وصية أخرى واجبة على العرب فى الوقت الذى يتعرض فيه لبنان الشقيق لتهديدات بعمليات عسكرية إسرائيلية فى الجنوب اللبناني.
إن لبنان الكرامة.. لبنان العزة والشموخ.. لبنان الحضارة والتاريخ يواجه الآن خطر امتداد الحرب إلى أراضيه، ويواجه وهذا هو الأسوأ موقفاً أمريكياً متخاذلاً لا يستطيع منع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من الهجوم على لبنان لتدمير قواعد حزب الله فى الجنوب..!
وكما فشلت الولايات المتحدة الأمريكية فى إيقاف الحرب الدائرة فى غزة فإنها لن تتمكن من منع نتنياهو عن استكمال مغامرته فى لبنان.. أمريكا فقدت قدراتها وسيطرتها السياسية على العالم.. وفشلها فى الشرق الأوسط هو عنوان المرحلة الجديدة التى ستشهد بداية النهاية للامبراطورية الأمريكية.. وإن كان كل ما يعنينا الآن هو إنقاذ لبنان وليس واشنطن..!
>>>
ونعود لحواراتنا الداخلية ونبدأ بقضية كل عام المتعلقة بالزيادات الكبيرة فى رسوم المدارس الخاصة والدولية والأجنبية.. وهى رسوم لا أحد يستطيع أن يجادل ويناقش فيها.. فالرد معروف مسبقاً.. إذا لم تكن قادراً على سداد الرسوم فلماذا الإصرار على إلحاق أبنائك بهذه المدارس..! وطبعاً لا توجد إجابة.. وادفع بالتى هى أحسن.. والغالى على أية حال ثمنه فيه..!
>>>
وماذا عن تفسير الأحلام؟ ذهبت أسأل من يدعون القدرة على تفسير الأحلام.. رأيت حلماً.. فما هو تفسيره؟ ووجدت لدى كل واحد منهم ولمست كلاماً مقنعاً ولكن تفسيراً مختلفاً.. لم يكن هناك إجماع أو رأى مشترك.. وقررت أن أقوم وحدى بتفسير الحلم.. وأفضل تفسير هو تجاهل الحلم ونسيانه.. واللى يكون يكون.. واللى يحصل يحصل.. كله بأمر الله.
>>>
وفى أحد شوارع مدينة نصر.. أتى أحدهم ووضع سيارته وراء العديد من السيارات وانصرف.. خمس دقائق ولم يأت.. نصف ساعة ولم يظهر.. وبعد أكثر من ساعة حضر ونظر إلى المحتجين والغاضبين من أصحاب السيارات الذين عجزوا عن التحرك وانتظروه طويلاً.. ولم يبد أسفاً أو اعتذاراً.. وأشاح لهم بيديه أيضاً وهو ينصرف.. وكأنه لم يفعل شيئاً..! قلة ذوق.. وقلة تربية.. وقانون غائب عن انضباط الشارع واحترامه..!
>>>
ولا حديث فى الشارع الرياضى إلا عن مباراة القمة القادمة بين الأهلى والزمالك يوم الثلاثاء القادم خاصة مع إعلان نادى الزمالك عزمه عن خوض لقاء القمة رافعاً شعار «الكرامة أهم من الخسائر»..! وتهديد نادى الزمالك بالانسحاب لن يستمر طويلاً.. كلها حرب أعصاب ومناورات والنتيجة معروفة مقدماً فى كل الحالات..!
>>>
والبطولة الأوروبية فى كرة القدم.. بطولة خاصة لأغنياء العالم.. بطولة للدول «المستريحة» اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ورياضياً.. كل حاجة فى البطولة حلوة.. الناس حلوة.. والملاعب حلوة.. وكرة قدم حلوة.. والفرحة على كل الوجوه.. ناس من عالم آخر فى عالم آخر.. ناس عايشة الحياة كما ينبغى أن تكون.. وكرة القدم لديهم لها أيضاً طعم آخر.. دول أشبه بالناس الرايقة بتوع الساحل عندما يلعبون كرة القدم «بالمايوهات»..! حاجة استعراض واستمتاع..!
>>>
واللهم لست قوياً بغيرك، ولا قادراً إلا بك، ولا منصوراً إلا بقدرتك وحدك، فكن بجانبى واجعلنى فى عنايتك دائماً، لا عزة لى إلا بك، ولا حياة فى إلا بنور رحمتك، سبحانك ربى العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
>>>
وأخيراً:
>> لم يكن سهلاً ما عشناه.. لكننا قاومنا.
>>>
>> والإنسان الذى تربيه المصاعب
لن يكون تلميذاً لأحد.
>>>
>> والإنسان لا يكبر بالسنين
وإنما يكبر بالهموم والإهمال والتفكير.
>>>
>> وحاور من يضيف لحياتك
متعة وانشراحاً.