التوجيهات الرئاسية التى أصدرها الرئيس عبداالفتاح السيسى الخميس الماضى للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء المكلف بمتابعة وإدارة الوضع الخاص بحالات وفاة الحجاج المصريين.. توجيهات غاية فى النبل من قائد يعى ويعلم ويستشعر فى ذات الوقت نبض شعبه الذى يكن له كل تقدير واحترام.. إن هذا التوجيه الرئاسى يأتى فى إطار حرص القيادة السياسية على متابعة أوضاع الحجاج وتقديم الدعم والمساندة لأسر المتوفين..
فمنذ بداية الأزمة فإن المتابعة تتم مع مسئولى الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج.. ايضا هناك تواصل بصفة مستمرة مع مسئولى الجانب السعودى كذا تم التواصل مع بعثة الحج الرسمية من أجل تقديم الدعم لأى مصرى سواء من ضمن البعثة الرسمية أم لا طالما توافرت بياناته ومكان وجوده.
على الجانب المقابل فإن هناك فرقاً قنصلية تتبع وزارة الخارجية تقوم بالزيارات الميدانية للمستشفيات فى المشاعر المقدسة من أجل الحصول على البيانات والمعلومات التى تمكنها من مد يد العون لذوى المفقودين أو المتوفين والمساعدة إما فى اعادة الجثامين إلى مصر أو دفنهم فى المملكة طبقاً لرغبة الأهل فى مصر.. جهود مخلصة حقاً فى ظل وجود أعداد كبيرة من المواطنين لم يكونوا مسجلين فى قواعد بيانات الحج وهو ما يتطلب بدوره مجهوداً مضاعفاً ووقتاً كبيراً للبحث عن المفقودين منهم والاستدلال عن ذويهم.. من هنا فقد خصصت وزارة الخارجية عدداً من غرف الطوارئ تعمل على مدار الساعة من أجل تمكين المواطنين من التواصل معها وهو ذات الأمر الذى فعلته وزارة الهجرة،كل ما ذكرته آنفاً أن دل على شيء فإنما يدل على مدى الاهتمام والرعاية والعناية التى تقوم به الدولة المصرية من أجل مواطنيها.. لذا فإن تشكيل «خلية الأزمة» التى أمر بها الرئيس السيسى تمثل صورة مضيئة دالة على حرص القيادة السياسية على كل مواطن مصرى سواء داخل حدود الدولة أو حتى خارج حدودها.. وهو ما بدا جلياً من جهود الوزارات المعنية فى العمل على المساعدة وتقديم الدعم والتخفيف من وقع هذه الكارثة التى حلت بالعديد من الأسر المصرية.. هذا جانب ومن جانب آخر فإن شركات السياحة ومكاتب السفريات التى ساهمت فى حدوث هذه الكارثة لا يجب أن تمر فعلتها هذه مرور الكرام بل لابد من أن تتم محاسبتهم طبقاً لنصوص القانون الكفيلة بردعهم ردعاً بحيث يكونون عبرة لغيرهم.. والدولة المصرية فى هذه المرحلة الكل عندها سواء امام القانون ومن ثم فإننا نتوقع تقديم كل من تسبب فى هذه الكارثة إلى محاكمات عاجلة بعد تحقيق شفاف.
تشفى معها صدور ذوى الضحايا الذين دفعوا «أموالهم» أملاً فى حج بيت الله الحرام فإذا بهم يلقون حتفهم ويعودون إلى ديارهم جثامين محمولة على الأعناق..
رحم الله حجاج بيتك الحرام وجزاهم الله بنواياهم.