العلاقات بين الناس بعضهم البعض خلقت للراحة وليس للارهاق النفسي؛ فأغلب الناس تشتكى دوماً من غدر الصحاب والناس بصفة عامة ولا يعلمون أن دخول البعض حياتنا باختيارنا وليس اجباراً! فلا أحد مجبر على بقاء أحد بحياته؛ فلقب صديق من الصدق؛ فلا نتسرع فى الحكم على البعض أنهم اصدقاء الا بعد مرور العديد من المواقف؛ كذلك الأمر عند اختيار شريك الحياة فهناك فترة للتعارف وأيضاً فترة الخطبة يتم خلالها التمعن فى اختيار من يشاركك حياتك فسمى الزوج / الزوجة شريك حياة بسبب مشاركته لحياتك أى يتقاسم معك الحزن والفرح ويشاركك فى تفاصيل حياتك؛ فليس مجرد زوج / زوجة للانجاب فقط بل ليشاركك كافة تفاصيل وجوانب حياتك وإذا لم يحدث ذلك فلا داعى للاستمرار! عندما تقدم سيدنا عمر لاخت ستنا عائشة رفضت وقالت أريد رجلاً يصب عليا الحب صبا فهى أرادت صفة فى زوجها أن يحبها كثيراً ويتفرغ لها فطلبها غير متوافق مع سيدنا عمر؛ فهى لم تفكر بشكل سطحى أنه عمر بن الخطاب امير المؤمنين بل نظرت إليه كحياة كشخص ستكمل معه حياتها ونظرت لما تحتاجه؛ ولو تمعن كل شخص عند اختيار شريك الحياة وما يحتاجه وهل متوافر فى شريك حياته هل سيكتفى به؟! تتراجع حالات الطلاق ويجد كل شخص السعادة فى حياته الزوجية؛ فليعلم كل إنسان أن الأصل فى الزواج المودة والرحمة بالمعنى العام والشامل أى الأمان والاحتواء والثقة والحب المتبادل بين الزوجين . سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال خاطبوا الناس على قدر عقولهم؛ فمن الذكاء ان تعامل كل شخص بحسب طبيعته وعقله وتعرف عيوبه ومميزاته؛ وعندما لا يناسبك طبع أحدهم انسحب بهدوء ولا داعى لتحمله تحت أى بند؛ الناس معادن وأرواح وقلوب وشخصيات وبيئة وتربية وفكر وثقافة مختلفة؛ فمن الطبيعى أن هناك أناساً تناسبك وآخرين لا تتناسب حياتهم مع حياتك؛ وهناك طباع تتناسب مع طباعك وطباع مختلفة عنك؛ فأنت لست مجبراً على تحمل طباع البعض غير المتطابقة لطباعك؛ ولست مجبراً على تحمل صفات للبعض لا تناسبك . فالعلاقات خلقت للراحة والعلاقات أساسها الاحترام والتقدير بمفهومهم العام والشامل ومشكلة البعض أنه غير قادر على استيعاب ذلك؛ فكل منا لديه «كتالوج» لشخصيته وطباعه وحياته؛ فعند التعامل مع الأشخاص لابد من قراءة كتالوجه جيداً لمعرفة كيفية التعامل معه وهل طباعه وحياته تناسبك أم لا حتى لا تصبح العلاقة مرهقة نتيجة اختلاف الطباع؛ وتذكر دوماً أن العلاقات خلقت من أجل الراحة؛ فوصف الله سبحانه وتعالى العلاقات الزوجية بالمودة والرحمة؛ وأيضاً العلاقة بين الاخوات وصفها الله سبحانه وتعالى بالدعم المعنوى والسند سنشد عضدك باخيك؛ هارون أخى أشدد به ازري؛ والعلاقة بين الأصدقاء أيضاً تحدث عنها الله سبحانه وتعالى «إذ يقول لصاحبهِ لا تحزن»؛ فالأصدقاء الحقيقيون دورهم الأساسى فى حياة البعض السند والدعم وليس مجرد التقاء صور ووضعها على مواقع التواصل الاجتماعى مع كلمات حب؛ وتذكر صدق العلاقات بصفة عامة لن تكتشفها أثناء الأجواء الجميلة بل يتم اكتشاف حقيقة العلاقات بصفة عامة وحقيقة الأشخاص حواليك عند الخلافات واختلاف المصالح وعند لحظات الغضب؛ فى تلك اللحظات تظهر معادن الناس وما تخفيه القلوب وتسقط الأقنعة.