لم أستوعب بعد كل هذه الخبرات التى اكتسبناها والتطور فى الفكر والثقافة ودخول التكنولوجيا الحديثة على الرياضة والانفتاح على العالم أن يحدث كل هذا الضجيج وتصبح كرة القدم المصرية تلعب خارج ساحات الملاعب وتنتقل المنافسة الشريفة بين الفرق الى خارج المستطيل الأخضر ونعيد سيناريوهات خناقات «المصطبة» وحواديت كل موسم الفارغة والمضحكة وكآننا فى عالم أبوجهل، بوجود أشخاص يحاولون تشويه الدورى المصرى رغم قمته التسويقية ومكانته واثارة الشكوك حوله وافتعال أزمات لإلغائه وكآننا نلعب فى دورة هواة او حتى دورة رمضانية، معقول أن كل مسئول يريد أن يفعل كل شيء حتى لو كان بالباطل، وهل وصل بنا الحال أن نعلق كل اخطاء الكرة المصرية على شماعات التحكيم رغم الاعتراف بوجود كوارث فى هذا الملف، هل الاهلى والزمالك فى حاجة الى مساعدات خارجية للفوز باى مباراة أو الحصول على اى بطولة، ولماذا كل هذه الفوضى والعشوائية فى لغة فرض العضلات، وكأن كل ناد او مسئول يعتقد نفسه يعمل فى غابة دون حسيب أو رقيب، أين المنطق فى معالجة كل القضايا اين اصحاب العقول والكوادر البشرية، هل أصبح تطبيق اللوائح والقوانين وتحقيق مبدأ العدل وتكافؤ الفرص والمساواة بين جميع الفرق أمر يصعب تحقيقه، هل كتب على الكرة المصرية أن تظل فى هذا العبث المستمر وكابوس الأزمات التى لم تتغير عبر التاريخ وكأنه دورينا الوحيد بين كل دول العالم يتحرك للخلف دون مواكبة العالم فى التطور.
هل يصح أن تكون قمة الكرة المصرية والتى يتغنى بها كل دول المنطقة وينتظرها الجميع بهذا الشكل العجيب والمخجل، كيف نصدق أننا فقدنا الشغف والمتعة والبهجة فى تشجيع كرة القدم فى بلد تعشق الكرة وغالبت العصبية والتعصب الاعمى على حياتنا اليومية عبر مواقع التواصل الاجتماعى وليس هذا فقط بل للأسف اصبح المسئول ينساق وراء حوارات «السوشيال ميديا» حتى لو بالغلط لضمان الحصول على بطولة مزيفة او الحفاظ على منصبه وضمان عدم الهجوم عليه او نقده.
الحلول موجودة ولكنها تحتاج إلى التخلص من الخوف على المواجهة فى سبيل تطبيق العدل والمساواة واظن أن وسيلة البحث «جوجل» ليست بعيدة عن اى مسئول يريد أن يتعلم من أى نظام فى العالم يحمل مقومات النجاح لتفادى مرارة الفشل وخناقات الدوري.