منذ وقت ليس بالقليل وشهادة الثانوية العامة وامتحاناتها تثير اهتمام الكثيرين سواء من لهم أبناء يؤدون اختباراتها أو من ليس لهم أبناء.. ولكن فى اعتقادى أن المسألة اخذت اكبر من حجمها الطبيعي.. فما شهادة الثانوية العامة إلا كغيرها من سنوات الدراسة وأن كل طالب أو طالبة اعتاد منذ بداية حياته الدراسية على الجد والاجتهاد مع رعاية وعناية أسرية لن يجد بحال من الأحوال أى إشكالية وهو يخوض «معترك» اتمام الثانوية..
أيضا ــ والحق يقال ــ افتقاد دور المدرسة خلال السنوات الأخيرة وتغول ما يسمى بالتعليم الموازى الذى يتمثل فى انتشار «السناتر» التعليمية فى طول البلاد وعرضها.. كل هذا أدى إلى تضخيم عام دراسى «عادى جداً» وصدر صورة موحشة له جعلت أولياء الأمور وابناءهم يعيشون عاماً كاملاً من المعاناة الشديدة والخوف كل الخوف مما هو قادم خشية ألا يلحق الابن أو الابنة بما يسمى زوراً وبهتاناً بـ «كليات القمة».. ولكن بنظرة واقعية وتدبر لو رجعنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أن طالب الثانوية كان ينتظم فى مدرسته منذ اليوم الأول للدراسة وذهابه إلى الدرس الخصوصى وليس السنتر كان فى حالات نادرة.. ومع ذلك كان يحصل على الدرجة التى تؤهله لأرقى الكليات العلمية والأدبية دون أدنى مشكلة.. وشيئاً فشيئاً بدأت الأمور فى التغيير وتضاءل دور المدرسة خاصة بالنسبة لطلاب الثانوية وصرنا نرى فصولاً خاوية من طلابها منذ اليوم الأول من الدراسة اعتماداً على بدء عام دراسى آخر قبل العام الرسمى الحكومى بحوالى شهر أو أكثر عن طريق التعليم الموازى المنتشر فى مصر الآن والمعروف بـ «السناتر التعليمية» التى ذاع صيتها وصيت المعلمين بها وصاروا من نجوم المجتمع للدرجة التى صرنا فيها نرى فيديوهات لهم وسط حراسات خاصة من البودى جاردات سواء ساعة دخولهم قاعات الدرس أو اثناء إلقاء دروسهم.. ولعل مشهد احدهم اثناء دخوله إحدى صالات الألعاب أخيراً كان مثيرًا جداً للانتباه الأمر الذى ادى بدوره إلى حدوث تحقيقات موسعة فى وزارة الشباب والرياضة..
ياسادة إذا كنا جادين حقاً فى اصلاح حال التعليم فإلى جانب تدريب المعلمين وتطوير المناهج هناك أمر أكثر أهمية وهو إعادة دور المدرسة وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب.. وبالنسبة للثانوية تحديداً ثم لماذا لا تخصص الوزارة «20» درجة تعطى للطالب المنتظم منذ اليوم الأول للدراسة وحتى نهاية العام وبالمناسبة تمت هذه التجربة قبل ذلك ونجحت نجاحاً باهراً ثم لسبب أو لآخر تم وأد الفكرة فى مهدها بعد أقل من أسبوع على تطبيقها لعل العالمين ببواطن الأمور فى وزارة التربية والتعليم يعرفون الأسباب جيداً.. فعلى القائمين على أمر التعليم فى مصر إن إرادوا اصلاحاً أن ينحوا العواطف جانباً ويعملوا للصالح العام.. ساعتها سنقول تعليمنا عاد للريادة مرة اخري.